يسمى "البانجو باندو"، ويعني "أبا الأمة"، وهو المؤسس الحقيقي لدولة بنجلاديش، التي تأسست بعد انفصالها عن باكستان عام 1971. ولد مجيب الرحمن في مثل هذا اليوم عام 1920، ودرس وتربى في مدارس الإرساليات التبشيرية، ثم التحق بجامعة دكا حيث درس القانون. تزعم الشيخ مجيب الرحمن حزب "رابطة عوامي" التي تضم غالبية البنغاليين، ويدور برنامجه الحزبي حول ست نقاط أعلنها عام 1966، وغايتها النهائية هي الحصول على الحكم الذاتي لشرق باكستان، وتجريد الحكومة المركزية من سلطانها عدا الدفاع والسياسة الخارجية. كانت المبادئ التي أعلنها الشيخ مجيب تعني انفصالًا تدريجيًا لباكستانالشرقية، خاصة أن مجيب الرحمن عمل على تقوية علاقاته مع الهند العدو اللدود لباكستان، وكان هذا التقارب بين حزب عوامي والهند يعود لأسباب عملية، فالهند هي أكبر مستورد للجوت الباكستاني الشرقي، كما أنها المنفذ الوحيد للشطر الشرقي من باكستان للخروج إلى مياه المحيط الهندي. عندما أجريت الانتخابات التشريعية في باكستان في ديسمبر 1970، وكانت هذه الانتخابات أول تجربة ديمقراطية بعد الاستقلال وبعد حكم عسكري دام قرابة 22 عامًا، فاز حزب "رابطة عوامي" بالأغلبية المطلقة؛ وجاء في المرتبة الثانية حزب "الشعب" الذي يتزعمه "ذو الفقار على بوتو"، ويضم في غالبيته العظمى الباكستانيين الغربيين. دعا إلى الإضراب العام، ثم دعا ملايين البنغاليين إلى التضحية بحياتهم في سبيل القومية البنغالية؛ فانفجر العصيان المسلح في مارس 1971، وتدخلت قوات الجيش والشرطة الباكستانية في الشطر الشرقي، وسقط مئات الآلاف من القتلى البنغاليين، وارتكب الجيش أعمالًا بشعة ضد المدنيين، منها مذبحة الصفوة التي قُتل فيها كثير من الأطباء وأساتذة الجامعات والكتاب البنغاليين. أدت هذه الحرب الأهلية إلى نزوح حوالي تسعة ملايين بنغالي أغلبهم من الهندوس إلى الهند، وتعاونوا مع الهنود على إعلان الحرب على باكستان، وإعلان قيام دولة بنجلاديش في 17 إبريل 1971. تولى مجيب الرحمن رئاسة الوزراء، وقطع علاقات بنجلاديش بباكستان، ورفض عرضًا قدمه له الرئيس الباكستاني بوتو بأن يتنازل له عن السلطة في سبيل المحافظة على وحدة باكستان، غير أنه أصر على الانفصال فلم تعترف باكستان بدولته. كان مجيب الرحمن هو الحاكم الفعلي لبنجلاديش، وأطلق على نفسه "البانجو باندو"، ثم قرر أن يتولى رئاسة البلاد في يناير 1975، وركز جميع السلطات في يديه، ثم اعتمد نظام الحزب الواحد، وطارد المعارضة السياسية وجمد الدستور، واتجه نحو الحكم المطلق، فأعلن حالة الطوارئ، وحل جميع التنظيمات السياسية، وفرض الرقابة على الصحافة، كل هذه الأمور قوت جبهة المعارضين ضده وضد سياساته. قام العسكريون ضده بانقلاب عسكري في 15 أغسطس 1975، ونصب خاندكار أحمد مشتاق رئيسًا للبلاد، وقتل الشيخ مجيب الرحمن في 15 أغسطس 1975.