ثلاث جوائز دولية في عام واحد كانت من نصيب المهندسة داليا السعدني.. لتصبح اول معمارية مصرية تحظي بهذا التقدير علي مستوي العالم. بعد ان تقدمت بثلاثة مشروعات لمسابقةADesign الايطالية في التصميم المعماري والاثاث والتصميم الداخلي.. والاهم انها اول وجه مصري يتقدم لتلك المسابقة في العام الماضي وفازت عن تصميم لطاولة مستوحاة من' وابور الجاز'. تقدمت داليا للمسابقة قبل اغلاق باب التقدم بايام, وكانت تلك هي المرة الاولي التي تتقدم فيها لاية مسابقة, وفوجئت بالقائمين عليها يقولون لها' اخيرا.. تقدم احد من مصر!'.. لم يكن يخطر ببالها ان تفوز بالجائزة بل كانت ترغب فقط في نيل شرف المحاولة.. وبعد تكريمها في السفارة المصرية بايطاليا, لم يسيطر عليها احساس الزهو وانما كان كل ما يعنيهاهومواصلة عملها بابداع. تفوق داليا كان وراء اختيارها واحدة من بين مائة مصمم' ثوري' في العالم, لمزجها بين طرز مختلفة في تصميماتها مما يخلق شخصية جديدة يمكنها ان تحدث طفرة, مع الحرص علي البعد تماما عن تقليد التصميمات الحديثة الغربية وابراز الهوية العربية والمصرية التي تراها ثرية جدا, وليس كما يحصرها البعض في الطرز الفرعونية. واصلت داليا نجاحها ليتم اختيارها من قبل لجنة مشكلة من اعضاء في هيئات عالمية متخصصة في التصميم المعماري, لتحتل المركز72 بين افضل الف مصمم في العالم بعد ان كانت في المركز ال.300 لم تصل داليا للتفوق فجأة, حيث بدأت حياتها العملية مبكرا منذ التحاقها بكلية الهندسة بجامعة الاسكندرية, ومنذ تلك اللحظة وهي في عمل لا يتوقف سواء في التصميم او متابعة تنفيذ تصميماتها علي الارض في مواقع البناء. تقول: رغم اني من عائلة ميسورة الا ان امي رسخت لدي الرغبة في الاعتماد علي النفس, فكنت اقوم وانا طالبة بعمل تصميمات في مختلف المجالات وارسلها الي مكاتب اجنبية فترسل لي مقابلا ماديا معقولا لأتكفل بنفقاتي الخاصة, وعندما كان عمري19 عاما قمت بعمل تصميم لفيلا للعائلة, وكنت سعيدة جدا وانا اري افكاري تتحول الي' واقع ملموس'. لكن كيف هو حال استقبال المهندسين والعمال لامراة تطلب وتأمر وتوجه ؟؟ تتذكر داليا انها في بداية حياتها تعرضت بالفعل لمضايقات بل' واستخفاف' بها كمهندسة وبقدرتها علي فهم طبيعة العمل, وتحكي كيف كانت تتعامل مع العمال بحرص شديد' وكأنها تسير علي الزجاج' لتتمكن من كسب احترامهم وتعاونهم معها والا فشلت في مهمتها, وهذا بالطبع ليس مطلوبا من المهندسين الرجال. وفي ختام حديثها تؤكد بقلب جامد'انه مفيش مستحيل علي الست المصرية' لقدرتها العجيبة علي التكيف مع الظروف القاسية, اما نصيحتها لشباب المصممين فتتلخص في الا يخشوا تجربة اي شيء حتي لو قوبلوا بالرفض او الاستهجان, لانه سيأتي اليوم الذي تجد افكارهم الاعجاب والقبول, فالفن في النهاية ذوق ووجهة نظر..