رأيت الصغير يتشبث بوالده يرفض ان يفارقه لحظة واحدة يحتضنه بشدة فهو كل ما تبقي له من هذه الدنيا الموحشة التي لم ير فيها سوي الاعاقة والفقر والمرض واليتم وامه علي قيد الحياة . فقد تركته لابوه ليعيش هذا الطفل واسمه حسن المنغولي مع والده المسن منذ نعومة اظافره بلا ام وطلبت الطلاق وتركته مع ثلاثة اخوة اصحاء دفعهم الفقر للانطلاق في طيات الدنيا بحثا عن الرزق تاركين الاب المسن مع طفله المريض بلا دخل سوي جنيهات قليلة يحصل عليها بموجب معاش مبكر كغيره كثيرين. اما حسن فقد ولد يعاني من فشل كلوي مع الاعاقة الذهنية ناهيك عن اصابته بارتجاع في الحالب فهو لا يخرج البول من مجراه الطبيعي ويحمل دائما قسطرة لاستخراج البول من الكليتين كما انه لا يتحكم في الاخراج فيحتاج لاستخدام حفاضات بشكل مستمر. الغريب ان حسن مع كل هذه الآلام يلهو كالاطفال ببراءة الصغار سعيدا رغم الآلام رغم مواضع الغسيل الكلوي, التي تنتشر في كل جسده ورغم الارهاق الذي يبدو علي وجهه بعد كل جلسة غسيل كلوي ولا ادري اذا كانت الاعاقة هي التي تجعله لا يشعر بحجم الالام ام انه اعتاد علي الالم والاوجاع!. اخيرا لا يبقي لحسن في هذه الدنيا سوي مساعدة القلوب الرحيمة التي يحتاجها لاستكمال نفقات علاجه وغيرها من الامور التي لا يستطيع هذا الاب الوفاء بها. انتصار تحارب السرطان النادر جاءتني تتواري ليس من المرض ولكن من حاجتها لثمن العلاج الذي فرضها عليها قسوة المرض فانتصار سيدة من اسرة ميسورة الحال تزوجت وتركت عملها لتسافر مع زوجها الذي هجرها فجأة وتركها بالخارج مع ابنة وحيدة ولان اخوتها من الاسر الميسورة اهتموا بها وبصغيرتها ولكن فجأة داهمها المرض في2011 لتنفق عليها اسرتها250 الف جنيه لانها اصيبت بسرطان في الغشاء البلوري امتد للرئة ولاماكن محيطة ولان سرطان الغشاء البلوري سرطان نادر فلم يدرج علاجه بوزارة الصحة حيث كان يحتاج علاجا يأتي من الخارج وبالفعل شفيت بعد عام ليعاودها المرض ويداهمها من جديد وبضراوة في2012 اي في ذات السنة وهنا بدء اخوتها رحلة علاج جديدة مستمرة معها حتي الآن. المفجع ان انتصار تحتاج الي25 الف جنيه شهريا هي ثمن علبة الدواء التي استطاع اخوتها توفيرها لها حتي الشهر الماضي ولكن ضاقت الدنيا بالجميع فلم يبق لانتصار شيئا ولم يعد اخوتها يستطيعون مساعدتها لان الظروف ساءت علي الجميع وهي الان تحتاج إلي الدواء وهو عبارة قرص يوميا واذا لم تحصل عليه ستسوء حالتها اكثر مما بدأت ولم يعد لديها في آخر علبة سوي5 اقراص وهي الان تائهة لا تدري ماذا تفعل اذا لم تتوفر علبة الدواء للشهر القادم ولم يبق لها سوي التضرع والدعاء لله ان ينقذها كما انقذها من قبل. عطاء بلا حدود حروف ترتجف بين يدي اعتزازا بأني مصرية وعربية عندما اكتب تلك الكلمات واري تسابق الاخوة العرب والمصريين علي السواء داخل مصر وخارجها للمساهمة في علاج ما نقدمه من حالات بل ير لدرجة ان من لا يستطيع المساعدة ويكون قد سبقه اخر يكون حزينا لانه لم يشارك مقارنة بحجم السعادة التي تعتلي قلوب المشاركين فعلا. استطعنا هذا الاسبوع من خلال اهالي الخير تقديم عشرة آلاف جنيه لاسرة السرطان التي نشرناها الاسبوع الماضي كما استطعنا من خلال فاعلي الخير شراء توك توك بمبلغ ثمانية عشرة الفا وخمسمائة جنيه لاسرة الحاجة عائشة ليكون مصدر دخل ثابتا لها, كما سدد احد اهل الخير مبلغ الف جنيه لفاطمة وهي احدي الغارمات التي كانت مهددة بالسجن مقابل ايصال امانة وساعدنا اسرة احد المكفوفين والذي يريد تجهيز ابنته وضيق ذات اليد يمنعه لذلك تواصلنا مع احد اهالي الخير والذي ساعده بمبلغ5 آلاف جنيه. اخيرا يستمر الشكر لاهالي الخير.