لم تكن العلاقات الأمريكية الباكستانية في يوم من الأيام سهلة لكنها بالتأكيد دخلت منعطفا معقدا وحرجا بالملابسات التي أحاطت بمقتل أسامة بن لادن تفرض علي القيادة الباكستانية الكثير القرارات الصعبة والجريئة. وعلي القيادة الأمريكية التزام الحذر والحيطة حتي تخرج العلاقة من حالة الأزمة بأقل الأضرار الممكنة. القيادة الباكستانية اختارت أن يتم اتهامها بالإخفاق المخابراتي الفادح علي التواطؤ المريب في مواجهة سؤال مازال بلا إجابة هو كيف استطاع بن لادن أن يختفي خمس سنوات في قلعة حصينة علي بعد بضعة كيلو مترات من مواقع عسكرية وتحت أعين أجهزة مخابراتية نافذة. الاختيار لن ينقذها من الشكوك في واشنطن حول دورها المزدوج في مكافحة الإرهاب ولا من الاختبار العسير مقابل أية مساعدة مقبلة متقلصة, ولكن بدرجة أكبر لن يعفيها من غضب الشعب الباكستاني إزاء مؤسسة عسكرية تستأثر بنصيب الأسد من الموارد ثم يكون أداؤها هزيلا إلي حد استباحة عمق المجال الجوي الباكستاني دون أن يرمش له جفن ولاتحظي بدور في عملية ضبط بن لادن رغم مادفعه الشعب من دماء في عمليات إرهابية. القيادتان العسكرية والمدنية الباكتسانية تواجهان موقفا صعبا لأن الكل بما في ذلك الطالبان الباكستانيون الذين يحظون برعاية مخابراتية خاصة يرجح اختيار التواطؤ علي الإخفاق المخابراتي. الخروج من المأزق لن يكون بسياسة احتواء الأضرار التي تنتهجه القيادتان بتصعيد الهجوم السياسي علي الولاياتالمتحدة أو بالتهديد بالرد العسكري علي أي انتهاك للسيادة ولكن بالتحرر جذريا من أسر الرؤية الاستراتيجية التي تتخذ من الخطر الهندي مبررا لاتخاذ مواقف مزدوجة في التعامل مع الإرهاب, والوضع في أفغانستان, وشحذ نبرات التطرف وعدم التسامح الديني في الداخل. أمام القيادتين المدنية والعسكرية مهلة تفرضها بالضرورة متطلبات رغبة أوباما لطي صفحة التدخل العسكري في أفغانستان, وحيوية الدور الباكتساني في مكافحة الإرهاب في جنوب آسيا, وحرص الكل علي عدم انهيار النظام في دولة تمتلك قدرات نووية. إذا لم تستفد من هذه المهلة فسيكون البديل حلقة مفرغة من العنف بدايته معروفة ونهايته مفتوحة المزيد من أعمدة سجيني دولرماني