هل يستوي نظام أتي رئيسه عن طريق أول انتخاب حر ونزيه في تاريخ مصر حصل فيها الرئيس مرسي علي13 مليونا من الأصوات الصحيحة بإرادة حرة واختيار شعبي مع نظام حصل رئيسه المخلوع بعد كل محاولات التزوير عام2005 علي ستة ملايين صوت مزور, نظام مستبد متسلط حرص علي كسر إرادة الأمة ووصفه الأعداء بأنه كنز استراتيجي لهم. لا أظنني أحتاج إلي تذكير المصريين بجرائم وخطايا عصابة كانت تحكم مصر بل وثاروا جميعا واستشهد شرفاؤهم من أجل إسقاطها ومحاكمة رموزها. المؤامرة التي تحاك الآن هي محاولة بعض أزلام النظام السابق من أصحاب الأموال وصنائعهم الإعلامية أن يوهموا الناس أن النظامين سواء, بل وبلغ الأمر بالبعض أنه في سبيل إسقاط شرعية الرئيس لا بأس من التضحية بالاختيار الشعبي وبالتجربة الديمقراطية بل وعودة النظام السابق بمؤسساته الفاسدة وممارسته القمعية. وكل ذي عينين يدرك أن ما يرتب ليوم6/30 ما هو إلا حلقة في سلسلة بدأت بمحاولة تكبيل الرئيس المنتخب بإعلان دستوري مكمل أعلنه المجلس العسكري ثم إثارة العقبات بين يديه بمظاهرات ارتبطت بالعنف وبلغت ذروتها بمحاولة بائسة يائسة لاقتحام قصر الاتحادية ورأينا جميعا قنابل المولوتوف وكرات اللهب تشعل أشجار القصر وأبوابه, وانطلقت صيحات لاستدعاء الجيش مرة أخري, وتناسي أصحاب هذه الدعوة هتافهم المستمر يسقط يسقط حكم العسكر, ومن بؤس المشهد أن تكون حلقة6/30 موجهة بواسطة الجنرال الخاسر أحمد شفيق ومجرمي موقعة الجمل من بقايا رموز الحزب الوطني المنحل. إن كثيرا من المصريين يعلم أن جموعا كبيرة من الشباب غير راضين عن أداء مؤسسة الرئاسة, ويريدون أن يتظاهروا سلميا ضد ذلك, وهذا حق مكتسب لهم لا اعتراض عليه, لكن أن يسير هؤلاء الشباب علي طريق مزروعة بالشوك أعدها وفخخها لهم من عملوا علي شيطنة ثوار25 يناير وأضافوا إليهم شياطين الحزب الوطني وقد تدثروا بمسوح الرهبان تملأ عيونهم دموع التماسيح يذكروننا بهذا الثعلب الذي ورد في قصيدة أمير الشعراء أحمد شوقي: برز الثعلب يوما في ثياب الواعظينا/ ومشي في الأرض يهدي ويسب الماكرينا لكن الديك الفصيح أجابه: بلغ الثعلب عني, عن جدودي الصالحينا/ أنهم قالوا وخير القول قول العارفينا/ مخطئ من ظن يوما أن للثعلب دينا وأشد عجبا من ذلك صيحات قادة جبهة الإنقاذ الذين يظهرون الآن وكأنهم جبهة إنقاذ للنظام السابق رغم رايات الوطنية التي يرفعونها, فأي وطنية تلك التي تعصف بتجربة ديمقراطية وليدة تحتاج إلي تطوير لا إلي تدمير, أم أن شياطين الخارج الذين لا يريدون لمصر خيرا قد وجدوا ضالتهم في مجموعة قد تحقق أهدافهم بوعي أو بغير وعي في فوضي تعم البلاد وأتون حرب أهلية وتوريط لجيش مصر فتضعف الدولة وتتغير الموازين لصالح العدو الصهيوني الذي غاب عن عقول المعارضين أنه يرتب ويخطط لتهميش الدور المصري والقضاء عليه. إن شرعية استمرار الرئيس تنبع من نتائج انتخابات حرة نزيهة ونصوص دستورية واضحة, ومع هذا يجب العمل الجاد والدؤوب لتخفيف معاناة المواطنين ولمواجهة الفساد الذي لا يزال متغلغلا في مؤسسات الدولة, ويساعد علي ذلك اختيار أصحاب المؤهلات والكفاءات من بين كل المصريين لأن الدولة دولتهم جميعا, ليست ملكا لفصيل واحد, ويؤدي ذلك بالضرورة إلي تنامي الشعور بالولاء والانتماء إلي دولة يسودها العدل والمواطنة التي تساوي بين المواطنين جميعا, وهذا هو جوهر الإسلام وركيزة المشروع الإسلامي الذي عنوانه إن الله يأمر بالعدل والإحسان( النحل 90) لمزيد من مقالات د.حلمى الجزار