بصرف النظر عن تعدد مشاهد المرارات والإحباطات والعثرات والتقلبات التي عاشتها مصر علي مدي ال30 شهرا الماضية ما بين25 يناير2011 وحتي30 يونيو2013. فإن الإنصاف يقتضي القول إن كل ما جري بحلوه ومره كان بالنسبة لمصر تجربة بالغة العمق بكل المقاييس وصوب كافة الاتجاهات. ومهما يكن من عمق تباينات الرؤي بين مختلف القوي السياسية فإن علينا أن نعترف بأن ال30 شهرا الماضية يمكن اعتبارها بوتقة للتفاعلات الحية أكثر من كونها مجرد إرهاصات غضب واحتجاج وتمرد. و إذا كان ما جري خلال هذه الفترة العصيبة من تاريخ مصر قد طرح علينا الكثير والخطير من التحديات فإنه أيضا فتح قدرا لا بأس من نوافذ الأمل والتفاؤل رغم شدة المصاعب وحدة الأزمات. ويكفي القول إن مصر أعادت اكتشاف نفسها من جديد باستعادة الثقة في قدرة الإنسان المصري علي رسم صورة مصر الجديدة استنادا إلي القوة الكامنة في جوف هذا الشعب مع تعزيز الإيمان بصحة مواصلة المسار الديمقراطي تحت رايات التعددية الحزبية وحرية الصحافة واحترام حقوق الإنسان وتعميق سيادة القانون وإعلاء قيم المواطنة بالفهم الصحيح لجوهر ومعني الانتماء الوطني الصحيح. بل إنه يكفي القول أيضا إن شدة وقسوة العواصف التي هبت علي مصر خلال هذه الفترة لم تؤثر في جدية الرغبة باتجاه استكشاف الممرات المائية الآمنة التي ستبحر فيها سفينة مصر إلي شواطئ الاستقرار والأمن والرخاء خلال السنوات المقبلة. وأهم من ذلك كله فإن استعادة اللحمة بين الشرطة والشعب وتعميق الثقة بالقضاء وتجديد اليقين بالدور الوطني للقوات المسلحة أهم وأعمق المكاسب في ال30 شهرا الحرجة! وغدا نواصل الحديث.. خير الكلام: الصواعق لا تصيب سوي المباني المرتفعة! http://[email protected] لمزيد من مقالات مرسى عطا الله