برز الثعلب يوماً.. فى ثياب الواعظينا.. فمشى فى الأرض يهدى.. ويسب الماكرينا.. ويقول الحمد لله.. إله العالمين.. يا عباد الله توبوا.. فهو كهف التائبينا.. وازهدوا فى الطير.. إن العيش عيش الزاهدينا.. واطلبوا الديك يؤذن.. لصلاة الصبح فينا.. فأتى الديك رسول.. من إمام الناسكينا.. عرض الأمر عليه.. وهو يرجو أن يلينا.. فأجاب الديك عذراً.. يا أضل المهتدينا.. بلّغ الثعلب عنى.. عن جدودى الصالحينا.. عن ذوى التيجان.. ممن دخل البطن اللعينا.. أنهم قالوا وخير القول قول العارفينا.. مخطئ من ظن يوماً.. أن للثعلب دينا. أيام ونحن نشاهد حالة التباكى والتشدق الإخوانى على دولة القانون التى دمروها.. يا سلام يا جماعة! قال الجماعة هى التى تتحدث عن مخاوف وجود الميليشيات وهوس «البلاك بلوك» وكأن الذين فضوا وعذبوا وقتلوا المتظاهرين عند الاتحادية ميليشيات «البلاى بوى»، والذين صدموا المجتمع المصرى قبل سنوات بعرض عسكرى داخل جامعة الأزهر ميليشيات لشباب «البلاى ستيشين»، والذين حاصروا مدينة الإنتاج الإعلامى وحزب الوفد والمحكمة الدستورية العليا كانوا ميليشيات لشباب «البلاك بيرى».. فكانت النتيجة من جزاء عملهم، فالعنف لا يخلق إلا العنف والدم لا يفجر إلا الدم، ليضعوا رأس مصر العظيمة فى وحل السقوط وينقلوها لمصاف الدول الفاشلة. وفى وسط مولد المبادرات التى لا تهدف فى تقديرى إلا لإبعاد «بعبع» الجيش الذى يرعبهم اقترابه من الحكم مرة أخرى.. تخرج ضحكة عبثية للكوميديا السوداء التى نعيشها.. الكل قاعد يلف ويدور مع أن الحقيقة واضحة، وهى أن كل ما تعانيه مصر هو بسبب الإدارة الفاشلة للحكم وعدم «فطام» مؤسسة الرئاسة عن مكتب الإرشاد وتنظيم فاشى يريد أن يبتلع دولة بدلاً من أن يكون جزءاً منها.. تفنن فى اختيار معدومى الكفاءات فى مواقع مفصلية للدولة.. والمسئول عندهم مواصفاته مواصفات عريس للدولة وليس رجل دولة.. يختارون المسئول لأنه مهذب ومطيع وليس لقدرات تتناسب مع المهمة المنوطة له. ويبدو أيضاً أن شرط السمع والطاعة كان واضحاً فى اختيار مكتب الإرشاد للدكتور محمد مرسى لكى يكون مرشحاً احتياطياً للمهندس خيرت الشاطر الذى وصفته صحيفة الواشنطن بوست الأمريكية قبل أسابيع بأنه الرجل الأقوى داخل الجماعة. وبالمناسبة، الأمر لا يختلف كثيراً بالنسبة لقوى المعارضة، فهى الأخرى تتمتع بجمود غير عادى وقدرات محدودة فى الحلم.. لنتأكد من حقيقة الكل يسعى للهروب منها وهى أننا أمام أزمة جيل.. جيل الشعر الأبيض اللى خرب مصر بسكونه لعقود طويلة وتعايشه مع الخطأ، ولما قام الفجر ركبوا طقم سنانهم وصبغوا شعورهم وقالوا: نحن البديل الجاهز، نحن الحكمة والخبرة.. وهم كل خبرتهم من ورق أصفر عفا عليها الزمن. والسؤال الآن: متى ترحل دولة المتاعيس؟.. استريحوا جميعاً.. واتركوا لنا مصر.. ارحلوا جميعاً.. واتركوا لنا مصر.. سلموا الراية لشباب مصر.. مصر عايزة شبابها.. مصر محتاجة شبابها.. مصر محتاجة خيال فى الإدارة وابتكار للحلول وجرأة وشجاعة فى التنفيذ.. وهى أشياء بعيدة عن جيلكم مع كامل الاحترام لتجربتكم الحياتية.. لسنا فئران تجارب فى معاملكم السياسية الفاشلة.. سلموا الراية قبل أن ترفعوها استسلاماً.. مصر سيقودها الشباب شئتم أم أبيتم.