بهدوء بالغ وفي انتخابات خفت حدة حماسها كثيرا عن كل انتخابات الرئاسة الايرانية السابقة وقعت المفاجأة, وأعلنت طهران فوز الشيخ حسن روحاني رجل الاصلاحيين بمنصب رئيس الجمهورية. في جولة اعادة خاضها امام منافسه محمد باقر رئيس بلدية طهران وأحد المرشحين المحافظين المقربين من اية الله خامنئي. كانت الرسالة الابرز في الحملة الانتخابية لرجل الاصلاحيين حسن روحاني لماذا التردد في اجراء حوار مباشر مع الولايات المتحدة؟!, واذا كان الحديث مع الاصل متاحا, فما الذي يدعونا الي الذهاب الي الفروع؟!, ومع ذلك لا يزال الوقت مبكرا حتي نعرف ان كان نجاح روحاني باعتباره زعيما اصلاحيا سوف يفتح الطريق لمرحلة اقل توترا بين الغرب وايران تساعد علي تعزيز جهود التسوية السلمية لأزمة الملف النووي الايراني,وتمكن ايران من حضور مؤتمر جنيف الثاني طرفا علي قدم المساواة مع الجميع,ام ان مجيء روحاني هو مجرد استراحة محارب, تساعد ايران علي التقاط بعض انفاسها بعد سلسلة العقوبات المركبة التي فرضها المجتمع الدولي علي ايران وألحقت اضرارا بالغة بالاقتصاد الايراني. ويجيء نجاح روحاني في وقت تنحسر فيه حركة الاصلاحيين, وينفذ المرشحان السابقان كروبي وموسوي حكما بالاقامة الجبرية في منزليهما, ويتحرك زعيم الاصلاحيين محمد خاتمي بحساسية بالغة والتزام كامل بقواعد اللعبة التي ترسمها الحوزة الدينية الحاكمة, وتضعف اوضاع معسكر المحافظين بسبب انقساماتهم العديدة التي ظهرت بوضوح في الانتخابات الرئاسية الاخيرة, وان كان مجمل الصورة يشير الي تحسن نسبي في مكانة الريف علي حساب الحضر, ونزوع متزايد داخل الشباب الايراني الي رفض التطرف, لكن الواضح ايضا ان سلطة المرشد العام علي خامنئي علي الامن والاعلام والمخابرات والجيش والحرس الثوري تجعله الرجل الاقوي في طهران دون منازع, يضبط اللعبة بين المحافظين والاصلاحيين بمهارة فائقة, محافظا علي كل اوراقها في يده. لمزيد من مقالات مكرم محمد أحمد