نعم.. رحل رمسيس.. أحد صانعى البهجة فى حياة أسرة (الصبوحة) وصاحب أشهر البرامج فى التليفزيون المصرى خلال عقدين ونصف، (يا تليفزيون... يا).. وما بين لقائى به لأول مرة وبين رحيله هذا الاسبوع عشرون عاما هى عمرى الصحفى فى (صباح الخير). مازلت أذكر أول لقاء جمعنى بالراحل العزيز وكان ذلك فى أحد أيام شهر يوليه عام 1992 ولم أكن أعرف أن نجمنا الكبير كان أحد أبرز أعمدة مجلة (صباح الخير) فى التصميم وإخراج المجلة قبل أن يتحول إلى (الكاريكاتير) ومنه انطلق فى هواء (ماسبيرو) مقدما برنامجه الأشهر - وكان قد مر وقتها على انضمامى إلى الصبوحة عشرة أيام فقط - والغريب أنه بمجرد أن خرج عمنا رمسيس من مصعد (صباح الخير) فى الدور السابع بالمبنى القديم، إلا وانطلقت عاصفة من التحيات والقفشات (على السريع) وتحولت طرقات المجلة فى لحظات إلى كتلة من الضحك والقهقهه، وعندما بدا على وجهى الدهشة مما يحدث، عاجلنى الزميل العزيز إبراهيم منصور - رئيس التحرير التنفيذى لجريدة (التحرير) الآن - بقوله: «مفيش حاجة.. عم رمسيس وصل».. وفعلا وقف عم رمسيس - بضخامته المعروفة - على الباب وقال (مساء الخير يا أسطوات.. هو فيه وجه جديد عندكم؟!).. وهنا قدمنى اليه الراحل فوزى الهوارى - المدير الفنى للمجلة - بقوله: «جورج.. خريج طازة».. وضحك رمسيس وقال: (أهلا.. أهلا.. صباح الخير بالليل)!!
أذكر فى آخر جلسة جمعتنى بالراحل فى أوائل مايو 2009 أنه شد على يدى مهنئاً بجائزة المجلس الأعلى للصحافة وسألنى (معقول هتروح أمريكا.. طب وأنفلونزا الخنازير؟!).. فأجابته ضاحكا على طريقة الرئيس الراحل السادات: (أنا ذاهب أولا لجنيف.. يمكن ربنا يفرجها هناك !!)... فاجابنى: «خد بالك من ال....» وضحك ضحكته (المجلجلة) المشهورة!!
برحيل (رمس) - كما كان يناديه جيله - فقدت (صباح الخير) أحد مصادر وصناع السعادة والبهجة والضحك من القلب، وفقدت مصر فنانا بسيطا تلقائياً اقترب من حياة وهموم البسطاء فجسدها فى رسوماته.
رحم الله عمنا العزيز والكبير رمسيس وألهم أسرته الصغيرة والكبيرة الصبر والعزاء.