رغم وعود الرئيسة البرازيلية ديلما روسيف بالإصلاح والاستجابة لمطالب أكبر حركة احتجاجية تشهدها البلاد منذ عقود, خرج أمس عشرات الآلاف من المتظاهرين إلي الشارع مجددا في أكثر من100 مدينة برازيلية للمطالبة بالعدالة الاجتماعية والإصلاح الحكومي والقضاء علي الفساد وذلك غداة الخطاب التصالحي الذي ألقته روسيف واستقبل بالتشكيك من قبل المتظاهرين خاصة علي مواقع التواصل الاجتماعي التي شكلت أداة التحريض في حركة الاحتجاج الاجتماعي التي تهز أكبر دول أمريكا اللاتينية. ودارت مواجهات بين المتظاهرين والشرطة تخللها سقوط جرحي في الاحتجاجات التي شارك فيها نحو ربع مليون شخص استجابة لدعوة للتظاهرات من قبل عدد من الحركات الشبابية, وجرت كبري التظاهرات في بيلو هوريزونتي ثالث كبريات مدن البلاد حيث تظاهر70 ألف شخص علي هامش مباراة في كرة القدم بين اليابان والمكسيك. وحاول المحتجون اختراق الطوق الأمني الذي فرضته الشرطة حول الاستاد الذي أقيمت به المباراة ورشقوا عناصرها بالحجارة فردت عليهم بالغازات المسيلة للدموع والرصاص المطاطي, مما أسفر عن إصابة15 شخصا بجروح بينهم أربعة من الشرطة ومتظاهران بعدما سقطا من أعلي جسر. وامتلأت مواقع التواصل الاجتماعي بردود فعل مشككة في الخطاب الذي وجهته الرئيسة اليسارية روسيف الجمعة الماضية إلي الأمة بعد مظاهرات تاريخية ضمت1.2 مليون شخص,و تعهدت روسيف بالإنصات إلي صوت الشارع وتحسين الخدمات العامة, محذرة في الوقت نفسه من أن السلطات ستواجه بحزم المخربين. وفي سياق متصل, حيث أظهر أول استطلاع للرأي حول الأزمة أجراه معهد' ايبوب' أن75% من المواطنين يؤيدون الحركة الاحتجاجية, وأن السبب الأول لسخطهم هو الكلفة العالية والجودة المتدنية للنقل المشترك بنسبة77% يليه الغضب من الطبقة السياسية بنسبة47% ثم الفساد بنسبة33%.