جمع عم صابر أولاده الخمسة وأعطي لكل واحد منهم حزمة من العصي وطلب من كل ولد أن يكسرها. فلم يقدر، قام عم صابر بفك الحزمة وأعطي لكل ولد عصا واحدة وطلب منه أن يكسرها فكسرها بسهولة فقال لهم كلمته الحكيمة: هكذا أنتم يا أولادي، إذا كنتم جماعة - حزمة.. عصبة– لايقدر أحد أن يكسركم فإذا تفرقتم كان كسركم سهلا هينا سريعا.. هذا درس من أهم دروس القراءة في حقبة الستينيات أتذكره كلما رأيت حال الثورة والثوار في تدهور وانكسار بل زاد فهمي للدرس كلما رأيت تشرذم وتفرق جماعة الثوار وإنتاج ائتلافات بأسرع من إنتاج أرغفة الخبز كل يوم، فوقع الجميع فريسة سهلة لمن يريد كسرهم أو التهامهم.. بل لقد وقعنا جميعا في شباك الثعلب المكار وأنهكنا بحيله وجز أنيابه حتي كدنا أن نضعف ونستسلم بينما هو يجهز لإنتاج مبارك من جديد وأعلن حالة الاستنفار لتجهيز القصر لاستقبال الزعيم العائد بعد اغتيال الثورة والثوار ولكن الله سلّم!! لقد كان التلاحم بين صفوف الثوار هو سر عبقرية ثورتهم وسبب نجاحها وبسرعة أذهلت العالم وسقط عرش الفرعون الأخير وسجلنا في دفتر الحضارة رقما قياسيا عالميا جديدا، ولكننا نسينا بسرعة سنن الله في الكون وأن التدافع بين الحق والباطل وبين الثورة والفلول سنة كونية كما نسينا تحذير المولي عز وجل: »ولا تنازعوا فتفشلوا وتذهب ريحكم واصبروا«.. مع نسياننا الدرس خرج الثعلب يوما في ثياب الواعظينا/ ومشي في الأرض يهدي ويسب الماكرينا/ ويقول: ياعباد الله توبوا فهو خير التوابين.. وفي غفلة صدقناه فارتمينا في أحضانه حتي كاد أن يلتهمنا لقمة سائغة بعد أن فرق جماعتنا ومزق بوعظه ومكره وحدتنا وقد أوهمنا أنه حامي الثورة والثوار. وجاءت أحكام المستشار أحمد رفعت لتشعل الفتيل وتضيء الميادين بهتافات الثوار وقد أقسموا لايتراجعون ولا ينقسمون وأظنهم هذه المرة صادقين. بقي أن أهمس في أذن الأخ د. محمد مرسي.. بادر بضربة معلم وادع الي مجلس رئاسي جامع يقود البلاد 3 سنوات حتي تنجح الثورة وتتحقق مطالبها وحقوق الشهداء واجتثاث الفلول وتمهيد التربة لانتخابات نزيهة وطنية بعد أن تختفي كل هذه الوجوه الشائهة وبعيدا عن أفكار الثعلب المكار وحيله وترتيباته لإعادة نظام المخلوع.. أعتقد لو أنكم أسرعتم بهذه الدعوة سيلتف الشعب حولكم وستسجلون في تاريخ الجماعة رقما وطنيا قياسيا تتغني به الأجيال عقودا وستقطعون الطريق علي الفلول ومن يدعمونهم. عزيزي مرسي ..اعقلها وتوكل.. وافعلها ولا تندم !