أحداث منطقة الخصوص الطائفية، التي اندلعت بين المسلميين والمسيحيين،والاشتباكات التي دارت أمام الكاتدرائية بالعباسية، أثناء تشييع جثامين الشباب القبطي، كشفت عن غياب أجهزة الدولة خاصة رجال الشرطة، وإخفاق مؤسساتها في القيام بدورها، وعدم قدرتها على احتواء الأزمة وإدارتها بالحنكة والحكمة المطلوبة. الفتن الطائفية، تكون دائما أرض خصبة للشائعات والإدعاءات الكاذبة، وهو ما اتضح جاليا، من خلال ما ردده بعض الأخوة الأقباط، بأن الكنسية تم حرقها من قبل المسليمن، الأمر الذي أدي إلى تأجيج غضبهم للدفاع عن مكان عبادتهم .. وفي الوقت ذاته إزداد الأمر لهبا وإشعلا، عندما تم استخدام مكبرات الصوت في أحد المساجد، لحث المسلمين على الجهاد دون عقلانية، أدى إلى الاعتداءات على ممتلكات الخاصة بالمسيحيين في المنطقة. المؤكد ان استخدام الشعارات الدينية ستزيد من اشتعال نيران الفتنة الطائفية في ظل الجو الملبد بالضباب بين المسلمين والمسيحيين .. ولكن من المستفيد من هذه الأحداث؟ .. ولماذا لم تتحرك الحكومة بسرعة لاحتواء الأزمة؟ ..وأين دور المؤسسات الدينية الإسلامية والمسيحية؟ .. وأين مبادرات الأزهر والكنيسة لإحتواء هذه الأزمة؟ .. وهل يتراجع مجلس الشوري عن اصدار قانون اباحة استخدام الشعارات الدينية في الانتخابات البرلمانية المقبلة؟. تتحمل مؤسسات الدولة، بما فيها مؤسسة الرئاسة مسئولية الأحداث، بسبب عدم تحركها منذ بداية الواقعة، وتركها للأمور تتصاعد وتلتهب بين الجانبين، الأمر الذي أدى إلى مقتل عدد من الشباب القبطي ومسلم وإصابة أخرين. لابد من الانتباه، لمخاطر الفتنة الطائفية، التي تشتعل الآن في مصر، لأنها قد تقسمها،كما حدث في السودان، وأصبحنا أمام دولتين السودان وجنوب السودان، وما يحدث حاليا في العراق، من محاولات لتقسيمها إلى ثلاث دويلات، على أساس عرقي وطائفي ... إلخ. إذاًالمطلوب نشر روح التسامح والمحبة، التي حثت عليها الديانات السماوية، وإذكاء روح التسامح بين المسلمين والمسيحيين، واستخدام خطاب ديني معتدل ومتوازن، وثقافي وتعليمي تنويري، في المساجد والكنائيس، واقتلاع جذور الاحتقان، وقيام الدولة بمبادرات للقضاء على الأسلحة المنتشره حاليا، بشكل كثيف في مناطق مصر المختلفة، وهو ما رأيناه في تلك الأحداث وما نراه في أي اشتباكات في أنحاء الجمهورية، والضرب بيد من حديد على يد من يحمل سلاحا، والمعاقبة الصارمة لكل من يقوم بالتحريض، وتفعيل دولة القانون. [email protected] لمزيد من مقالات عماد الدين صابر