هالى أحد الشهداء يتسلمون جثة زويهم أمام مشرحة زينهم امام مشرحة زينهم اختلطت الاَلام والاحزان ممزوجة بالبكاء الهيستيري علي فقدان فلذات اكبادهم من شباب في عمر الزهور من خرج منهم ليشجع ناديه دون تعصب اعمي حاملا في قلبه فرحة ليفرغها علي لاعبي ناديه ويشجعه وعاد مشيعا جثمانة وملفوفا بعلم مصر وآخرون خرجوا ليطالبوا بالقصاص لهم والقبض علي من قتلهم امام وزارة الداخلية لتصيبهم رصاصات غادرة اودت بحياتهم ليلقوا نفس المصير وتتلاقي جثامينهم معا داخل المشرحة.. الصراخ والعويل مازال يدوي ارجاء منطقة زينهم حيث توافد الاهالي والاقارب للمشرحة ليودعوا ابنائهم ويلقوا النظرة الاخيرة في وجههم قبل نقلهم الي مثواهم الاخير.. من جانب آخر صرح الدكتور اشرف الرفاعي كبير الاطباء الشرعيين ل" الاخبار " بأنه بخصوص ضحايا حادث استاد بورسعيد فقد تم تسليم جثامين 39 جثة لذويهم حتي امس فيما عدا جثتين مازالا مجهولتين ولم يتم التعرف عليهما حتي الآن مشيرا الي ان اغلب الاصابات نتيجة كسورفي الجمجمة واختناقات نتيجة التدافع والتزاحم الشديد من قبل المشجعين.. اما فيما يتعلق بضحايا احداث وزارة الداخلية اول امس فقد تم استقبال اول شهيدين حتي عصر امس وهما: علي حسن علي مخلوف (33سنة) فنان تشكيلي مقيم بمنطقة عين شمس و احمد فرغلي (26سنة) مقيم بالمرج حيث استشهدا نتيجة اصابتهما بطلقات خرطوش . وفي نفس السياق وقعت مشادات كلامية بين اهالي الشهداء واطباء المشرحة نتيجة اعتراض الاهالي علي تقارير الصفة التشريحية لذويهم حيث يؤكدون ان ابناءهم استشهدوا نتيجة اصاباتهم برصاص حي فيما اوضحت التقارير ان الاصابة نتيجة طلقات خرطوش ليعلن اهالي الضحايا عدم استلام جثث ذويهم حتي تعديل تقارير الصفة التشريحة. انتقلت الاخبار الي مشرحة زينهم وشاركت في آلام الامهات الثكلي والآباء والاقارب التي لم تتوقف دموعهم حيث تعالت صرخاتهم ونحيبهم ودوت في ارجاء المكان اسفا وحزنا علي فقدان اعز ما يملكون من سند كان يعولهم ويملأ حياتهم فرحة وآخر كان يستعد للزواج من خطيبته قبل نهاية العام.. اقتربنا من اقارب اول شهيد في احداث وزارة الداخلية وهو علي حسن علي مخلوف الذي استشهد الساعة 4 فجر امس بميدان الفلكي بوسط البلد وتم نقله الي مستشقي قصر العيني ولفظ انفاسه الاخيرة عقب وصوله بساعتين.. قال والد الشهيد والذي ملأ الحزن وجهه وقدماه لم تعد قادرة علي حمل جسده ان نجله الشهيد يعمل فنانا تشكيليا وشاعرا وانه اعتاد النزول الي ميدان التحرير منذ بداية الثورة ليشارك المتظاهرين مشيرا انه في يوم استشهاده كان قد ألف قصيدة شعر بعنوان " سأكسر جميع اقلامي واحلق في السماء وهذا آخر كلامي " وكأنة كان يعلم انه سيستشهد.. واضاف الوالد المكلوم انه نجله متزوج من 8 سنوات ولديه طفلان احدهما يدعي محمد ويبلغ من العمر 7سنوات والاصغر يدعي حسن وعمره عام ونصف. العام. واشار الي ان نجله كان قبل اندلاع احداث وزارة الداخلية موجودا بميدان التحرير وعقب سماعه ما حدث توجه الي ميدان الفلكي لمشاركة المتظاهرين الذين كانوا يطالبون بالقصاص لشهداء حادث بورسعيد وكان معه جهاز لاب توب خاص به ليصاب برصاصة غادرة استقرت في صدره.. وظل الوالد المكلوم يردد " انا لله وانا اليه راجعون" " وحق ابني مش هسيبه ".. وفي مشهد ادمي قلوب المتجمعين امام المشرحة وقف ابن الشهيد الاكبر يلوح بيده تجاه جثمان والده اثناء نقله الي سيارة الاسعاف تمهيدا لدفنه ويقول "اشهد ان لا اله إلا الله.. مع السلامة يا بابا ودموعه تنهمر من عينيه ". حكاية جديدة مؤسفة صاحبها الشهيد احمد فرغلي (26سنة).. حيث وقف والداه امام باب المشرحة غير مصدقين انهما لن يريا نجلهما الوحيد مرة اخري كما تجمع اقاربه واصدقاؤة يواسون بعضهم البعض علي فقدان الشهيد ينتظرون لحظة خروجه ليودعونه الوداع الاخير.. ظلت والدته التي جلست علي رصيف المشرحة تردد كلمات غير مفهومة من اثر الفاجعة "مفيش حد هيسأل عليا تاني يا احمد " و"املي الوحيد وحلمي ضاع وراح معاه فلذة كبدي"، و"حسبي الله ونعم الوكيل في اللي قتل ولدي وطالبت بالقصاص له وأنها لن يرتاح لها بال حتي تري بعينها الجناة وهم يعدمون ".. قالت والدته بكلمات متقطعة ان نجلها الشهيد تمت خطبته منذ شهرين وكان يستعد لاتمام زفافه نهاية العام الحالي.