ليست القنوات الحكومية وحدها هي المتهمة بالتسسيس وعدم الحيادية وتعمل لصالح النظام الحاكم أيا ما كان فإن القنوات الخاصة هي الأخري لم تخرج عن دائرة الاتهام بالتسييس والبعد عن الحيادية, ولكن مع اختلاف المصالح والمقاصد. يقول د.صفوت العالم أستاذ الإعلام بجامعة القاهرة ليست هناك قناة محايدة واخري غير محايدة, ولكن الأصح هناك برنامج محايد وآخر غير محايد, والمشاهد أصبح بالفطنة والذكاء الذي يميز به المحايد وغير المحايد, حتي وان اختار المشاهد برنامجا غير محايد فهو يتابعه لأنه يعبر عن قناعاته وهو يعلم ان البرنامج متحيز لذلك تجد معظم المتابعين يفضلون مقدمي برامج أو برامج بعينها, ولكن التركيبة المنتشرة للقنوات هي الموازنة بين البرامج وتوجهاتها قدر الإمكان وتقييم الحيادية يبدأ من مقدمة المذيع للبرنامج وصولا بالتنوع في الضيوف, وكيفية تناول الموضوعات, وللأسف ظهرت في هذا الإطار بعض الأمور التي عكرت صفو الإعلام الموضوعي والمهنية, أولها هو المذيع الناشط السياسي الذي يفرض توجهه وآراءه في القضايا التي يتناولها ويتبني وجهة نظر واحده يدافع عنها باستماتة, وتجد أمثال هذا النموذج يستخدمون مقدمات طويلة لتناول الأحداث في حلقاتهم قد تصل أحيانا الي ربع ساعة بدلا من خمس دقائق, وثانيها هو الميل نحو استضافة الضيوف المنفلتين في التوصيف والألفاظ, وهم دائما ما يهددون خصومهم بملفات ووثائق ويتلفظون بألفاظ خادشة أحيانا علي الهواء وللأسف بعض الاعلاميين يجد انه باستضافته لأمثال هؤلاء فهو متميز ولكن العكس هو الصحيح. ويقول الخبير الإعلامي ياسر عبدالعزيز هناك خلط في حيادية القنوات أو تسييسها فهناك مشكلة في الإعلام لكن الإعلام ليس مشكلة, واري ان تسليط المشاكل علي الإعلام بشكل عام في أوقات محددة وإثارة مشاكله قد يكون لتقييد الإعلام وإسكاته وليس بغرض إصلاحه او تطويره, وهناك العديد من المشاريع المدروسة لإصلاح الإعلام بشكل عام والقنوات الفضائية وأدائها, ولكن إرادة السلطة الحاكمة ليست الإصلاح بقدر ما تريد تقييد الإعلام وتطويعه حسب رؤيتها فقط. يقول د.فوزي عبد الغني عميد كلية الإعلام بجامعة فاروس ان الحيادية لا طعم لها أو لون أو رائحة, والإعلام الحقيقي الذي تكون لديه مصداقية وموضوعية في العرض ويقدم الحقيقة بمنتهي الشفافية وهو أمر غير موجود في الإعلام الخاص, واذا ما نظرنا الي ملكية وسائل الاعلام الخاص فهي اما فضائيات مملوكة للدولة وتمارس عليها ضغوطا من النظام الحاكم لتجميل صورة النظام وحكومته أيا ما كان هذا النظام مما يجعلها مسيسة وغير محايدة في العرض والتقديم وليس بها اي موضوعية أو شفافية او قنوات خاصة بين عامة وترفيهية ودينية جميعها يعمل من منظور وأهداف المالك أيا كان توجهه إما مع النظام أو معارضا له, وتعمل تلك القنوات علي تقديم وجهة نظر المالك الذي يتعاقد بدوره مع الإعلاميين الذين يخدمون مصالحه وتوجهاته ويعرضون وجهة النظر من منظوره, لذلك فالحيادية والموضوعية تغيب أيضا عن تلك القنوات لتصبح المحصلة انه لا صناعة إعلام حقيقية في مصر لان القنوات بعيدة عن الحيادية, علما بان القنوات الوحيدة المسموح لها بالتحيز بقدر ما هي القنوات الحزبية فقط وهي غير موجودة علي مستوي الفضائيات في مصر ومجملا لا يوجد في مصر القناة التي تقدم الحقيقة كاملة وبشكل محايد ومالك القناة يمارس علي العاملين في قناته الرقابة لتحقيق الحرية من وجهة نظره هو, وتقول الكاتبة الأمريكية دوان برادلي الحرية الحقيقية للإعلام هي حرية أصحاب وسائل الإعلام وليس حرية الإعلاميين.