علي الرغم من أن الدعوة لتظاهرات حاشدة في30 يونيو الجاري تؤكد علي سلميتها, إلا أنه علي الحكومة, وعلي كل مؤسسات الدولة الإلتزام بخطط طوارئ لحماية المنشأت العامة والخاصة, وأرواح العاملين بها والمتعاملين معها. والخوف عادة لا يكون من الشباب المتظاهر ولكن من الخارجين علي القانون المندسين وسط المتظاهرين بغرض السرقة أو بث الفوضي. وفي مقدمة المؤسسات المفترض تأمينها تأمينا شاملا البنوك حيث تعرض العديد منها خلال أحداث ثورة يناير لمحاولات سرقة واقتحام.. وعلي مدي عامين تمكنت البنوك من بناء خطط تأمين تتسم بالفاعلية وإمكانية التطبيق السريع, والغريب أن هناك تدريبات تمت علي هذه الخطط في معظم البنوك كنوع من' تطعيم المعركة', كما استثمرت البنوك في تكنولوجيات جديدة لتأمين الفروع وبيانات العملاء والنقدية.. حول هذه الإستعدادات كان هذا التحقيق مع رؤساء البنوك المختلفة.. البداية كانت من بنك مصر حيث أكد محمد بركات رئيس بنك مصر ورئيس إتحاد المصارف العربية علي أن البنك بكامل فروعه المنتشرة بالقاهرة والمحافظات سيفتح أبوابه للعملاء, وأن يوم30 يونيو يوم عمل عادي خاصة وأن هذا اليوم يشهد تقفيل ميزانيات البنوك العامة وهو ما يستدعي العمل لساعات متأخرة. وقال أن إدرة البنك قامت بمراجعة خطط الطوارئ الملائمة ومراعاة السرعة المطلوبة في نقل العمل من فرع لأخر بديل وفقا للظروف. وأضاف بأن البنوك لديها خبرة منذ أحداث الثورة وحتي الأن حيث كثفت تأمين البوابات, وإنتهت من ربط الفروع إليكترونيا بما يسهل لأي عميل التعامل علي حسابه من أي فرع بديل لفرعه. كما أكد علي تغذية البنك لماكينات الصرف الألي التابعة له كالمعتاد. ومن جانبه أكد هشام عز العرب رئيس البنك التجاري الدولي ورئيس إتحاد بنوك مصر أن إتحاد البنوك منذ أحداث ثورة يناير إهتم بمسألة تأمين البنوك, وهناك خطط متعارف عليها تلتزم بها كافة البنوك خلال الفترات الحرجة, مؤكدا أن البنك التجاري الدولي سيفتح كامل فروعه في30 يونيو, وأن لدي البنك خطة لإدارة الأزمات والأحداث الغير متوقعة لتحقيق الإستمرارية في العمل. وأضاف بأن الخبرة التي إكتسبتها البنوك المصرية خلال عامي الثورة كبيرة للغاية. وقال أن الهدف الأول هو تأمين الموظفين والعملاء والبيانات والنقدية بالبنوك, وكل هذا تم التحوط له, والتدريب علي مواجهة أي ظروف غير إعتيادية. وأضاف بأن كافة الأطراف تؤكد علي سلمية تظاهرات30 يونيو, وهو ما يزيد الإطمئنان فكلنا وطنيون والمؤسسات العامة والخاصة هي أصول هذا الوطن والأجيال القادمة يجب أن نحميها ونحافظ عليها. ويؤكد منير الزاهد رئيس بنك القاهرة أن البنك سيعمل كالمعتاد ومن جميع فروعه في30 يونيو, خاصة وأن هذا اليوم هو نهاية الشهر والعملاء قد يكون لديهم إحتياجات عاجلة, وأيضا ستعمل جميع ماكينات الصرف الألي التابعة للبنك بكامل طاقتها وعددها300 ماكينة, كما تم تأمين الفروع والمكاتب وعددها240 فرع منتشرة في مصر والمحافظات. وقال أن30 يونيه' مش هيخوفنا', ونحن قادرون علي حماية البنوك والعملاء والموظفين بإمكانياتنا الذاتية, فلدينا خطط للطوارئ, وفروع بديلة, وإمكانيات للعمل بنصف عدد الموظفين, ولدينا حراسة وتأمين للبوابات ولبيانات العملاء. هشام عكاشة نائب رئيس البنك الأهلي أكد بدوره أن30 يونيو يوم عمل عادي للغاية, والبنوك العامة سيكون عليها عبء أكبر حيث يتم خلال هذا اليوم تقفيل الميزانيات في نهاية السنة المالية. وأضاف أن هناك دروس مستفادة من الأحداث التي واكبت ثورة25 يناير, فعلي مدار عامين رفعت البنوك قدراتها في التأمين والحراسة, ووضعت خطط طوارئ تضمن إستمرارية العمل تحت أي ظروف, وهناك مواقع بديلة للفروع في حالة تعرض أي فرع لمشكلة تمنعه من الإستمرار في تقديم خدماته, وهناك خطط محددة لحركة الموظفين فلدينا في البنك الأهلي17 ألف موظف, و430 فرع ومكتب, و1500 ماكينة صرف ألي. وتم تأمين كل ذلك بالإضافة لخطة للتعامل مع تقفيل الميزانية. وقال أن بيانات العملاء مؤمنة تماما وهناك مواقع سرية مختلفة نحتفظ فيها بنسخ من هذه البيانات, كما أن هناك تأمين علي النقدية داخل الفروع المختلفة وعلي الشبابيك. وأضاف بأن البنك لديه خطط لتأمين المنشأت ومكافحة الحريق والسرقة بالإضافة إلي وثائق تأمين تغطي كل هذه الامور. وتم إصدار التعليمات في البنك بتغذية ماكينات الصرف الألي كالمعتاد, وأن جميع الماكينات يمكن للعميل الصرف من أي منها, أو التعامل علي حساباته من أي فرع بالبنك في القاهرة والمحافظات, فجميع الفروع متصلة إليكترونيا. فتحي السباعي رئيس بنك التعمير والإسكان أصدر تعليماته بتشغيل ماكينات الصرف الألي كالمعتاد تحت أي ظرف من الظروف, وسيتم فتح كافة فروع البنك والعمل وفق السير الطبيعي للأمور إلا إذا جد جديد فالمهم تأمين الموظفين والعملاء. وأكد أن إدارة البنك قامت خلال العامين الماضيين بتعزيز الحراسات الأمنية علي البوابات, وتحديد مخارج أمنة بديلة للموظفين والعملاء, وأن البنك لديه60 فرع في القاهرة والمحافظات, وهناك خطط طوارئ وفروع بديلة للعمل, ولن يتردد في غلق أي فرع يواجه مشكلات أمنية, وإتخاذ كافة التدابير لحماية موظفيه وعملاءه. حسن عبد المجيد العضو المنتدب لبنك الشركة المصرفية العربية الدولية بدأ بالفعل خلال الأيام الماضية في عمليات تدريب لموظفي البنك علي خطة الطوارئ وتتضمن العمل من فروع بديلة, والعمل بالحد الادني من طاقة الموظفين, والحراسة الأمنية علي الفروع, وتوقع أن يكون30 يونيو من أهدأ أيام العمل في البنوك المصرية حيث سيحرص العملاء علي تدبير إحتياجاتهم من البنوك مبكرا ومن ثم فالمتوقع زيادة كثافة العمل خلال الأسبوع الجاري والأسبوع المقبل عن المعدلات الطبيعية. وقال أن البنك لديه23 فرع في القاهرة والمحافظات تم تأمينها وتشديد الحراسة عليها منذ أحداث الثورة, كما تم تدريب الموظفين علي خطط الطوارئ, وتأمين بيانات العملاء في أماكن بديلة سرية, كما أن البنك لديه30 ماكينة صرافة75% منها بداخل مباني الفروع, والباقي تم تأمينه وسيتم تغذيته بالنقدية كالمعتاد. محمد أوزالب رئيس بنك بلوم مصر بدوره قرر فتح فروع البنك بكامل طاقتها يوم30 يونيو, ولكنه وضع خطة طوارئ باستعدادات أمنية لحماية الموظفين والعملاء, وفروع البنك وعددها27 فرعا منها فرع بميدان الأوبرا بوسط البلد. وأصدر تعليماته في حال تعرض أي فرع لأي طارئ يمنعه من أداء دوره في خدمة العملاء نقل نشاطه لأقرب فرع مجاور له جغرافيا, أو لأقرب منطقة يتواجد بها فرع للبنك. وأكد أن البنك يتبعه35 ماكينة صرف ألي سيتم تغذيتها بذات المبالغ المعتادة في الشغل اليومي. وأضاف بانه أيضا إذا تعذر وصول موظف لمقر عمله فهناك تأمين فوري لموظف بديل لتأدية الخدمة للعملاء بذات الكفاءة المعتادة. محمد الديب رئيس بنك قطر الوطني الأهلي( سوسيته جنرال سابقا) أكد أن البنوك المصرية إستفادت من ثورة25 يناير حيث عززت قدراتها التأمينية للفروع كمبان, وللموظفين, وللعملاء, وللنقدية, ولبيانات العملاء وحساباتهم. وأن كل بنك يلتزم بخطة طوارئ تضمن التشغيل في ظل الظروف الصعبة. وقال أنه تم تجربة هذه الخطط أكثر من مرة خلال العامين الماضيين, والأن هناك خبرة لدي الجميع في كيفية التصرف في الظروف الصعبة أو غير المتوقعة. وتشمل الخطة إدارة البنك دون التأثير علي سير العمل حتي ولو بنصف عدد الموظفين. وقال أن لدي البنك160 فرع في القاهرة والمحافظات, و340 ماكينة صرف ألي تم تأمينها جميعا ومستعدة للعمل بالطاقة القصوي. وخطط الطوارئ تسمح بتنظيم وسير العمل بأقل نسبة من الموظفين, وبمكان مختلف لغرف العمليات, ومراكز مختلفة لقاعدة البيانات. أكرم تيناوي رئيس بنك المؤسسة المصرفية العربية الدولية( إيه بي سي) بدوره يتوقع أن يكون30 يونيه يوما عاديا من حيث سير العمل حيث أن التظاهرات سلمية وبهدف التعبير عن الرأي بل أن الحكومة ذاتها ورئيس الوزراء نفسه أعلن عن تأمين المظاهرات والمتظاهرين, ومن ثم فلا يجب التضخيم من هذا اليوم فمصر منذ الثورة تمر يوميا بمثل هذه المشاهد, ولكن بالرغم من ذلك فالخوف من هؤلاء الخارجين عن القانون الذين يندسون بغرض السرقة أو الإعتداء وهو ما يجعل البنوك تتحوط. وقال أن جميع بنوك مصر لديها خطط للطوارئ تسمح لها بنقل العمل لفروع بديلة, إضافة لتأمين بيانات العملاء بمناطق بديلة سرية, وأيضا تأمين شبكة الإتصالات الإليكترونية بشبكات بديلة فلدينا في البنك ما يسمي' بالمركز الثاني' الذي ندير فيه عمليات البنك ربما من محافظة أخري, وأضاف بأن هناك خطة لتأمين الحراسات علي فروع البنك وعددها28 فرع منها فرع بوسط البلد, وأيضا تم إتخاذ التدابير لتغذية ماكينات الصرف الألي لتكون متاحة لعميل البنك من أي مكان, ولو حدث أي قلق قبل مواعيد الغلق العادية يمكن التبكير بموعد الغلق في الفروع التي تشهد أحداثا في محيطها. أيضا محمد الإتربي رئيس البنك المصري الخليجي يؤكد أنه لا يجوز أن يغلق أي بنك لمجرد تحديد موعد لتظاهرات دون وجود خطر حقيقي, فالأصل أن نظل في خدمة العميل في كل الأوقات. وقال أن لدي البنك16 فرع و16 ماكينة صرف ألي ستعمل بالأسلوب المعتاد, وأن البنك إعتمد منذ أحداث ثورة يناير خطط للطوارئ سيتم اللجوء إليها عند الضرورة. وأعرب عن أمله في إمكانية التوافق بين الفصائل السياسية المختلفة قبل30 يونيو بحيث تبدأ مرحلة جديدة من الحوار الوطني تضم الجميع لصالح الوطن.