السمة الرئيسية لعام 2011 كانت فشل الحكومات والنخب السياسية الحاكمة في إدارة الأزمات, سواء تعلق الأمر بشعوب عربية ثارت ضد القمع السياسي, وبطالة مذلة للكرامة. أو بشعوب غربية لم تحتمل سقوط صيغة رفاهيتها الممولة بتلال من الديون, و تدليل أباطرة البنوك والمال في وقت تسقط فيه تحت مقصلة التقشف, أو بشعوب آسيوية احتجت علي فساد يتدثر بعباءة العولمة وهو ما استلزم تغيير للحرس. عملية تغيير الحرس لم تكتمل لأن الذين قادوا الاحتجاج لم يتسلموا السلطة بعد, وهو ما يعني أن العام الجديد سيشهد مرحلة عدم استقرار عصيبة هي سمة المراحل الانتقالية تفرضها ممارسات ديمقراطية غير ناضجة, ومحاولات للتوصل لصيغ توافقية بين الأغلبية والأقلية, وبين الأطياف الاجتماعية والعرقية والدينية تحت ضغط اقتصادي رهيب. المثير للقلق أن عملية تغيير الحرس ستشمل أربع من الدول الخمس ذات العضوية الدائمة في مجلس الأمن هي الولاياتالمتحدة والصين وروسيا وفرنسا وهو ما يعني انشغالها بالقضايا الداخلية علي حساب التعاون الدولي, وترددها في الدخول في أية التزامات دولية أو التعامل الجذري مع ما أفرزته العولمة والانهيار المالي العالمي من مشكلات الفقر وتفتت الطبقة المتوسطة. أطول عمليات تغيير الحرس ستكون في الولاياتالمتحدة التي لن يحسم الفائز في انتخابات الرئاسة بها سواء كان أوباما أو المرشح الجمهوري قبل نوفمبر, ولكن أكثرها أهمية علي الإطلاق هي التي ستحدث في الصين التي ستشهد في أكتوبر تبديل 70% من المناصب الرئاسية والحزبية يسلم فيه القيادة جيل عرف أهوال الثورة الثقافية إلي جيل تغذي علي إعلاء النعرة القومية. وعلي الرغم من ثبات توجهات الدولة فإن إدارة الأزمات مع الجيران والمنافسين الاقتصاديين ومعالجة فورات الغضب الداخلي ستكون في قبضة نخبة تميل إلي التشدد القومي علي عناء البحث عن حلول وسط. ربما تكون عملية تغيير الحرس في روسيا هي الأقل مغامرة. فالنتيجة محسومة لمصلحة بوتين بشعبية متقلصة في مارس ولكن رؤيته القائمة علي اللعبة الصفرية, حيث تكون روسيا خاسرة إن لم تكن فائزة يعني أن طريق الأزمات والاحتجاجات سيكون ممهدا أمام رئاسته الجديدة. المشكلة هي في الرئيس الفرنسي ساركوزي المهدد بفقد رئاسته في مايو أمام منافسيه وهو ما يوجد توليفة خطرة تتداخل فيها أخطار انهيار منطقة اليورو مع التعقيدات الانتخابية الداخلية. فشل الحكومات في إدارة الأزمات, إذن سيكون إرثا ثقيلا تنقله عملية تغيير الحرس إلي 2012 المزيد من أعمدة سجيني دولرماني