انقضي أكثر من10 سنوات منذ بداية الألفية الجديدة التي جري التبشير لها بأنها ستكون عنوانا لعصر جديد تتغير فيه كل القواعد والنظريات العلمية والإنسانية باتجاه رؤية جديدة وفكر جديد واختراعات مذهلة تنسخ كل ما سبق هذا القرن الحادي والعشرين من أفكار ورؤي واختراعات. بالطبع لا شئ من ذلك قد حدث حتي الآن ومع ذلك فإن آمال وأحلام البشر في غد أفضل لم تهتز استنادا إلي أنه من الطبيعي طبقا لمسيرة التاريخ الإنساني أن كل قرن يتفوق علي القرن الذي سبقه ودائما تكون قاعدة وركيزة التفوق هو ما تحقق في القرن السابق من إنجازات تصلح للتطور والتحديث في القرن الجديد. إن البشر مازالوا يحلمون- علي سبيل المثال- بأن يكون القرن الحادي والعشرون هو قرن الإعجاز في الاكتشافات الدوائية والعلاجية بحيث يختفي شبح الأمراض الخبيثة وفي مقدمتها السرطان اعتمادا علي ما تم إنجازه في القرن العشرين بإنتاج أنواع عديدة من الأدوية المضادة للخلايا السرطانية الأمر الذي ساعد علي شفاء الكثير من المرضي وهبط كثيرا بنسبة الوفيات بين المصابين بهذا المرض اللعين... وربما يعزز من الثقة في إمكان بلوغ ذلك هو النتائج الإيجابية التي تم التوصل إليها قبل نهاية القرن العشرين في مجال نقل نخاع العظام الذي ييسر أسلوب العلاج الكيماوي لمرضي السرطان, وبما يوفره للجسم من مناعة تكفي لمواجهة آثار الأدوية الكيماوية. وثمة حلم متجدد بأن يشهد النصف الأول من هذا القرن الحادي والعشرين تقدم وتطور جراحات زراعة الأعضاء, خصوصا أن هذا المجال يمثل أحد أهم علامات الإنجاز الطبي في ال100 عام الأخيرة بعد أن سقطت مستحيلات كثيرة, وتحولت الأحلام إلي حقيقة بدءا من نجاح زراعة أول قرنية للعين عام 1905 ووصولا إلي زراعة أول يد للإنسان في فرنسا عام 1998 بواسطة فريق طبي عالمي... وفيما بين الحدثين زراعة القرنية وزراعة اليد نجحت أول عملية لزراعة الشرايين عام 1908, وأول عملية لزراعة الرئة عام 1963, وأول عملية لزراعة القلب عام 1967, وأول عملية لزراعة البنكرياس عام 1970, وأول عملية لزراعة الكبد عام 1975, وأول عملية لزراعة نخاع العظام عام 1981, وأول عملية لزراعة العصب عام.1991 وغدا نواصل الحديث..
خير الكلام: بالعلم والمال يبني الناس ملكهم.. لم يبن ملك علي جهل وإقلال! [email protected] المزيد من أعمدة مرسى عطا الله