مطار القاهرة يحتفل باليوم العالمي للبيئة ويؤكد التزامه بالاستدامة    أسعار اللحوم اليوم الخميس 5-6-2025 في الأسواق ومحال الجزارة الدقهلية    استشهاد 3 صحفيين في قصف الاحتلال لساحة المستشفى المعمداني بمدينة غزة    مواعيد مباريات اليوم في تصفيات آسيا المؤهلة لكأس العالم والقنوات الناقلة    معلق مباراة الزمالك ضد بيراميدز اليوم في نهائي كأس مصر    من 9 ص وحتى 5 م وب5 جنيهات فقط.. حدائق وزارة الزراعة تستقبل زوار عيد الأضحى بخطة شاملة    اليوم وغدا.. نجوم الإعلام ضيوف معكم منى الشاذلي على قناة on    الأمم المتحدة: لا يجب أن يدفع الفلسطينيون حياتهم ثمنا للغذاء    يديعوت أحرونوت تزعم: الجيش عثر على جثتين من الأسرى الإسرائيليين في عملية سرية بغزة    "التنظيم والإدارة" يكشف موعد إعلان باقي مسابقات معلم مساعد لمعلمي الحصة    تزامنًا مع موسم الحج، سعر الريال السعودي اليوم الخميس 5 يونيو 2025    استعدادات مكثفة لاستقبال عيد الأضحى بكافة القطاعات الخدمية بالمنصورة (صور)    عاشور: مصر تشهد طفرة نوعية في التعليم الجامعي ولدينا 128 جامعة    الأعلى لتنظيم الإعلام يتخذ إجراء عاجلًا بشأن شكاوى نوارة نجم وياسمين رئيس    المظلات ضرورية للوقاية من ضربات الشمس، الصحة السعودية تصدر تعليمات مهمة للحجاج يوم عرفة    رسالة طمأنة من الرعاية الصحية للمواطنين في عيد الأضحى    أسعار البيض بالأسواق اليوم الخميس 5 يونيو    تشكيل الزمالك المتوقع لمواجهة بيراميدز في نهائي كأس مصر    «ناقد رياضي»: الزمالك استقر على تصعيد ملف زيزو إلى الفيفا    اليوم .. الأهلي يبدأ معسكره المغلق في ميامي استعداداً لمونديال الأندية    الهلال يتعاقد مع المدرب الإيطالي إنزاجي    حجم الاستثمارات والتبادل التجاري بين مصر والإمارات، السيسي وبن زايد يبحثان تعزيزها    بالرابط ورقم الجلوس.. نتيجة الصف الثالث الإعدادي محافظة كفر الشيخ الترم الثاني 2025 (فور ظهورها)    إصابة 5 أسخاص في حادثين منفصلين بالوادي الجديد    ضيوف الرحمن يتوافدون إلى صعيد عرفات لأداء ركن الحج الأعظم    «مسجد نمرة».. منبر عرفات الذي بني في مكان خطبة الوداع    إيلون ماسك يهاجم خطة ترامب الضريبية: "إفلاس أمريكا ليس مقبولًا"    عائلات الأسرى الإسرائيليين: لا حاجة لانتظار 608 أيام أخرى لاستعادة ذوينا    الدفاع الأوكرانى: أوكرانيا ستتلقى 1.3 مليار يورو من حلفائها العام الجارى    صلاح الجهيني عن فيلم «7 Digs»: «الحبايب كتير ومستني جدًا أتفرج عليه»    «اللهم اجعلني من عتقائك».. أدعية مستجابة لمحو الذنوب في يوم عرفة    فيفا: الصفقات الجديدة شعار قائمة الأهلى فى كأس العالم للأندية    رئيس جامعة العريش يهنئي السيسي بعيد الأضحى المبارك    مسجد نمرة يستعد ل"خطبة عرفة"    إلى عرفات الله، قصة قصيدة بدأت برحلة هروب واعتذار شاعر وانتهت بصراع بين مطربتين    «البحر الأحمر» ترفع درجة الاستعداد لاستقبال عيد الأضحى    موعد صلاة عيد الأضحى 2025 في القاهرة والمحافظات    موعد أذان المغرب اليوم في القاهرة والمحافظات يوم عرفة.. هنفطر الساعة كام؟    زلزال بقوة 5.7 درجات يضرب بنما ولا تقاريرعن وقوع أضرار    الولايات المتحدة تعلن اعتقال قيادي داعشي    عالم أزهري: أفضل أيام العشر يوم النحر يليه يوم عرفة    شريف بديع ل الفجر الفني: كنت شاهد على تحضيرات ريستارت..ورسالته مهمه وفي وقتها ( حوار)    تهنئة عيد الأضحى 2025 رسمية مكتوبة    فضل الدعاء في يوم عرفة.. أمين الفتوى يوضح    فرصة تعيين جديدة.. «التعليم» تفتح باب التقدم ل 9354 و ظيفة معلم مساعد في اللغة الإنجليزية بجميع المحافظات    «بعد توافد الحجاج على جبل عرفات».. كيف يقضي الحاج يومه في أعظم أيام الحج؟    محافظ قنا يستقبل وفدًا من مطرانية الأقباط الأرثوذكس للتهنئة بعيد الأضحى    عيد الأضحى موسم للتواصل مع الناخبين.. الأحزاب تسابق الزمن استعدادا للانتخابات    «اصبر أحنا مطولين مع بعض».. محامي زيزو يتوعد عضو مجلس الزمالك بعد واقعة الفيديو    المصرية للاتصالات WE تطلق رسميًا خدمات الجيل الخامس في مصر لدعم التحول الرقمي    الإفتاء تحسم الجدل.. هل تسقط صلاة الجمعة إذا وافقت يوم العيد؟    بعد ارتفاع عيار 21 لأعلى سعر.. أسعار الذهب اليوم الخميس 5 يونيو بالصاغة محليًا وعالميًا    نجاح أول جراحة لاستبدال الشريان الأورطي بمستشفى المقطم للتأمين الصحي    صحة الإسكندرية ترفع درجة الاستعداد القصوى خلال إجازة عيد الأضحى    "عاد إلى داره".. الرجاء المغربي يعلن تعاقده مع بدر بانون    القائد العام للقوات المسلحة ووزير خارجية بنين يبحثان التعاون فى المجالات الدفاعية    نجاة السيناريست وليد يوسف وأفراد أسرته من حادث سير مروع    فوائد اليانسون يخفف أعراض سن اليأس ويقوي المناعة    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



أعلام الجلاليب البيضاء.. خطوة للأمام.. أم عودة إلى الخلف؟
نشر في الأهرام العربي يوم 07 - 01 - 2012

سؤال طرحناه على خبراء الإعلام والمسئولين بالقنوات الفضائية ربما تضعنا إجابته على شاطئ الاستقرار، حتى يتسنى لنا استقراء المشهد الإعلامى فى الفترة المقبلة، وحتى يستريح من فى عقله فكر وفى قلبه رعب من المسئولين عن القنوات الفضائية والعاملين فيها.
د. محمود خليل عندما طرحنا عليه السؤال احتكم إلى الدستور المزمع صياغتة هل ينتصر للنظام البرلمانى أم الرئاسى؟ فإذا انتصر للبرلمانى فلا شك أن ذلك يعنى قيام دولة الإسلاميين لأنهم يمثلون النسبة الأكبر من أعضاء مجلس الشعب المقبل ، وسوف تترتب على حكم الإسلاميين فى مصر تحولات جذرية فيما يتعلق بنواحى الحياة المختلفة ومن بينها الحياة الإعلامية ، فأتصور أن كثيرا من عناصر الإعلام الحكومى سواء كانت قنوات تليفزيونية أم صحفا قومية ستظل قائمة كما هى، بل ستزيد لتعبر عن الدولة الجديدة ، أما في الدول العربية أمثال تونس واليمن والمغرب فأتوقع أن تتحول وظائف الإعلام الرسمى إلى لعب دور دعائى لصالح من يجلسون على كرسى السلطة ، وهذا دأب المنظومة الإعلامية القومية ،
فهى دائما ترفع شعار « مات الملك يحيا الملك الجديد « وأضاف: كما ليس من المستبعد تجنيد القنوات الحكومية حتى تطلق لحيتها لتتحدث عن أصحاب اللحى الذين يحكمون ، وهذا هو طابع الإعلام الرسمى منذ نشأته وحتى الآن ، فهو دائما يلعب مع أى سلطة جديدة ويسقط الجوانب المهنية ، وفى مصر على وجه التحديد فعل الإعلام ذلك فى عهد الرئيس السابق مبارك وفعله طيلة العام الحالى ، حيث كان المجلس العسكرى مركز السلطة، أما بالنسبة لشكل الإعلام الخاص فى البلدان العربية التى هب عليها الربيع العربى ، فأتوقع أن ينتعش خلال الفترة المقبلة،
لأن الفكر الاقتصادى الذى يحكم الإسلاميين فى كل مكان هو فكر تجارى لا يعتمد على إنتاج صناعى أو زراعى، وأن الإعلام بالنسبة إليهم هو شكل من أشكال الاستثمار، وبالتالى فالصناعة التى سوف تنتعش فى عصر الإسلاميين هى صناعة الكلام ، والنافذة الأساسية التى تحتوى على ما يسمى بصناعة الكلام هى النوافذ الإعلامية الممثلة فى القنوات الفضائية ، وأضاف خليل : سيكون لرجال الأعمال الإسلاميين نصيب أوفر فى امتلاك القنوات المختلفة ، والدليل على ذلك التجربة السعودية وهى دولة محكومة بفكر سلفى، فسنجد أن المساهمين فى صناعة الإعلام السعودى هم رجال أعمال ، ولا بد أن نلتفت إلى أن صناعة الإعلام هى جزء من صناعة أكبر وهى صناعة الترفيه وأن هذه العدوى انتقلت الى رجال الأعمال المصريين .
أما د منال أبو الحسن أستاذ الإعلام بجامعة الأزهر فتوقعت إلغاء وزارة الإعلام ، وتغيير الهيكل الأساسى لها من خلال إنشاء مؤسسة أو هيئة بديلة للوزارة تضم عددا محدودا من القنوات كصوت للدولة والاستغناء عن باقى القنوات الأخرى وألا يحصل إعلام الدولة على النصيب الأكبر من الاهتمام ، كما سيعمل التيار الدينى على تحقيق منظومة الإعلام الحقيقية والممثلة فى التواصل مع الجمهور والمسئولين ، والتواصل مع المتخصصين بما يحقق التوازن فى المعلومات والموضوعية ، خصوصا أنه قبل الثورة كان يتم استعراض أصحاب المشكلات فقط ،
وأضافت أبو الحسن : سيعمل التيار الإسلامى على إحداث تنمية إعلامية حقيقية متكاملة وسوف يخدم ذلك كل مؤسسات الدولة ، أيضا تركيز الإعلام على الرموز الحقيقية للدولة ، وسيتم تكريم أصحاب الأعمال الإنمائية بعد أن كانت تعطى لأسماء بعينها دون أن تقدم شيئا مفيدا للبلد، على أن يكون الجمهور عنصر أساسى من عناصر منح الجائزة ، كما أتوقع أن تكون هناك نقابة للإعلاميين وميثاق شرف إعلامى يوقع عليه كل الإعلاميين ، لذلك لست متخوفة على الإعلام من الإسلاميين لأن الرقابة التى سيفرضونها على الإعلام ستكون فيما يخص انتهاك عادات وتقاليد المجتمع وليس فى حرية الرأى ومناقشة القضايا السياسية أو انتقاد أداء المسئولين ، وفيما يخص الدول العربية التى تحررت من الطغاة الذين كانوا يحكمونها ، فأرى أن حرية الإعلام فيها ستشهد تطورا ملحوظا فى الفترة المقبلة وخصوصا فى الإعلام الخاص بشكل أسرع مما سيحدث فى مصر .
استقطاب الكفاءات د. محرز غالى أستاذ الإعلام بجامعة القاهرة، أكد أن التيار الإسلامى لن يضيف جديدا للإعلام فيما يتعلق بنمط الملكية وشكل الإدارة ، ولن يكون هناك فارق عن الأعوام الماضية ، كما لن يغير شيئا فى ملف الصحافة القومية والإعلام الحكومى والذى لن يحل إلا من خلال أبناء نفس المهنة، ولكن سوف يسمحون بتوسع الإعلام وإنتشار القنوات ، كما سيحاول الإسلاميين التدخل قدر الإمكان فى إعادة تشكيل وتوفير السياسات التحريرية والإعلامية لوسائل الإعلام المملوكة للدولة لتصبح أكثر قربا لفكرهم وتوجهاتهم، وسوف يحاولون فرض وصاية على الإعلام أقرب لنظام الحزب الوطنى، وأضاف محرز: سيتمسكون بكل وسائل الإعلام المملوكة للدولة لأنهم مدركون أنها أدوات مهمة فى التأثير بالرغم من تراجعها فى الفترة الأخيرة ، لكنهم يعلمون مدى استثماراتها وسيعملون على إعادة تأهيلها مهنيا لتتوافق مع فكرهم وتصوراتهم الفكرية والأيديولوجية، كما سيعملون على اجتذاب العاملين فيها لينضموا إلى صفوفهم، أما بالنسبة للإعلام الخاص فأتصور أنهم سوف يتركون الفرصة لرجال الأعمال الإسلاميين لامتلاك حصص وأسهم فى القنوات الخاصة وإنشاء قنوات خاصة بهم ، كما سيعطون الفرصة أيضا لرجال الأعمال الليبرالين لإنشاء قنوات جديدة كشكل من أشكال الديمقراطية ، ورغم كل ذلك أتوقع أن يضعوا ضوابط اقتصادية وإعلامية من خلال منظور يعطيهم حق التدخل فى السياسات الإعلامية للقنوات الخاصة وقتما يريدون،
وفى الدول العربية أتصور أن الأمر فيها أقرب الى الوضع فى مصر من حيث استخدام الحكومة للإعلام الرسمى فى تجميل صورتها ومحاولات رؤسائها السابقين فى تقييد حرية الرأى والتعبير، وأن المرحلة المقبلة لها ستشهد ازدهارا أيضا لكل وسائل الإعلام . د. ماجدة باجنيد، أستاذ الإعلام فى الجامعة الكندية توقعت أن يقوم التيار الدينى فى أى دولة عربية بضبط إيقاع البرامج وأى محتوى إعلامى أو انفلات أو تجاوزات غير مقبولة بالنسبة للمجتمع المصرى ، وأرى أنه يجب على الشعوب التى اختارتهم أن تعطيهم الفرصة ليروا ماذا سيقدمون لهم وعدم الخوف منهم بهذا الشكل ، خصوصا لأنهم إذا أخطأوا سيلاقون نفس مصائر السابقين ، أما بالنسبة للإعلام الحكومى فأرى أنه يصعب الحكم علية لأسباب كثيرة ، منها أن العاملين فيه عملوا لسنوات طويلة تحت أنظمة ديكتاتورية كان همها الأساسى تجميل صورتها أمام الشعب بأى وسيلة ،
لذلك أتصور أنه لا يمكن الحكم عليها إلا بعد مرور عام على الأقل . وتقول د. ليلى عبد المجيد: هذا الأمر يصعب توقعه لأننا أمام احتمالين الأول لو أقر الإسلاميين دستور البلاد كدولة مدنية بعيدة عن الدين سيكون هناك تطور للإعلام والإبداع لأنها حقوق عامة تم التأكيد عليها فى تونس ومصر ، والسيناريو الآخر هو أنهم لو حاولوا التدخل فى الإعلام فيما ينشر أو لا ينشر فأظن أنه ستكون هناك معركة شرسة بينهم وبين الإعلاميين ، والذين لن يعطوا الفرصة لأحد فى انتزاع حقوقهم ، وهذا كان واضحا فى عهد الرئيس السابق الذى كان يعمل على تقييد حرية الإعلام لكنه لم ينجح بشكل كبير ، وأضافت عبد المجيد : كل ما نريده فى الفترة المقبلة هو الخروج من حالة الفوضى وأن نتوافق على قيم مجتمعنا وعدم جرنا للوراء، فضلا عن أن جميع الأديان تنص على أن الحرية مكفولة للجميع .
المهنية أولاً ومن الخبراء إلى المسئولين والمذيعين، حيث أكد د. محمد خضر مدير قناة دريم أن سياسة القناة لن تتأثر بصعود التيارات الإسلامية لأنها تنتهج منذ انطلاقتها خطا واحدا هو المهنية وعرض جميع الآراء بحيادية تامة، كما أن ضيوف برامج القناة يمثلون كل التيارات دون استثناء ولا يمكن أن تقصي دريم أي أحزاب تمثل شريحة معينة من المجتمع المصري. وردا علي سؤال خاص بشكل برامج المنوعات خلال الفترة المقبلة أوضح خضر أن القناة تنتج برامج منوعات راقية لا تتضمن إسفافا أو عريا ولذلك فإنه لا ينشغل كثيرا بشكل القوي السياسية التي تحكم مصر لأنه يركز فقط في تقديم إعلام محترم يخدم المشاهد المصري والعربي. المهندس محمد مراد أحد ملاك قناة التحرير وجهة نظره قريبة من وجهة نظر خضر، حيث أكد أن شعار القناة منذ البداية واضح وصريح وهو تحرير العقول ولا يمكن لفصيل أو آخر أن يغير الخط البرامجي لقناة التحرير التي ستعرض كل ما يدور من أحداث في الشارع المصري بحيادية شديدة ولا يمكن أن تكون قناة التحرير ليبرالية فقط أو إسلامية فقط ومن حق المشاهد علينا أن نكون حياديين وموضوعيين. وقال مراد إن قناة التحرير لا تعتمد بشكل أساسي علي برامج المنوعات ونفس الحال بالنسبة للبرامج الدينية، حيث تعرض قناة التحرير برنامجا دينيا يوم الجمعة فقط من كل أسبوع وهذه الخريطة البرامجية لن تتغير في عام 2012 فشكل القناة وسياستها ومنهجها سيظلون ثابتين.
المذيعة هبة الأباصيري لها تحفظ علي المخاوف التي تنتاب بعض الإعلاميين من تصاعد التيارات الإسلامية، حيث قالت إنه ينبغي علي الجميع التريث وانتظار مواقف هذه التيارات من شكل ومضمون ما يقدم في الإعلام التليفزيوني المصري وعندها ستكون هناك وقفة ولكن ما يحدث الآن ما هي إلا استنتاجات ومخاوف لا أساس لها. هبة رأت أن الإعلام المصري لا يمكن أن يعود للوراء وسياسة الإقصاء والمنع مرفوضة تماما في الفترة المقبلة لأن مبادئ ثورة يناير ترفض محاصرة الإعلام وتكميم الأفواه والتدخل في سياسته، كما أن الشعب المصري كله ضد الابتذال والإسفاف وإذا كانت التيارات الإسلامية ستنتهج سياسة تنقية الفضائيات من أي فساد أو عري فأهلا وسهلا، ولكن إذا كان التدخل في موضوعات متعلقة بحريات الإعلام فهذا الأمر مرفوض تماما. هبة أكدت أنها لن تتوقف عن تقديم برامج تستضيف فيها نجوم الفن أيا كانت الظروف فهي مقتنعة كثيرا بدور الفن الراقي في الارتقاء بالذوق العام وأيضا أهمية الموضوعات التي تناقشها الأفلام والمسلسلات والتي تعكس واقع المجتمع المصري بحيادية تامة.
الفنانة صابرين ، أحدث الفنانات اللاتى اتجهن لتقديم البرامج، أوضحت أنها سعيدة لنيلها ثقة المشاهد بمختلف ميوله والالتزام في الإعلام التليفزيوني أمر طيب وفي مصلحة الجمهور والإسفاف لابد أن يتوقف بأي طريقة حتي لا نهدم القيم والأخلاقيات في نفوس الأجيال الجديدة. صابرين رحبت بالإسلاميين الذين يدركون قيمة الإعلام في حياة المصريين وينبغي علي كل أفراد الشعب المصري مساندة الفن والإعلام الهادف ومحاربة كل من يروج للفساد الأخلاقي، وهذا الأمر غير مرتبط بوجود قوي التيارات الإسلامية في مناصب قيادية أو وجود قوي أخري لأنه لا يوجد عاقل يكره الخير لبلده.
قلق بين السينمائيين إذا كان هناك ثمة تفاؤل بمستقبل الإعلام فى ظل هيمنة التيار الإسلامى على الساحة السياسية، فالوضع بالنسبة للسينمائيين على النقيض. المخرج والسيناريست “داود عبدالسيد" أبدل تخوفه على صناعة السينما المصرية التى يعمل بها عدد كبير والخوف من علامات يخشى داود أن تكون على طريق النهاية ، فالسينما كما يراها القوة الناعمة لمصر والتى عن طريقها تم نشر الثقافة المصرية فى الخارج ، لذلك يرى أن على جميع المبدعين أن يقاتلوا فى سبيل الإيمان بموقفهم الذى يخدم الثقافة المصرية والعربية ، وبالنسبة للوقت الحالى فهناك مراوغة - والكلام لعبدالسيد - من التيار الإسلامى عند الحديث صراحة فى بعض الأمور بدليل أن نائب المرشد السابق الدكتور «محمد حبيب « عندما قال فى مؤتمر صحفى بنقابة الصحفيين إنه يحب صوت أم كلثوم هوجم بضراوة وقامت الدنيا ولم تقعد وفى اليوم التالى تراجع عن تصريحه، وقال إن ذلك عندما كان فى فترة الشباب ، أيضاً كلمة قيم المجتمع هى كلمة مطاطة لابد من تحديدها فما أراه متاحا قد يراه غيرى خارجا عن المألوف لذلك لابد من النقاش بصراحة دون مواربة ،
فعندما تتدخل قوة معينة فى فرض قيم تتنافى مع حرية الفن فسيكون هناك خلاف بيننا ، لأنى أخشى أن نتحول للنموذج الإيرانى الذى بدأ وكأنه مع الفن الهادف ثم انتهى بأن معظم المخرجين المتميزين هاجروا للخارج ومن بقى منهم أصبح خلف القضبان مثلما حدث مع «جعفر بناهى « الذى يدعى لمهرجان « كان « ثم يترك مقعده خاليا فى دلالة على تضامن المجتمع الدولى معه ، لذلك فالرؤية العامة للفن والثقافة فى المرحلة المقبلة تحت حكم التيارات الإسلامية غير واضحة حتى الآن . أما السيناريست وليد سيف، فأكد أن صعود التيار الإسلامى لا يزعجه بشكل كبير لكن يزعجه هذا الكم من التيارات الرجعية التى تحارب الفن بكل الأشكال ، ويضيف.. علينا أن نعترف بوجود مشكلة فى طبيعة المنتج الذى نقدمة ونقول عليه إنه فن، لأن الفن الهابط الذى يقدم منذ ثلاثة عقود أعطى الفرصة للجميع أن يهاجموا السينما ، لذلك علينا أن نرتقى أولاً بما نقدمه ثم نطلب من الدولة ان تقف بجوار السينما وتنهض بها فمن غير المعقول أن تتعامل الدولة مع السينما على أنها ملهى ليلى وتضع ضرائب غير طبيعية على تصوير بعض المشاهد فى الأماكن العامة ،
أما موضوع التيار الإسلامى وهيمنته على الساحة ، فلابد أن يعرف هذا التيار أن الفنون والثقافة عموماً لها متخصصون هم من يناقشون أمورهم لأن الإبداع طاقة لا تحتاج رقابة طالما بها المواصفات المتكاملة ولا تقبل الكلام سوى من أبناء المهنة أو المهتمين بها فمثلا عند مناقشة جزئية معينه داخل سياق درامى من الممكن أن نتوصل لحل يبحث طرح وجهتى النظر ثم نأخذ بالأفضل ، أما أن يقول لنا أحد استبعد هذا الفيلم لأن موضوعه حرام ففى هذه الحالة علينا أن نقف فى وجه الرجعية وندافع عن وجهة نظرنا بكل الطرق المتاحة حتى لا نعطى فرصة للعودة إلى الظلام مرة أخرى .
أما السيناريست « بشير الديك « فعلق قائلاً: لدينا بعض القلق من هيمنة التيارات الإسلامية لأنهم يطلقون إشارات غير مطمئنة بالنسبة للمبدعين فكل يوم نسمع تصريحاً عن شىء معين، ثم نجد له نفياً قاطعاً فى اليوم التالى ،
لكن الأهم بالنسبة لى هو كيفية فهم هؤلاء الناس وتقديرهم للعمل الفنى لأن الفنان قد يضطر لمناقشة بعض القضايا بشكل جرىء حسب متطلبات العمل ساعتها نحتاج لشخص يعى مبادئ العمل الفنى حتى نناقشه فى الموضوع لا نريد من يقول لنا هذا حرام، وهذا حلال بشكل مطلق ، وفى نفس الوقت لابد أن نصلح من قيمة العمل الذى نقدمه حتى لا نعطى للآخرين فرصة ليقول إن هناك أعمالا رديئة تخدش الحياء العام ، وأضاف « الديك « على المبدعين أن يتوحدوا للوقوف فى وجه من يحاول فرض سيطرته على أعمالهم لأن مصر كانت وستظل بؤرة الثقافة فى العالم العربى ولن ترضى بغير هذه المكانة مهما حدث .


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.