أما الحرب فهي ضد الإسلام والإسلاميين لفرض التغريب ونزع الهوية عن شعب يبلغ سكانه150 مليونا,99% منهم مسلمون أغلبهم من أهل السنة والجماعة. وبنجالاديش هي النصف الشرقي لدولة الباكستان التي أعلنت بعد انسحاب الاحتلال الإنجليزي من شبه القارة الهندية عام1947. كان الهندوس يتحرشون بالمسلمين, ويغذي المحتلون الإنجليز الصراع بين الفريقين, فوقعت مذابح ومتاعب عديدة انتهت بانفصال المسلمين في دولة الباكستان, ولم ينطفئ الصراع بعد الاستقلال, فوقعت الحرب بينهما عام1965 انتهت بتوقيع اتفاقية طشقند عام1966 برعاية موسكو. ولكن الهند بقيادة أنديرا غاندي رتبت لحرب أخري بالتعاون مع حزب الشعب البنغالي العلماني الذي كان يقوده مجيب الرحمن في باكستانالشرقية, واستغلت غاندي الاضطرابات والانقلابات في باكستان, وقادت حملة دعاية عالمية خادعة برغبة الهند في السلام, وانتقمت لنفسها في حرب مفاجئة انتهت بهزيمة الباكستان وتقسيمها إلي بنجالاديش( باكستانالشرقية), وباكستانالغربية التي صارت باكستان فقط. حزب الشعب ذو الميول الماركسية أخذ علي عاتقه منذ إنشاء بنجالاديش محاربة الإسلام وملاحقة الإسلاميين الذين يؤيدون الوحدة مع باكستان ويرفضون الخضوع للهند وهيمنتها. وقد جرت انقلابات وانتخابات جاءت إلي الحكم بخصوم رابطة عوامي اليسارية التي تقودها الآن حسينة واجد ابنة مجيب الرحمن, ولكن الرابطة استطاعت ان تأتي مؤخرا الي الحكم, وبدأت حملة انتقام عنيفة ضد الاسلاميين الذين قدمتهم الي المحاكمات بتهمة التحالف مع باكستان عام1971 وحكمت بالإعدام علي مجموعة من علماء الاسلام من بينهم محمد قمر الزمان, وغلام عزام الذي يبلغ من العمر89 عاما, مما أدي إلي اندلاع المظاهرات في دكا العاصمة والمدن الكبري, وسقط برصاص الشرطة آلاف القتلي عدا المصابين, وزاد من اشتعال المظاهرات التي أغلقت العاصمة نشر رسوم مسيئة للاسلام بالصحف المحلية وتشويهه في الإعلام الذي تسيطر عليه الحكومة العلمانية وإغلاق قنوات الإسلاميين وصحفهم وتفريغ التعليم من التربية الإسلامية. هل تنتهي الحرب بين الحكومة العلمانية المتسلطة والإسلاميين المطاردين في دكا قريبا ؟ لا أظن.. لمزيد من مقالات د.حلمى محمد القاعود