شرع الله سبحانه وتعالي للمسلمين عيدين هما عيد الفطر ويسمي بالعيد الأصغر, وعيدالأضحي ويسمي بالعيد الأكبر, وياتي عيد الفطر المبارك فرحة للمسلم بأداء فريضة صيام شهر رمضان واداء صلاة القيام التي استنها رسول الله صلي الله عليه وسلم, وفي هذا انتصار وتغلب علي شهوات النفس ونوازغ الشيطان, وتتنوع فرحة المسلمين في العيد مابين الفرح والمرح المباحين, والعبادة بشتي أنواعها من ذكر لله وصلاة علي نبيه واستغفار وتوبة وايضا عمل. في البداية يؤكد الدكتور عبد الفتاح عاشور أستاذ التفسير وعلوم القرآن بجامعة الأزهران الأعياد في الإسلام لها معان كثيرة في نفوس المسلمين بدءا من شيوع البهجة والسرور بين الناس الي الفرح بطاعة أوامر الله وانتصار النفس وتغلبها علي شهواتها وكبح جماحها, والتضحية بكل غال ونفيس في سبيل تحقيق مرضاة الله تعالي. عظمة الدين وأشار الي أن العيد يأتي دائما ليذكرنا بمجد وعظمة الدين الحنيف وما حققه السلف الصالح من انتصار عسكري واقتصادي وسياسي واجتماعي ودبلوماسي كما يأتي العيد ليذكرنا بسنة الرسول الكريم صلي الله عليه وسلم في معاملاته مع أهل بيته وأزواجه وأقاربه وصحابته سواء في استقبال العيد أو خلال أيامه مما يعكس سماحة الدين وسموه ورفعة شأن أتباعه وحتي يعلم أهل الكتاب أن في ديننا فسحة. وأوضح أن العيد فرصة يجب اغتنامها علي الوجه الأكمل في التسامح مع النفس ومع الآخرين, والأقارب خاصة والناس عامة, ويجب ألا نتوقف كثيرا امام السلوكيات الخاطئة من الآخرين تجاهنا, ولنا في رسول الله صلي الله عليه وسلم القدوة والأسوة الحسنة في العفو عمن ظلمنا ووصل من قطعنا وإعطاء من حرمنا والاسراع في التنافس في أعمال الخير ابتغاء مرضاة الله تعالي. ولفت الي أن مظاهر الانفاق في الأعياد, بقدر كونها مظهرا من مظاهر التوسعة بين الأهل والأقارب, فإنها في الوقت نفسه لابد أن تذكرنا بصفات عباد الرحمن التي جاء ذكرها في كتاب الله تعالي والذين اذا أنفقوا لم يسرفوا ولم يقتروا وكان بين ذلك قواما أي عدم الاسراف في الانفاق لأن الاسراف نوع من التبذير الذي نهي عنه الحق تبارك وتعالي حيث قال: إن المبذرين كانوا إخوان الشياطين وكان الشيطان لربه كفورا, فلا تخرجنا فرحة العيد عن التمسك بهدي النبي صلي الله عليه وسلم في كيفية التوسط في الإنفاق. وأضاف: أننا في العيد نجد فرصة كبيرة للتزاور مع الأقارب والجيران والأصدقاء, مما يزيد من أواصر المحبة والأخوة بيننا, خاصة في تلك الأيام التي طغت فيها السلوكيات المادية الدخيلة علي مجتمعنا. كما نجد في لمة العيلة في العيد مناسبة لحل مشكلاتنا الأسرية, وتعارف أبنائنا الصغار علي ذويهم من الأقارب مما يمثل إعدادا لهم لتحمل المسئولية في المستقبل. نفحة ربانية من جانبه أكد الدكتور عطية مصطفي استاذ الدعوة بكلية أصول الدين بجامعة الأزهر أن العيد في الاسلام نفحة ربانية تتجلي فيها أعلي معاني الرحمة والعفو والتسامح والانتصار والعزة والكرامة للمسلمين, اذ إن عيد الفطر يأتي بعد أداء فريضة الصوم وفيها تنتصر النفس علي شهواتها, ويأتي عيد الأضحي المبارك يحمل معني التضحية بكل غال ونفيس في سبيل طاعة الله, وتحمل الأعياد في الاسلام شعار التكبير الله أكبر. الله أكبر وذكر الله ملازم للمسلم في حله وترحاله, وفي حربه وسلمه, وحركاته وسكناته, ومأكله ومشربه وملبسه حتي يكون في العناية الإلهية والرعاية الربانية. ويوضح أن للمرح واللعب المباح والترويح عن النفس نصيبا كبيرا في اعياد الاسلام لتأكيد أنه الدين الخاتم وليعلم أهل الكتاب أن في ديننا فسحة ونحن لانكون مبالغين اذا قلنا ان العيد في الاسلام هو مدرسة العفو والتسامح الذي لاينتهي بانقضاء أيامه ولياليه بل هو مستمر طوال العام وملازم للانسان. ويشير الي ضرورة أن يتخذ المسلمون من عيدهم نقطة انطلاق نحو فعل الخيرات والتسارع الي طاعة الله والتخلق بأخلاق رسول الله صلي الله عليه وسلم حتي نستحق عفو الله ونكون عبادا ربانيين, وحتي يتحقق الهدف المنشود من تلك الأعياد, قال تعالي كنتم خير أمة أخرجت للناس تأمرون بالمعروف وتنهون عن المنكر..... واكد ان من حق المسلم ان يفرح في ذلك اليوم, ولم لا فقد امر بالصيام فصام وامر بالقيام فقام وامر بإخراج زكاة الفطر فأخرجها فاستحق اليوم جائزة ربه, حيث ان هذا العيد يسمي في السماء بيوم الجائزة, تنادي فيه الملائكة عبادالله المؤمنين هلموا الي رب غفور شكور يغفر الذنوب ويستر العيوب, فالتزم اخي المسلم بآداب ذلك اليوم حتي تنال مغفرة الرحمن وجائزته, وتكون من السعداء الذين قبل الله صيامهم وقيامهم وصدقاتهم.