أكد علماء الدين حرمة الاعتداء علي قوات الجيش, وقتال الجيش محاربة لله ورسوله, ومن قتل في تلك الحالة, فهو معتد بعيد كل البعد عن الشهادة. وقال علماء الدين إن خروج الملايين في كافة ميادين مصر دليل قاطع علي ثقة الشعب المصري في قواته المسلحة ورغبته في محاربة الارهاب والإرهابيين. وطالبوا القوات المسلحة من خلال التفويض العام الذي منحه الشعب المصري لقواته المسلحة بتطهير البلاد من هؤلاء المارقين الذين ليس لهم عقيدة ولا مبدأ سوي التخريب والهدم وإشاعة الفوضي بين الشعب المصري. كما طالبوا القوات المسلحة بالقضاء علي البؤر الإجرامية في سيناء وتطهيرها من الارهابيين والقبض عليهم ومحاكمتهم محاكمة علنية. وأوضح علماء الدين أن الشعب المصري أعطي درسا للعالم في ممارسة الديمقراطية الحقيقية من خلال التفويض العام للقوات المسلحة ومنحه الحق في مواجهة الارهاب والارهابيين. وقال الدكتور نصر فريد واصل, مفتي الجمهورية الأسبق, وعضو هيئة كبار العلماء بالأزهر الشريف, إن قرار عزل محمد مرسي من الرئاسة لايخالف الشريعة الإسلامية, لأنه كان مسئولا مسئولية كاملة عن أمن الوطن, وعليه أن يراعي الواقع الفعلي حتي ولو تنازل عن الحكم وفقا للقاعدة الشرعية التي توجب إختيار أقل الضررين دفعا لضرر أعظم, لافتا الي أن الصراع الحالي دنيوي ولاعلاقة له بالخلافة أو الدين. وحول دعوات الإستقواء بالخارج التي يرددها بعض قيادات جماعة الإخوان المسلمين قال الدكتور نصر فريد واصل إنها جريمة لايمكن قبولها, كيف نستقوي بالأجانب ليحتلوا بلادنا ونحن مأمورون بالجهاد ضدهم؟. وحول فتوي بذل النفس للدفاع عن الشرعية, قال إن بذل النفس يكون مع العدو الذي يقاتلنا مع العدو الكافر فقط, وليس ضد بعضنا البعض. وأضاف الدكتور نصر فريد واصل إن الجيش خط أحمر, وقتال الجيش محاربة لله ورسوله, ومن قتل في تلك الحالة, فهو معتد بعيد كل البعد عن الشهادة, ومن قتل وهو يدافع عن نفسه أو عرضه أو ماله فهو شهيد, وإذا التقي المسلمان بسيفهما فالقاتل والمقتول في النار, كما أخبر صلي الله عليه وسلم. وأكد الدكتور عبد الفتاح إدريس إن دعوة الفريق عبد الفتاح السيسي إلي جموع الشعب المصري لمنحه التفويض العام لمحاربة الارهاب هو تحقيق للشرعية التي منحها الشعب للحاكم, وإن استجابة الي جموع الشعب المصري للنداء يأتي تأكيدا علي الشرعية الشعبية ومنحه القيام بعمل من شأنه أن يحقق أمن هذا المجتمع بإعتبار أن مهمة الجيش في الأساس هي تحقيق أمن المجتمع وصد أي عدوان واقع أو متوقع حدوثه في الأمد القريب أو البعيد. ويري الدكتور عبد الفتاح إدريس أن جموع الشعب المصري توحدت في كل الميادين لمواجهة الارهاب والإرهابيين في الداخل والخارج من خلال الحشود الهائلة التي رأيناها في كل ميادين مصر, وإن مهمة الجيش هي حماية الدولة من الخطر المتربص به من الإرهابيين, وإن استجابة جموع الشعب المصري لهذا النداء إنما يأتي تأكيدا لما قام به الشعب في الخامس والعشرين من يناير والثلاثين من يونيو لتحقيق الأمن والإستقرار وإعلاء مصلحة الوطن كخيار أساسي لممارسة الديمقراطية, وان الشعب المصري هو صاحب الاختصاص في منح الشرعية للجيش, وأضاف: وزير الدفاع كان حصيفا حينما طلب من جموع الشعب المصري أن يخرجوا للميادين لمنح الجيش تفويضا عاما لمحاربة الارهاب وتفويض آليات التخريب التي عربدت في أرجاء الوطن. وجاء خروج الملايين التي أذهلت العالم أجمع علي التأييد الذي منح للجيش في مواجهة الإرهاب لتعطيه الإذن في ممارسة الأعمال التي يتحقق بها كسر الاعمال الارهابية وتحقيق الأمن والأمان المصري. وأضاف أن ممارسة الجيش والداخلية هذه آليات في محاربة الارهاب يأتي استجابة لإرادة الشعب المصري في محاربة الارهاب أي إن كانت النتائج المترتبة حتي لو ترتبت عليه اراقة دماء المعتدين فإنما يكون هذا في إطار شرع الله, لقوله تعالي: فمن اعتدي عليكم فاعتدوا عليه بمثل ما اعتدي عليكم. وقال الدكتور محمد الشحات الجندي, عضو مجمع البحوث الإسلامية, إن تدخل القوات المسلحة في تحقيق الأمن كان مطلبا شعبيا وتحقق من خلال خطاب الفريق السيسي مطالبا الجميع بالنزول للميادين لمنح القوات المسلحة تفويض في محاربة الارهاب وهذا ماتجلي بصورة واضحة في خروج الملايين في كل ربوع مصر تأييدا لنداء السيسي. وقال أن جماعة الإخوان المسلمين سلكت مسلكا خطأ في الحكم في محاولة منها الإستئثار بأمور الدولة مما أدي الي انتشار الإضطرابات التي نادت الي سقوط حكمهم, وأوضح أن الإشكالية زادت عن حدها في التعبير عن الرأي وقطع الطرق والإعتصام الأمر الذي أدي الي مزيد من إراقة الدماء, مؤكدا رفضه لمثل هذه الأمور, كما طالب جماعة الإخوان المسلمين بضرورة الإلتزام بالسلمية وتغليب الوطن فوق المصالح الشخصية. وردا علي بعض الدعاوي المغرضة التي تصف دعوة الجيش لقتال الإرهابيين بأنها دعوة لقتل المعارضين قال الدكتور محمد الشحات الجندي, إن دعوة الجيش لتفويض الشعب إنما هي دعوة لحقن الدماء ومحاربة الارهابيين الخارجين عن القانون ويأتي ذلك في ظل المحافظة علي حرمة الدماء المصرية أيا كانت الانتماءات السياسية. من جانبه وصف كرم زهدي أمير الجماعة الإسلامية السابق مايجري في مصر بأنه صراع علي السلطة وليس صراعا علي بناء الدولة, وأضاف: فليذهب الكرسي للجحيم طالما نري إراقة الدماء في الصراع علي السلطة, فالدنيا ومافيها لاتساوي إزهاق روح, ويجب علي الجميع بإعلاء مصلحة الوطن وعدم الانجراف وراء المناصب, وإنما أهلكت الأمم السابقة في صراعها علي الكراسي فياليت الجميع يتعلم من الدروس السابقة. الكلمة للشعب من جانبها قالت الدكتورة أميرة المراغي, الأستاذة بجامعة الازهر, أن خروج هذه الملايين دليل قاطع علي الإنحياز لشعب مصر وقواته المسلحة ضد الإرهاب وضد المؤامرات التي تحاك ضده وضد أي ضغط من أي دولة كانت, وتأييد تفويض الشعب المصري صاحب الشرعية وصاحب الحق الأصيل قواته المسلحة التي هي درع الوطن وسيفه لمحاربة الارهاب والارهابيين أينما وجدوا وأينما كانوا حتي ولو خارج حدود مصر, فحدود الدفاع عن الوطن لا حدود لا أرض ولا سماء لها. وطالبت الدولة ممثلة في أجهزتها الأمنية تطبيق القانون بكل حسم علي من يحمل السلاح ويروع المواطنين أيا كان إنتماؤه السياسي أو أيا ماتكون مطالبة, وذلك بعد التأييد المنقطع النظير الذي رأيناه في كل ميادين مصر دعما للقوات المسلحة وتنفيذ خارطة الطريق المتفق عليها.