قام باحثون من اليابان بتعديل دودة القز وراثيا لإنتاج الحرير الطبيعي الفلورسينتي الملون, عن طريق استخدام تقنيات التحوير الوراثي. وقد بدأ بالفعل استخدام هذه الخيوط الحريرية في صناعة النسيج والأزياء. ومؤخرا, استخدمت مصممة الأزياء اليابانية يومي كاتسورا هذا الحرير لتفصيل فستان زفاف. وتمكن الباحثون من إضافة جينات فلورية متوهجة منقولة من الشعاب المرجانية وقناديل البحر, في جينوم دودة القز بالقرب من جين لبروتين الحرير فبروين. ثم قاموا بتنمية وتربية أكثر من20 ألف دودة قز معدلة وراثيا, والتي قامت جميعها بالتعبير عن بروتين الحرير فبروين مع الجزيئات الفلورية المرافقة, ثم قاموا بجمع الشرانق الملونة لاستخلاص خيوط الحرير. أنتج العلماء الحرير الفلوري المتوهج بثلاثة ألوان مختلفة, وظلت الألوان نابضة بالحياة ومتوهجة لأكثر من عامين كاملين. وتم ذلك عن طريق فك تتابعات الجينات التي تنتج البروتين الفلوري لثلاثة كائنات مختلفة, الأحمر, من أحد كائنات الشعاب المرجانية واللون البرتقالي من كائن مرجاني آخر أما اللون الثالث فهو اللون الأخضر الفلوري المستمد من قناديل البحر. ثم قام العلماء بتخليق الجينات معمليا, وإضافة الحمض النووي في دود القز لتحويرها وراثيا لكي تنتج هذه البروتينات الفلورية. وعندما بدأت دودة القز غزل الحرير, تم تنشيط التتابعات الوراثية الخاصة بالجينات الفلورية المتوهجة. وأكد الباحثون وفقا لدراسة نشرت في هذا الشهر في دورية' مواد وظيفية متقدمة' أن نسيج الحرير المعدل وراثيا له نفس الخصائص الفيزيائية للحرير الطبيعي العادي, علي الرغم من أنه أضعف قليلا من الحرير الطبيعي المستخدم عادة في الأقمشة. والحرير الناتج يتوهج تحت ضوء الفلورسنت, وتم دمج الحرائر الفلورية المتوهجة في الملابس اليومية مثل ربطات العنق, والعباءات. ويأمل الفريق البحثي الياباني أن يطور استخدامات أخري لهذه الخيوط الحريرية الفلورية المتوهجة في مجالات تطبيقية متنوعة أخري, مثل التكنولوجيات الطبية والتطبيقات الصناعية. ومن المتوقع أن تكلفة الحرير المعدل وراثيا ستكون أكثر قليلا من تكلفة الحرير الطبيعي غير المهندس وراثيا.