يسبق أي حديث تهنئة للأهل والأصدقاء والأحباب ابناء مصر من المسيحيين بأعياد القيامة ولنتذكر دائما أن روابط المحبة والاحترام المتبادل والحرص علي تماسك النسيج الوطني لابناء مصر من المسلمين والمسيحيين وعبر تاريخهم الطويل كانت دائما من أهم عوامل استقرار وازدهار واستعصاء هذا الوطن علي الانكسار ولعلها قريبة بمشيئة الله نهاية رحلة آلام المصريين واحياء واستكمال ثورتهم. تعرف السفيرة الأمريكية وإدارتها ومخابراتها ان اسقاط الهيمنة والتدخل الأمريكي في مصر في مقدمة أسباب غضب المصريين من النظام السابق وثورتهم عليه واسقاطه.. ونعرف نحن في مصر أن الثورة لم تكن في بال أو خاطر هذه الإدارة وأن ثورات الشعوب وتحررها وادعاءات تأييد إدارة أوباما للديمقراطية أكاذيب وأنهم أكبر حلفاء للأنظمة المستبدة طالما استطاعت ان تلعبها بالديمقراطية وتغطي صناعة الاستبداد بالأكاذيب وبالسياسات المراوغة وأن ترعي جيدا المصالح الأمريكية والصهيونية في المنطقة.. نعرف أن السفيرة وإدراتها يتحالفون مع مصالحهم ومع من يعملون في خدمة هذه المصالح.. ومع من يستقوون بهم لأنهم عاجزون عن الاستقواء بشعوبهم.. ومن أجل هذا يحصدون أكبر نصيب من غضب المصريين.. باترسون وإدارتها وما يطلقون عليه المعونة الأمريكية التي استفادت منها الإدارات الأمريكية المتعاقبة أضعاف ما استفادت مصر. بل دفعنا أثمانا غالية لها أولها التبعية والهيمنة ودعم ورعاية احتلال الكيان الصهيوني للأراضي العربية.. في الوقت الذي لا نحتاج فيه إلي ما يؤكد أن مصر تمتلك في ثرواتها البشرية والطبيعية ما يحررها من الاحتياج لهذه المعونات المتهافتة وبما يدعم ذاتيا استقلالها واستغناءها ويتدخل في أمور من صميم شئون السيادة الوطنية مثل التصريحات الطائشة التي نشرت علي لسانها وتحدثت فيها كأنها صاحبة الأمر والنهي في كيف تحكم وتدار مصر!! ودون مبالاة حدوث ثورة كان في مقدمة أهدافها انهاء هذه الهيمنة وتعظيم واعلاء الإرادة والقرار الوطني.. ولما كان الاثنيان الإدارة والقرار الوطني للمصريين يهددان استقرار واستتباب النفوذ والمصالح الأمريكية والصهيونية فسارعوا إلي دعم من يدعمون استمرار مصالحهم ومصالح حلفائهم كما تعلن وتتجرأ وتتطاول تصريحات السفيرة الأمريكية من يصدق أن يأتي الرئيس الأمريكي إلي المنطقة ليعلن من فوق الأراضي العربية المحتلةالقدس عاصمة موحدة للدولة الصهيونية متحديا القوانين والقرارات الدولية ولم ينطق واحد من المستأسدين علي شعوبهم!! الحنين إلي كتابة الأدب يجعلني أحيانا أحاول أن أتخيل ماذا يري المستأسدون إذا وقفوا أمام مرايا الحقيقة وقد سقطت عنهم جميع الأغطية وتعروا حتي من جلودهم.. دعنا من تاريخ التبعية الذي جاء منه وانتهي إليه كل حاكم فاشل عجز عن الفوز بثقة واحترام شعبه وحيث يمثل ضرورة حياة الخضوع والتحالف مع القوي التي تتبني وتدعم الديمقراطيات المزيفة وعلي رأسها الإدارة الأمريكية. في التجاوزات المسيئة والمتطاولة للسفيرة الأمريكية بررت وهونت ولونت ما يحدث في مصر بألوان وردية لم يلفت نظرها بالطبع ولا اثار قلقها ما حدث ومازال يحدث للشباب الذين كانوا من رموز الثورة ولا سمعت علي من عذبوا حتي الموت ولا وصلتها أخبار ما يحدث للشرطة وللإعلام وللقضاء. لم تر في مصر ما يقلقها ويقلق إدارتها, إلا إن عودة الجيش للحكم كارثة للعلاقات بين مصر وأمريكا وستكون كارثة غير مقبولة لواشنطن وحلفاء مصر الآخرين ووفق ما نشرته الوطن5/1 انها قالت أن التدخل العسكري الآن ليس هو الحل كما يدعي البعض لان الشعب المصري لن يقبل هذا!! ولا أعرف كيف تنسب السفيرة رأيا للشعب المصري ومن فوضها لتتحدث باسمه وهل قامت باستقصاءات وكل ما ليس من حقها ان تقوم به من أمور من صميم السيادة المصرية وعلاقة المصريين بجيشهم وبالسلطة الحاكمة حقيقة أنها لا تكف عن التوغل والانتشار في أماكن لا أعرف ما علاقة سفير لأي دولة بها ثم من هم الحلفاء الذين تحذر من كارثة غير مقبولة لهم ولواشنطن.. لابد أن نفهم أنها تحذرنا أيضا من غضب إسرائيل!!. تصريحات باترسون الطائشة تؤكد ان النظام الجديد في مصر بين مالم يحققه من أهداف الثورة ومطالب الثوار إنهاء التبعية للهيمنة الامريكية والصهيونية والا ماكان هذا التطاول والتدخل في أمور من صميم احترام سيادة الدول وحق الشعب في الاختيار الحر بين من يحكم ومن لايحكم والمكافأة والتقدير والتقييم الذي يعطيه لمؤسساته السيادية وفق تقييمه الذاتي وقواعد حقيقية وشفافة ونزيهة للديمقراطية لا وفق رضاء واشنطن وحلفائها!! ويظل جيشنا في مقدمة مؤسسات السيادة الوطنية وجزءا أصيلا من نسيج ومكونات الأمة المصرية ومنذ فجر تاريخها والخلاف مع أخطاء وخطايا السياسات التي مارسها المجلس العسكري عندما كلفه الرئيس السابق بتولي مسئوليات البلاد عندما لم يجد الثوار النبلاء والشعب المصري كله قيادة يتوحدون وراءها.. ولم يكن خافيا أن الادارة الأمريكية لاعب أساس في تضليل مسارات الثورة. وفي دعم وتمكين الجماعة من الصعود للحكم وظل الضمير المصري يفصل مابين سياسات وخطايا المجلس العسكري والجيش كمؤسسة وطنية, وأفضل مثال ماحدث في مدينة بورسعيد عندما لم يستطع النظام أن يستوعب ويتعامل مع غضب أبنائها وعصيانهم السلمي ضد ما ارتكب بحق المدينة من إهمال, وماجري فوق أرضها من مذابح مدبرة ومخططة سواء في استاد بورسعيد فبراير2012, والتي سقط فيها47 شهيدا من أبناء النادي الأهلي ثم المذابح التي تمت لابناء بورسعيد في يناير ومارس2013 وحصدت ايضا مايتجاوز الألف شهيد ومصاب لم يعوض واحد منهم حتي الآن.. بل لم تعلن نتيجة التحقيقات وتكشف من هم القتلة الغرباء علي المدينة.. لم يستطع أن يحتوي الازمة ويمنعها أن تتحول إلي كارثة وطنية إلا العلاقة الوثيقة والتاريخية بين أبناء مدن القناة وفي مقدمتها بورسعيد وبين قوات جيشهم والثقة والاطمئنان والاحترام بينهم من ميراث معارك المقاومة ومع ذلك لم تتوقف محاولات الايقاع واثارة الفتن.. وحرص الجيش وقياداته علي تأكيد دائم أنه لا عودة للسياسة ولكن الحفاظ علي أمن مصر خارجيا وداخليا سيظل حدا فاصلا غير مسموح بتجاوزه لقوي أو جماعات داخلية أو اقليمية أو دولية تقترب أو تلوح بأي تهديد لهذا الأمن. لانحتاج لمزيد من وضوح الرؤية للدور الذي تلعبه الادارة الامريكية ضد إرادة الشعوب وتحررها وقيام ديمقراطيات حقيقية. وضد القوي والمؤسسات السيادية تحمي وتؤكد هذه الارادة واستخدامها لبعض تيارات الاسلام السياسي لتحقيق مخططاتها ومصالحها في المنطقة واخماد ثورات وأحلام وطموحات الشعوب التي من المؤكد ان انهاء الهيمنة الامريكية والصهيونية سيكون أول مطالبها. لذلك كان ردود التصريحات الطائشة للسفيرة غضبا شعبيا وزجرا وإدانة من المؤسسة العسكرية أما مؤسسات السلطة فلا سمعت ولا رأت ولا تكلمت!. بمناسبة الحلقة الجديدة من مسلسل التآمر علي الازهر وشيخه لست وحدي التي رأت شبهة التعمد في تسميم الطلاب قبل ان تشير اليها التحقيقات كما جاء في الاهرام5/1 وفي الشروق5/2 وبعد انتهاء التحقيقات لابد من وقفة وموقف حاسم للأزهر وشيخه الجليل وعلمائه واساتذته الاجلاء لوقف هذا العبث اللاأخلاقي الذي لايتورع من أجل تحقيق اهدافه الشيطانية أن يتأمر ويفسد أجيالا ويطفيء أنوار ومكانة ورسالة ودور الأزهر في هذه اللحظات الأصعب والفاصلة في تاريخ مصر. لمزيد من مقالات سكينة فؤاد