استطاع الشباب المصرى الذى فجرثورة 25 يناير ان يعرى جميع القوى السياسية على الساحة.. ومن عجب ان اى من المعارضين او جبهة الانقاذ لم تستطيع ان تحشد هذه الاعداد من المواطنين السلميين فى جميع المليونيات التى دعت اليها من قبل طوال الفترة الماضية واكثر ما كانت تستطيعه هو حشد البلطجية والصبية الذين يخرجون لنهب الفنادق والقاء الطوب على المتواجدين بالميدان فى كل المظاهرات التى خرجت من قبل . والمشهد الحالى اصبح يشوبه قدر كبير من الضبابية بعد بيان القوات المسلحة وتأييد الشرطة لهذا البيان بما يعنى انها تقف فى صف المعارضين وتبعث برسالة شديدة الوضوح الى المؤيدين .. لسنا معكم ولن نقف على الحياد الذى تطالبوننا به ..وهكذا اصبحنا امام فريقين كل منهم يحشد انصاره و يتمسك برأيه احدهما يتمسك بالشرعية ويراها فى صندوق الانتخابات ..والفريق الآخر يرفض الاعتراف بشرعية الصندوق ويحاول ان يلوى عنق الحقائق ويقنعنا بان الشرعية ليست فقط فى الصندوق ويحاول ان يلتف على هذا المبداء الراسخ فى جميع الديموقراطيات . ولكن الحقيقة الساطعة كسطوع الشمس فى متوع الضحى ان هناك اعدادا حاشدة من من الاسر والشباب المصري غير المنتى الى اى احزاب سياسية او تيارات دينية خرجت بصورة تلقائية الى الشارع للتعبير عن رفضها التام للاوضاع الحياتية والمعيشية التى تمر بها وهى التى كانت تحلم بحياة كريمة وعيشة رغدة بعد ثورة 25 يناير المجيدة ولكنها صدمت ايما صدمة فى نظام الحكم الذى خيب ظنها ولم يلبى مطالبها ويحقق احلامها فكان لزاما عليها ان تخرج للتعبير عن رفضها التام لبقائه فى الحكم وتطالب باجراء انتخابات مبكرة ..كما وان وليس لديها طاقة بالصبر عليه عام اخر . و ان كانت الصورة تعكس آمال وطموحات اعداد غفيرة من المصريين كما راينا .. فإن العقل يقول ان هؤلاء المتظاهرين لن ينصرفوا دونما تحقيق قدر من الآمال والمطالب التى يرونها حقا مشروعا لهم .. ولهذا فمصر الآن فى حاجة الى العقلاء الذى يستطيعون تحقيق التوافق والرضاء للطرفين دونما الدخول فى مهاترات لارضاء طرف على حساب اخر او التهديد بالدخول فى صراعات لن يربح منها الا اعداء الوطن .