أثار فوز رجل الدين المعتدل حسن روحاني من الدورة الأولى بالانتخابات الرئاسية الإيرانية بحصوله على 50,68% من الأصوات مفاجأة كونه يمثل عودة للإصلاحيين إلى الحكم في الجمهورية الإسلامية. ويعد روحاني البالغ من العمر "64" عاما والحاصل على درجة الدكتوراه في القانون من جامعة غلاسغو كاليدونيان باسكتلندا, واحدا من الشخصيات السياسية المهمة في إيران، حيث شغل العديد من المناصب البرلمانية، والتي تضمنت منصب نائب رئيس البرلمان وممثل آية الله خامنئي في المجلس الأعلى للأمن القومي. كما تولى روحاني منصب مدير المجلس الوطني الأعلى للأمن حتى 2005، وهو التاريخ الذي استقال فيه من هذا المنصب، بسبب خلافات عميقة مع الرئيس محمود أحمدي نجاد. ويرغب روحاني في أن تتبنى بلاده نهجا معتدلا، كما حظى بدعم إصلاحيين، بينهم الرئيس الإيراني السابق محمد خاتمي، الذي حث أنصاره على التصويت لصالح روحاني. وتعهد روحاني بإجراء إصلاحات وإطلاق سراح السجناء السياسيين، وضمان الحقوق المدنية. كما تعهد روحاني باستعادة العلاقات الدبلوماسية مع الولاياتالمتحدة التي قطعت علاقاتها مع إيران في أعقاب هجوم طلاب إسلاميين على السفارة الأمريكية في طهران عام 1979. وكان روحاني يخالف بشدة مع سياسات الرئيس الإيراني السابق محمود أحمدي نجاد، وأكد أن حكومته زادت من مشاكل إيران الاقتصادية. وكان في العام 2009, أثار الإعلان عن إعادة انتخاب محمود أحمدي نجاد من الدورة الأولى مواجهات بين الشرطة ومناصرين للمرشحين الإصلاحيين الخاسرين، مير حسين موسوي ومهدي كروبي، وتبع ذلك أسبوعان من التظاهرات الكبيرة غير المسبوقة للتنديد بعمليات تزوير كبيرة. وتم قمع التظاهرات بشكل عنيف من جانب الشرطة، في وقت لا يزال موسوي وكروبي موضوعين قيد الاقامة الجبرية منذ العام 2011. ووجد الإصلاحيون أنفسهم معزولين وخاضعين لضغوط غير مسبوقة من جانب النظام. ويحاول روحاني اعتماد سياسة أكثر مرونة من سياسات نجاد تجاه الغرب لوضع حد للعقوبات المفروضة على إيران، والتي تغرق البلاد في أزمة اقتصادية خطيرة. وفي أول موقف له بعد انتخابه، أشاد الرئيس الإيراني المنتخب ب"انتصار الاعتدال على التطرف"، طالبا "الاعتراف بحقوق" إيران على الصعيد النووي. وأعرب روحاني عن "امتنانه للمرشد الأعلى" الإيراني آية الله علي خامنئي، معتبرا أنه "ابنه الأصغر"، فضلا عن إشادته بدور أكبر هاشمي رفسنجاني ومحمد خاتمي الرئيسين السابقين اللذين أيداه في حملته الانتخابية. واحتفل آلاف الإيرانيين بفوز "روحاني" بالنزول إلى شوارع طهران للاحتفال بفوز رجل الدين المعتدل حسن روحاني بالانتخابات الرئاسية, ورحيل سلفه محمود أحمدي نجاد المحافظ المتشدد الذي تولى الرئاسة على مدى ثماني سنوات لولايتين متتاليتين، مرددين شعارات مؤيدة للتيار الإصلاحي، ومطالبين بالمزيد من الحريات.