قبل الحادث بنصف الساعة اتصل بي وبوالدته وشقيقاته الثلاث وخطيبته يودعنا ويطلب منا الدعاء له وكأنه كان يعلم نهايته وهو مادفعني ووالدته نشعر بان هذا الاتصال هو الاخير، وظللنا نترقب اتصالا اخر منه ولم تمض سوي ساعه واحده حتي جاء الخبر المشئوم بأن محمد استشهد فهرولت مسرعا إلي مستشفي الشرطة وانا أشعر بانها بعيده جدا ويراودني الامل بأنه مازال علي قيد الحياة وما ان وصلت الي المستشفي حتي وجدت الحزن علي وجه زملائه فعلمت انه قد استشهد فالقيت عليه نظره الوداع الاخيرة وظللت اتحدث معه واشعر انه يسمع كل كلمة اقوالها له بانه سوف يكون مسواه الجنة. بهذه الكلمات تحدث معنا والد الشهيد النقيب محمد عبد العزيز أبو شقره الذي استشهد علي يد ارهابيين في العريش الاحد الماضي ومازال الجناة طلقاء حتي الان قائلا اشعر بالم شديد ليس فقط لفقد فلذه كبدي الوحيد وانما لان قاتليه مازالوا طلقاء حتي الآن وعلي الرغم ان وزير الداخلية تعهد لي بانه سوف يلقي القبض علي الجناة في اقرب فرصة يبدوا ان هذا حلم صعب المنال ولكن ثقتي في الله بانه سوف يقتص لنجلي في الدنيا والآخرة خاصة وانه كان من بين المدافعين عن امن الوطن منذ ان تخرج من كلية الشرطة والتحق بالعمليات الخاصة بالأمن المركزي ولتميزه التحق بوحدة انقاذ الرهائن بمجموعة الارهاب الدولي بالأمن الوطني استطاع خلال الفترة الوجيزة التي قضاها بهذا القطاع في تنفيذ العديد من العمليات الخاصة بضبط وملاحقة الارهابيين الذين روعوا البلاد خلال الفترة الاخيرة وخاصة بسيناء وكان له دور بارز في تحرير الجنود السبعة المختطفين بسيناء. وبرغم فخري الشديد به فإنني كنت اعلم منذ البداية بان نهايته سوف تكون الموت وكنت اعارض بشدة دخوله كلية الشرطة بل ظللت اقنعه لساعات طويلة بالا يدخولها وطلبت منه ان يلتحق بكلية الهندسة لكنه رفض واصر قائلا لي اريد ان اكون ضابطا مثلك انقذ الضحايا من براثن المجرمين وادافع عنهم ومع اصراره الشديد ووالدته علي تلك الامنية اضطررت للموافقة ومضت السنوات الاربع وهو يحقق الترتيب الاول علي دفعته وعلي الرغم من ان معظم زملائه التحقوا بالبحث الجنائي الا انه هو الوحيد الذي طلب الالتحاق بالامن المركزي لكي ينمي مهاراته القتالية وهو ما جعل قطاع الامن الوطني يطلبه نظرا لبراعته الشديده وادائه المتميز, ويضيف الاب المكلوم بانه كان ينتظره و اسرته لوضع الترتيبات النهائية لاتمام زواجه الذي كان محددا له ميعاد5 يوليو المقبل الا ان الموت حال بينه وبين تحقيق حلمه. حالة من الحزن تعيشها اسرة الشهيد محمد الذين هرعوا الي مسقط راسهم بمحافظة الفيوم لتلقي العزاء في فلذة كبدهم الذي استشهد علي يد4 مسلحين ملثمين يستقلون سيارة دفع رباعي وتمكنوا من تضييق الخناق عليه وأطلقوا وابلا من النيران عليه ورد عليهم فقتل احدهم واصاب اخر لقي مصرعه ه الاخر إلا انه تلقي9 رصاصات3 بالزراع الايمن و6 بالظهر فاخترقت رصاصة واحدة جسده لتنهي حياته ويدخل ضمن قائمة شهداء الشرطة الذين ضحوا بارواحهم فداء لهذا الوطن. الأب المكلوم يروي لالأهرام قائلا انه واسرته في حاله صدمه غير مصدقين ما حدث لنجله ولكنه يحتسبه شهيدا عند الله. ففي الفترة الاخيرة قمنا بحجز قاعة الفرح لإتمام زواجه من خطيبتة التي اصيبت بحاله من الصدمه عقب علمها بالحادث اللاليم.