حين سوْل الشيخ الشعراوي رحمة الله عن سبب عدم انتمائه لأي حزب ديني ...أجاب: لأن الانتماء الى حزب ديني ليس من ركائز الإسلام ولن ينقص اسلامى شئ اذا لم انتمى الى حزب ...اننى ارفض ان ارشح حزب يستعطفنى مستندا على وازعي الدينى قبل ان يخاطب عقلى...فأي حزب سياسى لا علاقة لة بالدين و هو يمثل الفكر السياسى لأصحابه و لا يمثل المسلمين. واليوم بعد ظهور عشرة احزاب أسلامية علي الساحة منذ 2011 يطالب الجميع بإلغاء الأحزاب ذات المرجعية الدينية وهو مطلب قانونى وارد فى القانون رقم 40 لسنة 1977 ....ومسمى بقانون الأحزاب السياسية. فلقد ثبت ان الأحزاب الدينية تخلق منظومة أمنية لحماية نفسها بأموال الشعوب التي أوصلتها للحكم.. ..وتستعمل آلة القمع الدكتاتورية بمختلف الأساليب والخطط بعد أن تعلمت تلك الأحزاب طرق الحفاظ على نفسها بخلق حالات من الثقافة الخاصة بها مستخدمةً الدين والتاريخ كدعاية للتسلط والهيمنة بشكل قوي دون فسح أي مجال لإبداء حتى ابسط الآراء الناقدة والمعترضة ويصبح سلاحها بالسلطة قواها الأمنية ونفوذها السياسي ممسكةً بجميع الأدوات من شراء الذمم إلى التهديد والابتزاز مرورا بالتضليل والكذب والخداع وتتوج أعمالها بالقتل الممنهج عبر مؤسساتها القمعية المختلفة. .. كما ثبت ايضا ان ظهور الأحزاب الدينية بعد ثورة 25 يناير ادي الي خلق حالة من الأنقسام في الشارع المصري....لان هناك فريق انشأ تلك الأحزاب و يعتقد انة يدافع عن الشرع والشريعة ويري في ممارسات الأحزاب الأخرى هجوما علي الإسلام ..وبدا لتلك الأحزاب ان أي اعتراض علي ممارساتهم السياسية وادائهم الهزيل عبارة عن تطاول علي الدين وعلي اولي الأمر. ومن هنا انطلق عنانهم بأعلان تكفير فلان والحاد علان..وتحول الدين الي تجارة. رغم ان هناك فارق بين العمل الدعوى والعمل السياسى، والشعب المصرى متدين بطبعه ولا يجوز استغلال ذلك من أجل تحقيق مطامع الوصول إلى السلطة. هذا ويجب التشديد على ضرورة وضع فى الدستور الجديد مبدأ يفصل بين السياسة والدين دون مراوغة أو مجاملة لأى فصيل سياسى، لأن مصلحة الوطن فوق الجميع . كما اننا جميعا في انتظار قرار محكمة القضاء الإدارى التي سوف تنظر، الدعوى القضائية التى أقيمت أمامها وطالبت بإصدار حكم قضائى بمنع الأحزاب ذات المرجعيات الدينية من العمل السياسى لمدة 20 عاما متصلة، كما تطالب بمنع تلك الاحزاب من العمل السياسى أو المشاركة فى الانتخابات الرئاسية والتشريعية. فوفقا لكتاب سلسلة الهدي والنور للشيخ الألباني ...أن من آثار سلبيات التعصب للطوائف و الأحزاب أنهم يعادون من لم يكن في تكتلهم و في منهجهم و لو كان أخاً مسلماً صالحاً ، فهم يعادونه لأنه لم ينضم لهذا التكتل الخاص أو التحزب الخاص . [email protected] لمزيد من مقالات رانيا حفنى