جثث الشهداء بثلاجة المشرحة قبل تسليمها لأسرهم تسليم 72 جثة شهيد لذويهم.. و جثة واحدة لا تزال بالمشرحة ارتفع عدد ضحايا المواجهات الدامية بين المتظاهرين وقوات الشرطة بميدان التحرير منذ يوم السبت الدامي حتي فجر أمس الي 82 شهيدا بينهم ثلاثة بمحافظتي الاسكندرية والاسماعيلية .. وصرح الدكتور أشرف الرفاعي مدير مشرحة زينهم انه تم تسليم 42 جثة لذويهم تمهيدا لدفنهم بعد استصدار قرارات النيابة بالتصريح بدفنها وتشريحها واصدار تقارير الصفة التشريحية لكل جثة فيما يوجد جثة واحدة مجهولة تم استقبالها فجر أمس.. وأكد الدكتور محمود أحمد نائب كبير الاطباء الشرعيين ان اسباب الاصابات حول الوفاة للضحايا والتي وردت بتقارير التشريح هي اختناق نتيجة القنابل المسيلة للدموع لحالتين ومثلهما نتيجة كسور بالجمجمة أما باقي الحالات فكانت نتيجة طلقات نارية في الرأس وبأنحاء متفرقة من الجسد.. واضاف أننا قمنا بتقسيم المقذوفات التي اخرجناها من جثث الضحايا الي 4 أنواع: النوع الأول مقذوف 9م اطلق من طبنجة والثاني مقذوف 267 من بندقية آلية.. اما النوعان الآخران فلم يتم التعرف عليهما حيث انهما تسببا في قتل الضحايا ولكن لم تستقر بالجسد واضاف ان طلقات الخرطوش لم تتسبب في قتل الضحايا بينما طلقات الرصاص والاختناق فقط. ليلة أمام المشرحة عاشت »الأخبار« لحظات الألم والحزن والدموع امام مشرحة زينهم.. حيث حضر المئات من أهالي وأقارب الضحايا وتجمعوا أمام المشرحة والوجوم يملأ وجوههم والدموع والصرخات تدوي في جنبات المكان نتيجة حزنهم علي فقدان ذويهم وأغلبهم في عمر الذهور وقتلوا دون أي ذنب اقترفوه.. كما التزم عمال المشرحة والموظفون ورجال الامن بضبط النفس ونجحوا في امتصاص غضب أهالي الضحايا الذين لم يتمالك بعضهم نفسه ويدفعه غضبه الي التعدي علي عمال المشرحة والموظفين وتحطيم زجاج نوافذ المكاتب نتيجة تأخر الموظفين في استخراج تصاريح الدفن دون عمد منهم ليتسلمها الاهالي ودفنها حتي تطفأ نارهم.. فالمشهد مؤلم وحزين لا تستطيع الكلمات وصفه.. فهو يدمي قلوب الامهات الثكلي والزوجات التي ارملت والاطفال التي تيتمت، لا صوت يعلو فوق صوت صرخات الألم وأنين الحزن وبكاء الاطفال ومنهم لم يتحمل قوة الصدمة فسقط مغشيا عليه. »الأخبار« شاركت أهالي الضحايا حزنهم واقتربت منهم ليروا حياة ذويه الضحايا وكيف سقطوا شهداء عندما أرادوا ان يقولوا كلمة حق ويطالبوا بحرية الوطن. اقتربت الأخبار من المهندس محمد عبدالعليم (55 سنة) بالادارة الهندسية لمؤسسة الاهرام فرع قليوب والذي فقد نجله احمد (72 سنة) في الاحداث. قال ان نجله الشهيد يعمل باحد محلات المأكولات السريعة وعقب انتهائه من عمله مساء يوم الاحد الماضي.. استقل دراجته البخارية عائدا الي المنزل من منطقة وسط البلد ليصاب برصاصة اطلقت من مكان مجهول استقرت بين فخذيه.. وقام عدد من اهالي المنطقة باستدعاء سيارة اسعاف وقامت بنقله الي مستشفي احمد ماهر وكان مازال علي قيد الحياة يصارع الموت واستقبلة طبيب الاستقبال وطلب منه ذكر اسمه وبصعوبة شديدة علي حد قول طبيب الاستقبال لوالد الشهيد اخبره باسمه ولفظ انفاسه في الحال.. واضاف الوالد المكلوم ان نجله لم يكن مشاركا في المظاهرات واحتسبه عند الله شهيدا.. قصة مأساوية اخري للشهيد محمد انور احمد عبدالله (02 سنة) طالب بالفرقة الثانية جامعة القاهرة يرويها والده الذي حضر الي المشرحة ملتزما الصمت ولكن الابتسامة مرسومة علي وجهه.. قال انه كان يعلم ان نجله الشهيد توجه الي الميدان للمشاركة في المظاهرات بعد ان استأذنه للذهاب مع زملائه بمنطقة القللي التي يسكن بها وكانت آخر كلمة قالها لنجله: »خد بالك من نفسك يابني« مشيرا انه كان راضيا عما يفعله الشهيد في المشاركة بالمظاهرات ليعبر عن رأيه ورأي ملايين من شباب وطنه حيث ان ثورة 52 يناير هي ثورة الشباب.. واضاف ان نجله لم يكن خائفا من الموت وانه كان متواجدا بشارع محمد محمود الذي كان يشهد الاشتباكات العنيفة بين المتظاهرين وقوات الشرطة واثناء وقوفه بجانب الرصيف ليحتمي من الطوب والحجارة والرصاص المتطاير في المساء كان قدره ان يصاب بطلق ناري في صدره وطلقة خرطوش في بطنه وأخري في رقبته وسقط علي الارض وصعدت روحه الي السماء في لحظات وقام زملاؤه بنقله الي المشرحة مباشرة واتصلوا بي ليخبروني بوفاته.. واضاف والد الشهيد والدموع بدأت تتساقط من عينيه حيث لم يتمالك نفسه: رغم فقدي لابني الي الابد الا انني سعيد بانه استشهد من اجل وطنه ومستقبل مشرق لغيره من الشباب وحسبي الله ونعم الوكيل. مأساة أخري وقصة شهيد لقي مصرعه باأض الميدان ولم يكن متواجدا به من اجل المشاركة من المظاهرات ولكن ليبحث عن شقيقه الأصغر (11 سنة) من الصم والبكم بعد ان علم من جيرانه بمنطقة مطار امبابة انه توجه للميدان بصحبة بعض اصدقائه ليشاهد ما يحدث.. انه الشهيد محمد احمد السيد العبادي (81 سنة) طالب بالفرقة الثانية جامعة الازهر.. القصة.. يرويها والده الذي تملك منه الحزن.. وقال والدموع تغطي وجهه والكلمات تتقطع من فمه.. انه لم يكن يعرف ان نجله استشهد في الميدان يوم الاحد الماضي وانه علم من اصدقاء نجله الشهيد بالمنطقة بعدان شاهدوا صوره جثة منشورة بجريدة الأخبار أول أمس باسم مجهول.. فتوجه علي الفور الي مشرحة زينهم وظل يبحث في جثث الضحايا حتي تأكد من وفاته. واضاف الوالد المكلوم: لم اصدق نفسي عندما رأيت صورة جثة ابني منشورة في جريدة الاخبار حيث كانت ملامح الوجه غير واضحة تماما ولكن بحس الأب شعرت بأنه هو. ولم يخب ظني عندما رأيت جثته في المشرحة.. وتساءل الاب وقد انهار تماما: من قتل ابني وبأي ذنب قتل؟ ثم انخرط في بكاء هيستيري وقال خال الشهيد أحمد زكي.. انه هو الذي تولي تربيته منذ ولادته وكنت اقرب شخص له فكان متدينا يخاف الله وحافظا للقرآن حيث كانت دراسته في الازهر الشريف وكان طيب القلب يحب الناس ولم يحمل كرها لاحد.. وتساءل خال الشهيد: هل كان هذا جزاءه القتل بدون ذنب ودون معرفة من وراء قتله! أسماء الشهداء 1 محمد السيد عبدالفتاح 2 أحمد محمود محمد 3 حسام حمدي خليفة 4 عاطف محمد داود 5 مصطفي محمد عمر 6 محمد أحمد العبادي 7 احمد محمد عبدالحميد 8 شهاب الدين احمد 9 محمد صلاح محمد 01 سيد خالد سيد 11 حازم مشحوت 21 محمد ربيع نبيل شحاته 31 مصطفي محمد عبدالمنعم 41 محمد سعيد امام 51 عصام السيد صابر 61 محمد بشر أنور 71 احمد سمير أحمد رمضان 81 احمد محمد عبدالعليم 91 عبدالرحمن سيد علي 02 محمد انور احمد محمد 12 شهاب السيد أحمد 22 عادل امام جاد الكريم 32 منتصر مكرم عبدالرحمن 42 عزت عبدالواحد 52 مجهول