فوق أرض أمهما جلس الشابان الشقيقان اليافعان القرفصاء يلعبان لعبة التره الشهيرة مستخدمين الجنيه المصري, والتره توارثناها نحن أبناء الكنانة عن آبائنا وأجدادنا وكنا نلعبها في طفولتنا ملك ولا كتابة وهي اللعبة التي تلقي فيها قطعة نقود معدنية في الهواء ثم يطبق لاعبها عليها مخيرا الآخر في اختيار أي من وجهي العملة فيختار, فإما يصيب الاختيار فيربح أو لايصيب فيخسر, مع ملاحظة أننا لانقول فيخطئ فيخسر لأن اللعبة هنا لاتعتمد علي الصواب والخطأ أو المهارة أو الذكاء ولكن الحظ فقط.وهي من الألعاب التي تنتشر في جميع أنحاء العالم بلا استثناء بدليل قيام محكمي الألعاب الرياضية ومنها كرة القدم مع كل مباراة بإجراء القرعة بين رئيسي الفريقين بطريقة التره, والأقرب أن العالم أخذ اللعبة عن أجدادنا المصريين أول من صك النقود وعلم العالم. والجديد في لعب الشبابين أنهما اختارا لوجهي العملة المصرية اسمين مبتكرين هما تمرد وتجرد في تطور جديد لاسم اللعبة واستمرت منافساتهما طويلا, وعلي بعد خطوات منهما يتربص بهما ويرقبهما بخبث ودهاء جارهما صاحب متجر السموم والذي تروي لهما أمهما دائما انه غريب عن المنطقة ولم يكن في الأساس صاحب المتجر بل اغتصبه عنوة من صاحبته مستغلا حكما ملفقا وعزوة شريرة وضعف عشيرة صاحبته فبات ملكا له. والغريب أن الشابين وكأنهما قد نسيا تلك القصة التي قصتها عليهما الوالدة الطيبة, فراح كل منهما يصغي له وهو بخبثه راح تارة يشجع الأول وتارة أخري يحمس ويدفع الثاني, وتارة ثالثة يتصنع الاستياء من تعصب كلاهما في اللعب, والشابان لايفكران فيما يهدف له الجار الشرير الذي يضحك بقهقهة عالية مع كل خسارة يحققها أحدهما بغية الاستفزاز. ومع استمرار اللعب وكأنها معركة اشتد وطيسها كان التاجر الشرير يطير من مقعده في الهواء مشجعا لكل من يظن نفسه يكسب ويغيظ الآخر حتي بلغ الأمر ذروته, فألقي أحدهما الجنيه المصري في الهواء وقبل أن يستعيده عاجله شقيقه بضربات متلاحقة ويرد عليه أخوه مهاجما فسقط الجنيه علي الأرض وتدحرج وأشرف علي الاختفاء امام اعينهما دون منقذ, وأصبح هم كل منهما الانتقام من الآخر, في نفس اللحظة هب التاجر الشرير من مقعده مشجعا لكي يقتل كل منهما الآخر ليستأثر بأرض امهما. لمزيد من مقالات خالد مبارك