يهل علينا عيد الفطر المبارك هذا العام,وسط دعوات الجميع داخل مصر وخارجها,بأن يبسط الله سبحانه وتعالي امنه وسلامه علي ارض الكنانة,وان يحفظ شعبها من كل مكروه وسوء,حتي تعبر ازمتها بسلام,وتعود لها ريادتها بين الامم, ولعل هذه الايام المباركة بعد اداء المسلمين فريضة صيام شهر رمضان وقيام ليله تطوعا واخراج زكاة فطرهم,تكون فرصة سانحة للم الشمل واعادة ترتيب البيت من الداخل علي جميع المستويات الشخصية او الاقتصادية او السياسية اوالاجتماعية,ومن المعلوم ان عيد الفطر المبارك يسمي في السماء بيومالجائزة,فيا سعد من نال تلك الجائزة من رب العزة سبحانه وتعالي,وحل عليه رضاه,وفرح بقبول الله عمله. ويقول الدكتور أحمد عمر هاشم رئيس جامعة الازهر الاسبق وعضو هيئة كبار العلماء,ان الله سبحانه وتعالي شرع للمسلمين عيدين هما عيد الفطر ويسمي بالعيد الأصغر, وعيدالأضحي ويسمي بالعيد الأكبر, كما اخبر بذلك رسول الله صلي الله عليه وسلم في الحديث الشريف, ويأتي عيد الفطر المبارك فرحة للمسلم بأداء فريضة صيام شهر رمضان واداء صلاة القيام التي استنها رسول الله صلي الله عليه وسلم, وفي هذا انتصار وتغلب علي شهوات النفس ونوازغ الشيطان, وتتنوع فرحة المسلمين في العيد مابين الفرح والمرح المباحين, والعبادة بشتي أنواعها التي تبدأفي ذلك اليوم بصلاة العيد مع الامام وجميع المسلمين, وايضا بذكر الله والصلاة علي نبيه صلي الله عليه وسلم, والاستغفار والتوبة وايضا عمل واخراج زكاة الفطر للفقراء,حيث قال صلي الله عليه وسلم اغنوهم في ذلك اليوماي اغنوا الفقراء عن السؤال في يوم العيد وذلك باخراج زكاة الفطر لهم قبل صلاة العيد. وأشار الي ان الأعياد في الإسلام لها معان كثيرة في نفوس المسلمين بدءا من شيوع البهجة والسرور بين الناس الي الفرح بطاعة أوامر الله وانتصار النفس وتغلبها علي شهواتها وكبح جماحها, والتضحية بكل غال ونفيس في سبيل تحقيق مرضاة الله تعالي,ولعل الصبر علي متاعب الحياة وتردي الاحوال المعيشية بين الناس,مع احتمال اداء فريضة الصيام في شدة الحر,لاشك ان ثوابه عند الله عظيم,وتكفي من البشري للانسان المسلم,انه حين يعلم ان الله سبحانه وتعالي تكفل بمجازاة ثواب الصائم بنفسه,كما اخبر بذلك سيد الخلق سيدنا محمد صلي الله عليه وسلم حين اخبر عن رب العزة سبحانه وتعالي في الحديث القدسي كل عمل ابن آدم له الا الصوم فإنه لي وانا اجزي به. فرصة للتسامح والتزاور وأضاف الدكتور احمد عمر هاشم, أن العيد فرصة يجب اغتنامها علي الوجه الأكمل في التسامح مع النفس ومع الآخرين, والأقارب خاصة والناس عامة, ويجب ألا نتوقف كثيرا امام السلوكيات الخاطئة من الآخرين تجاهنا, ولنا في رسول الله صلي الله عليه وسلم القدوة والأسوة الحسنة في العفو عمن ظلمنا ووصل من قطعنا وإعطاء من حرمنا والاسراع في التنافس في أعمال الخير ابتغاء مرضاة الله تعالي. واشار الي أن العيد يأتي دائما ليذكرنا بمجد وعظمة الدين الحنيف وما حققه السلف الصالح من انتصار عسكري واقتصادي وسياسي واجتماعي ودبلوماسي, كما يأتي العيد ليذكرنا بسنة الرسول الكريم صلي الله عليه وسلم في معاملاته مع أهل بيته وأزواجه وأقاربه وصحابته سواء في استقبال العيد أو خلال أيامه مما يعكس سماحة الدين وسموه ورفعة شأن أتباعه وحتي يعلم أهل الكتاب أن في ديننا فسحة. وأوضح أن مظاهر الانفاق في الأعياد, بقدر كونها مظهرا من مظاهر التوسعة بين الأهل والأقارب, فإنها في الوقت نفسه لابد أن تذكرنا بصفات عباد الرحمن التي جاء ذكرها في كتاب الله تعالي والذين اذا أنفقوا لم يسرفوا ولم يقتروا وكان بين ذلك قواما أي عدم الاسراف في الانفاق لأن الاسراف نوع من التبذير الذي نهي عنه الحق تبارك وتعالي حيث قال: إن المبذرين كانوا إخوان الشياطين وكان الشيطان لربه كفورا, فلا تخرجنا فرحة العيد عن التمسك بهدي النبي صلي الله عليه وسلم في كيفية التوسط في الإنفاق. وأضاف: أننا في العيد نجد فرصة كبيرة للتزاور مع الأقارب والجيران والأصدقاء, مما يزيد من أواصر المحبة والأخوة بيننا, خاصة في تلك الأيام التي طغت فيها السلوكيات المادية الدخيلة علي مجتمعنا. كما نجد في التقاء الاهل والأقارب والتي تسمي بلمة العيلة في العيد مناسبة لحل مشكلاتنا الأسرية, وتعارف أبنائنا الصغار علي ذويهم من الأقارب مما يمثل إعدادا لهم لتحمل المسئولية في المستقبل. المرح المباح وفي سياق متصل, يؤكد الدكتور علوي امين خليل استاذ الفقه المقارن بكلية الشريعة والقانون بجامعة الأزهر,ان عيد الفطر المبارك يذكرنا بمغفرة الله للمسلمين الذين التزموا بطاعة الله واجتنبوا محارمه طوال الشهر الكريم,موضحا أن العيد في الاسلام نفحة من رب البرية تتجلي فيها أعلي معاني الرحمة والعفو والتسامح والانتصار والعزة والكرامة للمسلمين, اذ ان عيد الفطر يأتي بعد أداء فريضة الصوم وفيها تنتصر النفس علي شهواتها, ويحمل معني التضحية بكل غال ونفيس في سبيل طاعة الله, وتحمل الأعياد في الاسلام شعار التكبير الله أكبر. الله أكبر وذكر الله ملازم للمسلم في حله وترحاله, وفي حربه وسلمه, وحركاته وسكناته, ومأكله ومشربه وملبسه حتي يكون في العناية الإلهية والرعاية الربانية. ويوضح أن للمرح واللعب المباح والترويح عن النفس نصيبا كبيرا في اعياد الاسلام لتأكيد أنه الدين الخاتم وليعلم أهل الكتاب أن في ديننا فسحة ونحن لانكون مبالغين اذا قلنا ان العيد في الاسلام هو مدرسة العفو والتسامح الذي لاينتهي بانقضاء أيامه ولياليه بل هو مستمر طوال العام وملازم للانسان. ويشير الي ضرورة أن يتخذ المسلمون من عيدهم نقطة انطلاق نحو فعل الخيرات والتسارع الي طاعة الله والتخلق بأخلاق رسول الله صلي الله عليه وسلم حتي نستحق عفو الله ونكون عبادا ربانيين, وحتي يتحقق الهدف المنشود من تلك الأعياد, قال تعالي كنتم خير أمة أخرجت للناس تأمرون بالمعروف وتنهون عن المنكر....,ونصل الي الثمرة و الهدف من عبادة الصيام وهي التي جاءت في آية الصيام يا أيها الذين آمنوا كتب عليكم الصيام كما كتب علي الذين من قبلكم لعلكم تتقون. واكد الدكتور علوي خليل ان من حق المسلم ان يفرح في ذلك اليوم,ولم لا فقد امر بالصيام فصام وامر بالقيام فقام وامر بإخراج زكاة الفطر فأخرجها فاستحق اليوم جائزة ربه, حيث ان هذا العيد يسمي في السماء بيوم الجائزة, تنادي فيه الملائكة عبادالله المؤمنين هلموا الي رب غفور شكور يغفر الذنوب ويستر العيوب, فالتزم اخي المسلم بآداب ذلك اليوم حتي تنال مغفرة الرحمن وجائزته, وتكون من السعداء الذين قبل الله صيامهم وقيامهم وصدقاتهم,كما يجب عليك ان تنتبه واحذر ان يفتنك الشيطان في هذا اليوم,ويغريك بالمعاصي والشهوات,والتزم بذكر الله وليكن عيد الفطر المبارك فرصة لتكوين شخصيتك من جديد اساسها تقوي وطاعة المولي عز وجل,غذاؤها القرآن الكريم,وماؤها محبة الله تعالي ورسوله صلي الله عليه وسلم,وثمرتها المعاملة الطيبة والحسنة مع الناس اجمعين.