لكل محبي أدب الأطفال الأمريكي, تقدم السينما الأمريكية في سبتمبر المقبل فيلم' أرض الساحر أوز' وذلك احتفالا بمرور75 عاما علي تقديم شركة' وارنر' لفيلم الأطفال الرائع' الساحر أوز'. لكن هذه المرة يقدم' أرض الساحر أوز' في ثوب جديد ورؤية ثلاثية الأبعاد نبحث من خلالها عن الرؤية الأمريكية لمعني أخلاقي جديد حول ماهية الإنسان الأفضل. تحكي قصة الساحر أوز التي نشرت نهاية الثلاثينيات من القرن الماضي بقلم' فرانك بوم' عن رحلة الطفلة دوروثي إلي أرض عجيبة حيث تسير في أرض الزمرد في محاولة يائسة للعودة إلي وطنها في كنساس. ومن خلال هذه الرحلة تلتقي دوروثي بالعديد من الشخصيات مثل الرجل الصفيح وخيال المآته والساحرات الشريرات والأسد الجبان.....إلي أن تصل إلي الساحر أوز الذي قيل انه سينقلها إلي بلدها مرة أخري. لكننا لن نجد دوروثي ولا الساحرات وحتي الأسد لن يظهر في ثوبه المرتعد. ففي الفيلم الجديد الذي أخرجه سام ريمي والذي يبدأ بمشاهد سينمائية رصينه بالأبيض والأسود ثم يتحول إلي غابة مشرقة من الألوان سنجد' أوسكار ديجز' وهو ساحر في السيرك يحاول الهرب من كونه فنانا علي أمل أن يصبح رجلا عظيما أو أفضل حالا مما هو عليه علي الأقل بمقاييس زمننا هذا. وكما في القصة الأصلية التي كانت فيها دوروثي لا تحب بيت عمها في كنساس وتريد التخلص منه, تسحب عاصفة رعدية هائلة هذا الساحر المسكين لتلقي به في أرض الساحر الجبار أوز. وبمجرد وصوله الي أرض الزمرد يلتقي الساحرة الشريرة تيودورا( ميلا كوني) وايفانورا( راشيل وييس), ومعهم الساحرة الطيبة جليندا( ميشيل ويليامز). وعلي الرغم من الأنانية المفرطة لدي ساحر السيرك أوسكار إلا أن الساحرة الطيبة تكاد تكون الوحيدة التي تعتقد إنه هو الساحر الحقيقي. وحتي يصبح أوسكار رجلا أفضل كان عليه في مسيرته بأرض الزمرد أن يقرر دوما ويفرق دائما بين الخير والشر ليصل إلي مبتغاه. ويمتلئ الفيلم بأحلام ورغبات أوسكار في عوالم وردية ساحرة ومبهرة للمشاهدين والتي قام بتصميمها روبرت سترومبيرج الذي شارك كمصصم لمشاهد فيلم' افيتار' و'آليس في بلاد العجائب'. وفي ارض اوز يقدم سترومبيرج أضخم وأجمل مشاهد قدمت في الأفلام الأمريكية التي تعتمد علي الخيال العلمي رغم ابتعاده عن استخدام اللون الأخضر حيث يعتمده فقط في مشاهد أرض الزمرد, وتؤكد الساحرة الشريرة ثيودورا أو الممثله كونيس أنها لم تر أجمل من اللون الأخضر الذي استخدم في أرض الزمرد في هذا الفيلم حيث بدا وكأنه خليط لكل ألوان الفرح والمغامرة رغم احتفاظه بلونه المميز للخصب والنماء. ولان الفيلم الاصلي' الساحر أوز' يعد من بين أحسن مائة فيلم أنتجتهم السينما الأمريكية في القرن العشرين حيث يحتل المرتبة السادسة علي هذه القائمة التي امتلأت بأعظم الأفلام الأمريكية في هذه الفترة, فإنه مازال قادرا علي أن يجذب الكثير من الكبار والصغار أيضا. لذا فقد قررت شركة وارنر أن تقدم الفيلم الذي أنتج منذ أكثر من سبعين عاما علي اسطوانة جديدة ليصبح ملونا ومبهرا مثله في ذلك مثل الفيلم الجديد الذي ينتظره الجميع في الغرب وذلك ليستعيد كبار اليوم ما عايشوه من ذكريات جميله وهم يشاهدونه لأول مرة في الثلاثينيات من القرن الماضي. ويؤكد القائمون علي عملية تجديد الفيلم القديم إنهم قاموا بنقل الفيلم الأصلي علي لوحات إيماكس مشهدا تلو الآخر ليستطيعوا تحويله من فيلم ثنائي الأبعاد إلي ثلاثي الأبعاد وينقلوا مع كل هذا الأصوات والأغاني الرائعة التي امتلأ بها الفيلم. لكن من أين أتي الكاتب الأمريكي' بوم' بهذا الاسم الغريب لساحره؟ القصة تبدو بسيطة علي غرابتها.. فقد كان الكاتب يحاول أن يحكي القصة لطفله صغيرة انبهرت بمغامرات الساحر العجيب ولكنها فجأة سألت عن اسم الساحر. نظر الكاتب حوله فلم يجد إلا مجموعه أدراج تحوي ملفات وفي كل مرة تكتب الأحرف الأولي من الملفات وكان آخر هذه الأدراج هو ما التقطه بوم وعليه حرفي(OZ) فكان هذا هو اسم ساحرة الذي سحر الأمريكيين لسنوات طويلة حيث ظل' بوم' يكتب قصص' الساحر أوز' طوال حياته وحتي وفاته.