سيمنز الألمانية تكشف موعد تسليم أول قطار كهربائي سريع ل مصر    مقتل ضابط ومجندين إسرائيليين خلال معارك شمالي قطاع غزة    قائمة الترجي التونسي لمواجهة الأهلي بإياب نهائي أبطال إفريقيا    الأرصاد الجوية تكشف موعد انكسار موجة الحر    مجلس أمناء مكتبة الإسكندرية: إنشاء دار للابتكار والمعرفة.. ومجمع ارتقاء للثقافة والفنون    عرض آخر حلقتين من مسلسل البيت بيتي 2 الليلة    رامي رضوان يهنئ زوجته دنيا سمير غانم على فيلمها الجديد روكي الغلابة    أمين الفتوى يوضح أفضل أعمال العشر الأوائل من ذي الحجة: هذا اليوم صيامه حرام    الكشف عن ملعب نهائي دوري أبطال أوروبا 2026    إعلام إسرائيلي: صفارات الإنذار تدوي في مستوطنات شمالي الأراضي المحتلة    برلماني: مصر تمارس أقصى درجات ضبط النفس مع إسرائيل    انتبه- 8 أعراض للسكري تظهر على الأظافر    مراقبة بدرجة أم.. معلمة بكفر الشيخ "تهوي" للطالبات في لجنة الامتحان "فيديو"    كيليان مبابى يتوج بجائزة هداف الدورى الفرنسى للمرة السادسة توالياً    سام مرسي يفوز بجائزة أفضل لاعب في دوري القسم الثاني بتصويت الجماهير    تقارير| بوتشتينو يدخل اهتمامات اتحاد جدة    قيادى بحماس: حملات إسرائيل استهدفت قطر بالأمس القريب واليوم تبدأ على مصر    اتحاد الكرة يكرم حسن وسامي بعد ظهورهما المشرف في كأس الأمم لكرة الصالات    وزير الري يشارك في جلسة "نحو نهج عالمي واحد للصحة" بمنتدى المياه.. صور    وزارة الصحة تقدم نصائح للحماية من سرطان البروستاتا    موعد وقفة عيد الأضحى وأول أيام العيد 2024    6 يونيو المقبل الحكم بإعدام المتهمة بقتل طفلتيها التوأم بالغردقة    ضبط المتهمين باختطاف شخص بسبب خلاف مع والده فى منطقة المقطم    الجارديان: وفاة رئيسي قد تدفع إيران لاتجاه أكثر تشددًا    إقبال متوسط على انتخابات الغرف السياحية.. والقوائم تشعل الخلافات بين أعضاء الجمعية العمومية    وزير التعليم العالي يبحث مع مدير «التايمز» تعزيز تصنيف الجامعات المصرية    رئيس هيئة تنمية صناعة التكنولوجيا: التصميمات النهائية لأول راوتر مصري نهاية العام    تضامن الفيوم تنظم قوافل طبية تستهدف الأسر الفقيرة بالقرى والنجوع    لمواليد برج الجوزاء.. توقعات الأسبوع الأخير من شهر مايو 2024 (تفاصيل)    وزير الصحة يفتتح الجلسة الأولى من تدريب "الكبسولات الإدارية في الإدارة المعاصرة"    مجلس الوزراء يبدأ اجتماعه الأسبوعي بالعاصمة الإدارية لبحث ملفات مهمة    اتصالات النواب: البريد من أهم ركائز الاقتصاد الوطني وحقق أرباحا بمليار و486 مليون جنيه    السكة الحديد: تخفيض سرعة القطارات على معظم الخطوط بسبب ارتفاع الحرارة    البنك المركزي يكشف عن وصول قيمة أرصدة الذهب لديه ل448.4 مليار جنيه بنهاية أبريل    مسابقة 18 ألف معلم 2025.. اعرف شروط وخطوات التقديم    فرقة طهطا تقدم "دراما الشحاذين" على مسرح قصر ثقافة أسيوط    عاجل..توني كروس أسطورة ريال مدريد يعلن اعتزاله بعد يورو 2024    أدعية الحر.. رددها حتى نهاية الموجة الحارة    العمل تنظم فعاليات "سلامتك تهمنا" بالمنشآت الحكومية في المنيا    التصريحات المثيرة للجدل لدونالد ترامب حول "الرايخ الموحد"    أبرزهم بسنت شوقي ومحمد فراج.. قصة حب في زمن الخمسينيات (صور)    افتتاح ورشة "تأثير تغير المناخ على الأمراض المعدية" في شرم الشيخ    «مواني البحر الأحمر»: تصدير 27 ألف طن فوسفات من ميناء سفاجا ووصول 742 سيارة لميناء بورتوفيق    تريزيجيه جاهز للمشاركة في نهائي كأس تركيا    واشنطن بوست: خطة البنتاجون لتقديم مساعدات لغزة عبر الرصيف العائم تواجه انتكاسات    الأكبر سنا والمربع السكني.. قرارات هامة من «التعليم» قبل التقديم للصف الأول الابتدائي 2024    بإجمالي 37.3 مليار جنيه.. هيئة قناة السويس تكشف ل«خطة النواب» تفاصيل موازنتها الجديدة    للمرة الأولى منذ "طوفان الأقصى".. بن جفير يقتحم المسجد الأقصى    الصحة: برنامج تدريبي لأعضاء إدارات الحوكمة في مديريات الشئون الصحية ب6 محافظات    حفظ التحقيقات حول وفاة طفلة إثر سقوطها من علو بأوسيم    تعديلات جديدة على قانون الفصل بسبب تعاطي المخدرات    مصر والأردن    لأول مرة .. انعقاد مجلس الحديث بمسجد الفتح بالزقازيق    تعرف على مواقيت الصلاة اليوم الأربعاء 22-5-2024 في المنيا    رئيس جهاز مدينة 6 أكتوبر يتابع أعمال التطوير بالقطاعين الشرقي والشمالي    هل تقبل الأضحية من شخص عليه ديون؟ أمين الفتوى يجيب    إنبي: من الصعب الكشف عن أي بنود تخص صفقة انتقال زياد كمال إلى الزمالك    هل ملامسة الكلب تنقض الوضوء؟ أمين الفتوى يحسم الجدل (فيديو)    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



المفكر المسيحي د.جمال أسعد في حوار ل "عقيدتي " :
حادث الكاتدرائية خطير .. سيتم استغلاله في تدويل ملف الأقباط
نشر في عقيدتي يوم 16 - 04 - 2013

يعد المفكر المصري المسيحي الدكتور جمال اسعد صوت العقل والحكمة لأنه ¢ معجون بحب هذا الوطن ¢ وقول كلمة الحق من اجل رفعته تحت راية التسامح الديني ومن هنا تأتي اهمية الحوار معه حول الاوضاع الحالية وسلبياتها وكيفية معالجتها وخاصة بعد ان عادت الفتنة الطائفية تطل علينا من جديد لتهدد مسيرة الوطن وخاصة مع استغلال الاعداء لملف الفتنة الطائفية لتنفيذ مخططاتهم .. طرحنا عليه ما لدينا من اسئلة فكانت اجاباته عليها صريحة في هذا الحوار .
* رغم المعالجات المختلفة لملف الفتنة الطائفية قبل الثورة وبعدها إلا أن نار الفتنة مازالت تحت الرماد وتشتعل لأتفه الأسباب .. فما تقييمكم لهذه المعالجات وسبب فشلها؟
* * تكرار أحداث الفتنة اكبر دليل علي تكرار نفس المعالجة التقليدية التي لا تصل إلي حلول حقيقية لهذه الأسباب أولاً : أسباب الفتنة هي أسباب كثيرة ومتعددة ولا أستطيع القول ان الفتنة بدأت الآن . بل هي وليدة مناخ طائفي أدي إلي سلوك طائفي وهذا السلوك الطائفي أدي إلي عملية فرز طائفي وهذا الفرز الطائفي معناه التعاون علي أرضية ¢مسلم ومسيحي¢ وليست أرضية ¢مصري ومصري¢. وثاني الاسباب أن هذا المناخ هو سلوك طائفي ليس منذ عقود فقط بل منذ قرون وبالتالي ليس وليد اليوم . وكانت نتيجة هذا السلوك حدوث تمييز طائفي علي جميع المستويات الاجتماعية والاقتصادية والسياسية . وزاد الطين بلة أننا تركنا لهذه المواجهات والسلوك الطائفي والفرز الطائفي يستشري وأصبح الآن يتصاعد ويتكرر بشكل غير مسبوق في كل مشكلة عادية أو حتي أقل من عادية بين مسلم ومسيحي تتحول إلي مشكلة طائفية وتهدد بفتنة طائفية. هذا هو المناخ العام. وثالث الأسباب اننا اذا أضفنا إلي هذا المناخ العام المتراكم تاريخي الفوضي الخطيرة التي نعيشها الآن في مصر علي كل المستويات السياسية والاجتماعية والأخلاقية والقيمية وكل المستويات. هذه الفوضي أحدثت إسقاطاً للقانون وحلت مكانه القوانين الخاصة المبنية علي القوة الذاتية وأصبحت هي السائدة. وأصبح مبدأ القوة هو المبدأ السائد وأصبح كل فرد يأخذ حقه بعيداً عن القانون. لدرجة انه أصبحت محاصرة الأماكن الآن مثلما حدث في محاصرة المحكمة الدستورية والمحكمة الإدارية العليا ومدينة الإنتاج ووصل الامر لمحاصرة النيابة والأقسام للإفراج بالقوة عن الجناة والمجرمين وكذلك محاصرة القضاء لكي تحكم بما يريد المحاصرون. كل هذا أسقط القانون وأضاع هيبة الدولة وجعل الجميع يفعل ما يريد. وكل هذا جعلني أقتنع أن القانون لم يأخذ مكانته. هذا المناخ وتلك السلوكيات جعلت القضية الطائفية والملف الطائفي هو ملف خطير ويهدد بالخطورة علي سلامة الوطن. لأن هذا موجود في مصر وموجود في بعض المواقع الجغرافية التي لا تصل فيها العلاقة الإسلامية والمسيحية إلي المستوي اللائق.
مستقبل الوطن
* كيف تري التعدي علي المؤسسات الدينية من خلال اقتحام مشيخة الازهر والاعتداء علي الكاتدرائية؟
* * هذا تطور خطير جدا علي مستقبل الوحدة الوطنية وضياع هيبة المؤسسات الدينية التي تعد رمانة الميزان في هذا البلد المتدين ولهذا فإن اقتحام الأزهر بعد حادثة تسمم الطلبة أو يتم التعدي علي الكاتدرائية بعد أحداث الخصوص. وما سبق ذلك أحداث طائفية متراكمة لم يتم الفصل القانوني الحاسم فيها . ومن المؤسف ان تطور الوضع الي الإعتداء علي مؤسستين دينيتين هما رمز للوسطية وللمصرية وللتاريخ المصري. ويعتز بهما كل مصري سواء أكان مسلما أو مسيحيا . وهذا يدق ناقوس خطر بقوة ويعد لمبة حمراء تدعونا إلي أن نتوقف أمامها فوراً حيث ان المشكلة الطائفية بالذات هي ورقة يتم التعامل معها واستخدامها منذ قديم الزمان من كل أنواع الاستعمار للحروب الصليبية والحملة الفرنسية والاستعمار الإنجليزي والمخطط الصهيوني - الأمريكي الآن الذي يدعو إلي إعادة تخطيط المنطقة علي أسس طائفية وإنتاج سايكوس بيكو أخري.
مخاطر بالجملة
* فما هي مخاطر ذلك من وجهة نظركم باعتباركم تمثلون صوت الحكمة والعقل ؟
* * كل ما سبق ان قلته لابد أن نضعه في الاعتبار فمثلا عندما نأتي لنناقش أحداث الكاتدرائية. والتي تعد ورقة سهلة لمن يسوق للمشكلة القبطية أو من يتاجر بها. ومن يقول ان هناك اضطهادا ويدعو الأقباط إلي الهجرة واللجوء إلي دول أخري. وقد أدت هذه الاحداث الطائفية إلي أن إسرائيل تدعو لهجرة الأقباط إليها. وهذا موقف خطير جداً جداً. ولا يجب أن نتهاون مع من يدعو إلي تدويل القضية القبطية ومن طلب الحماية الدولية وطلب التدخل الدولي ومن يطالب بتقديم القضية القبطية إلي محكمة الجنايات الدولية. كل هذه المطالب والسلوكيات التي تستغل المشكلة القبطية ستستغل الاعتداء علي الكاتدرائية وتستغل كل هذا لتبرير التدخل الأجنبي وتبرير محاصرة مصر في ظل ظروف منتهي الفوضي التي يعيشها الوطن. هذا هو الخطر لابد أن ندرك أن هذه القضية ليست قضية مسلمين ومسيحيين ولكنها قضية من يريد أن يستغل كل هذا لتنفيذ مخطط استعماري خطير. لابد وأن ندرك وبالتالي لا مجال أن نترك الفرصة للتدخلات الأجنبية والمؤامرات الاستعمارية. لأن التدخلات والمؤامرات لا تأتي إلا من خلال استغلال المشكلات الموجودة ومنها المشكلة القبطية.
القانون هو الحل
* فما الحل الأمثل من وجهة نظركم ؟
* * لابد أن يتم الحل في إطار الدستور المنصف وليس الدستور الذي اختطف من جانب جماعة بعينها. فيجب علي الدستور ان يتحدث عن المساواة بين المواطنين دون نظر لمسلم ومسيحي ولكن كل مواطن مصري لابد وأن تحل مشاكله لابد وأن يكون هناك مواطنة. لابد وأن يكون هناك نظرة جديدة للإعلام وللتعليم وللخطاب الديني ولدور المسجد ودور الكنيسة ودور الأحزاب. ومن هنا أسأل : فمن هو المسئول؟. وأين مسئولية السلطة ومسئولية الحكومة؟. وانبه للمرة المليون: القضية أخطر من معركة بين مسلمين ومسيحيين. وأخطر من إلقاء حجارة علي الكاتدرائية. القضية سيتم استثمارها ضد مصلحة مصر بأقصي ما يمكن وأنا أحذر وأنذر ولقد أعذر من أنذر. هذه هي الخطورة التي يجب أن نقف أمامها جميعا ويكون تطبيق القانون بصرامة هو الحل لإقرار المواطنة حيث يكون الجميع امام القانون سوا.
الخطاب الديني
* أليس مطلوبا تغيير الخطاب الديني المتبادل؟
* * نعم بأن يكون الخطاب الديني في المسجد والكنيسة مركزا علي قبول الآخر. ولكن للاسف نحن نري الآن خطابا دينيا يرفض الآخر ويكفره وينتهك كرامته ودينه . فهل هذا سيحل مشكلة الملف الطائفي؟. وكذلك نري الآن التعليم مائة نوع. وبالتالي فهو تعليم لا يحدد ولا يدعم شخصية وهوية مصرية تجمعنا جميعاً. وكذلك الإعلام الآن يستغل المشكلة ويزيدها إشتعالاً. فأين الإعلام الذي يوحد المصريين ويعالج القضايا بهدوء؟ . وأين دور الأحزاب ؟. والأهم هنا : أين القانون ؟ . فمنذ وجود ما يسمي بفتنة طائفية. أتحدي لو كان هناك في حادثة واحدة قد طبق القانون علي أي جانب مسلم ومسيحي. وهذا هو الخطر الحقيقي. لأنه عندما يطبق القانون دون النظر إلي كون الجاني مسيحيا أو مسلما وكذلك المسئول أياً كان قدره وأياً كان موقعه أياً كان دينه. فيجب أن نضع حدودا لهذا. فالقانون هو الذي يجب أن يفعل ذلك . وهذا القانون هو مسئولية السلطة والحكومة. ورئيس الجمهورية ومسئولية الهيئة القضائية يعني التوازنات لا تصلح في مثل هذه القضايا. فالجميع مسئول والجميع مدان. ونريد إرادة سياسية حقيقية تستشعر خطورة هذا الوضع ونسعي جميعا لسلامة الوطن والمحافظة علي مصريتنا.
الدولة الفاشلة
* الا تري ان الدولة الرخوة حاليا زادت المشكلة؟
* * الدولة ليست دولة رخوة فقط ولكنها دولة فاشلة. لأن الدولة الرخوة كانت مرحلة وانتهت ودخلنا الآن تحت مسمي ¢الدولة الفاشلة ¢ وهذا هو الخطر عندما يعلي القانون الخاص وعندما لا يطبق القانون وعندما يكون هناك الأهل والعشيرة والقبيلة ويسقط الوطن والمواطنة ومطالب الشعب. تصبح الدولة بهذه الطريقة دولة فاشلة. لابد وأن نصارح أنفسنا. فالمشكلة مشكلة الجميع والوطن وطن الجميع والخطر خطر علي الجميع.
إذا تركت المشاكل تستشري وتتعمق وتتجزر. ستتطور وتصل إلي ما لا نريده ولا نتخيله. نحن دخلنا في عملية صراع أهلي نتيجة للاستقطاب والصراع السياسي بين القوي السياسية. وبين المعارضة والإخوان وبين السلطة وهكذا. وعندما ندخل في الملف الطائفي يكون الخطر أشد وأخطر ويكون الطريق إلي الحرب الأهلية اقترب وهذا كلام خطير.
تقييم الاخوان
* ما هو تقييمكم لأداء الاخوان وما يتعرضون له من انتقادات حادة تصل لدرجة التخوين ؟
* * من المؤسف ان الإخوان لم يوفوا بما وعدوا فمثلا قد وعدوا بأنهم لن يشاركوا ولن يغالبوا وغالبوا ووعدوا بأنهم لن يرشحوا رئيساً للجمهورية ورشحوا رئيس جمهورية. ومجدداً أن المناخ مواتياً لهم وأن الأحزاب القديمة والحديثة لم تؤت أكلها بعد ولم ترتبط بالشارع. وأنهم لديهم أرضية في الشارع من خلال شعارات ¢الإسلام هو الحل¢ والتعامل مع العاطفة الدينية للمواطنين. والخريطة الاجتماعية التي يقدمونها من خلال المواد العينية. كل هذا أغراهم بأن يصلوا للسلطة. وأنت اذا وصلت للسلطة ولم يكن لديك إمكانيات للحكم ولا أي معرفة للسلطة وقدرة علي إدارة السياسة والوطن . لابد وأن تؤمن بالمشاركة. لأنك بعد ثورة أسقطت نظاما ولم تكن أنت الوحيد الذي قمت بها وشارك فيها كل الشعب المصري. ويجب مشاركة كل أطياف المجتمع لكي نخرج من المرحلة الانتقالية التي نمر بها ولا تنفرد بالسلطة وحدك. ولا تبرر ذلك بصندوق أو غيره فلا توجد مبررات سياسية ولا قانونية للصندوق. ولكن الصندوق كان حجة والدليل أنهم أتوا إلي الحكم بالصندوق فليرونا ماذا فعلوا؟. فليرونا أين هي مبادئ الثورة ؟. يرونا كيف اكتسبوا مصداقية الجماهير التي آمنت بالثورة ؟. الم يجعلوا بعض هذه الجماهير تكفر بالثورة وتنادي برجوع حسني مبارك مرة أخري. هل هناك أخطر من ذلك.
آمالي في الاسلاميين
* ماذا كانت آمالك كوطني محب لهذا البلد بعد وصول الاسلاميين للحكم ؟
* * كنا نأمل بعد وصول الإسلاميين للسلطة أن تكون المشكلة الطائفية أول مشكلة يجب حلها وهم قادرون علي حلها أكثر من مبارك الذي كان يفقد شرعيته السياسية بالشارع. ولم يستطع حل مشكلات الأقباط خوفاً من الشارع الإسلامي الذي يمكن أن يتهمه بأنه ينحاز للأقباط علي حساب المسلمين. الآن الحكم الإسلامي هو الذي كان منوط به أن يحل مشكلات الأقباط لأنه يدعي أن له الأغلبية والشارع مسلم والشارع اختار الاسلام كحكم. وبالتالي كان يمكن عليه أن يقنع الأغلبية التي يمتلكها. بقيم الإسلام ومقاصده العليا العظيمة وقبول الآخر لأن هذا في صالح الإسلام. إما أن تحول النظام إلي اسلامي وتزيد المشكلة الطائفية . معني هذا أن العالم الخارجي والمؤامرات ستنتهز هذا وتقول ان الإسلام يرفض الآخر وينتهزون هذا للإساءة للإسلام وتقوي ما يسمي ب ¢الإسلامفوبيا¢. أن تسيء للإسلام لأنك تحكم باسم الإسلام. وأنت لا تطبق مقاصد الإسلام ولا قيم الإسلام.
الشعارات الدينية
* كيف تري استخدام الشعارات الدينية في الانتخابات البرلمانية القادمة بعد الحصول علي حكم قضائي بذلك؟
* * إباحة الشعارات الدينية في ظل الفوضي المعاشة الآن علي كل المستويات وفي ظل المناخ الطائفي الآن الذي وصلت أحداثه وحوادثه إلي الهجوم علي المؤسسات الدينية ولأول مرة في تاريخ مصر. يعني أن هذا الشعار هو الكبريت الذي يحرق الوطن. بل انه تقنين للطائفية وتقنين للفرقة والتشرذم والصراع الطائفي الذي في ظله سيدعو كل طرف إلي شعاراته الدينية وإلي عاطفته الدينية وتحدث الفرقة ونتحول إلي لبنان آخر. وكل هذا من أجل الوصول للسلطة والتحكم فيها وليذهب الجميع إلي الجحيم.
اصلاح الاخطاء
* معني هذا انك تري أن الوطن في خطر وفي طريقه - اذا لم تتم المعالجة لمشكلاته بحكمة وحزم - الي حرب أهلية ودينية.
* * من المؤسف أن هذه الاحداث والتطورات تتم في إطار الخطة التي تريد تفتيت مصر وتقسيم الشرق الأوسط وتنفيذ مخطط الشرق الأوسط الجديد. ونحن نتعامل وننشأ ونستقبل. فهذا كلام معلن. فماذا فعلنا لمواجهته ؟. للأسف لم نفعل شيئا. فهذا الكلام معلن منذ فترة. ففي شهر أكتوبر 2010. أعلن رئيس المخابرات الإسرائيلية أن إسرائيل استطاعت تفتيت العلاقة الإسلامية - المسيحية. بإسقاط هيبة الدولة حتي إن الذي يأتي بعد مبارك لا يجد دولة يحكمها. هذا الكلام معلن منذ فترة. هل توقف أحد عنده بجدية؟.
مؤامرة اسرائيلية
* * كيف تري دعوة اسرائيل الاقباط للهجرة اليها والحصول علي حق اللجوء ؟
* * هذا ما يحدث الآن من إسرائيل تجاهنا وهو تنفيذ للكلام المعلن والمعروف فماهي أسباب ذلك وماذا فعلنا لمواجهته . من المفترض أن يحاكم كل الناس المسئولين علي هذا. فإسرائيل طبعا تدخلت الآن لكي تزيد الفرقة وتزيد إشعال الطائفية بين المسلمين والمسيحيين. بقول ان الأقباط أصبحوا إسرائيليين زاعطائهم حق اللجوء اليها ومع عملنا جميعا ان إسرائيل ضد الوطن وبالتالي فإن من سيهاجروا إلي إسرائيل علي هيئة لجوء سياسي أوديني كلام خطير جداً. هذا يمشي في إطار إستغلال المشكلة القبطية. فعلينا أن نحل هذا المشكلة في إطار المصرية والوطنية داخل مصر. والمسئول عن هذا هو النظام والسلطة والرئيس. فهو المسئول دستوريا ودينياً وأخلاقياً.
بيت العائلة
* هل تري ان الشعارات التي يرددها المسئولون في ¢بيت العائلة¢ الذي يضم ممثلي الازهر والكنيسة اصبحت لا معني لها ؟
* * السياسة هي علم المجتمع. والسياسة ليست شعارات ولا كلام. عندما تحدثنا عن المشكلة الطائفية. وتحدثني عن ¢بيت العائلة¢. أقول لك كما بدأت كلامي. هذه المشكلة متراكمة منذ قرون وليست عقودا. وطوال هذه المدة كم خرجت وكم أعلنت من تنسيقيات ولجان ومن بيوت عائلة. ومن لجان وطنية وكل هذه المبادرات تموت قبل أن تولد. القضية أن هذه القصة وهذا الملف الخطير لايحتاج إلي بيت العائلة أو لجنة الوحدة الوطنية فقط وانما يتطلب امورا اخري معها . ويجب أن لا تكون كل هذه المبادرات موسمية. عندما تحدث مشكلة تظهر فجأة. فلابد وأن تكون هناك استمرارية في العمل علي مدار الساعة وأن يكون هناك لقاءات في الكنائس والمساجد وفي الشوارع والأزقة وليست باسم المسلمين والمسيحيين ولكن أنشطة مشتركة للمصريين في الأنشطة المشتركة علي المستوي الثقافي والاحتماعي والرياضي. هي التي تقرب بين البشر وتقرب الإنسان من الإنسان وتزيل الفوارق والحساسيات. ولكننا الآن كلّ في حالة يرفض الآخر ويرمي الخطأ علي الآخر. ولهذا فإن العمل المشترك في مختلف الميادين ليتعرفوا ببعضهم ويتقربوا من بعضهم ويزيلوا الحواجز ويزيلوا الحدود بينهم. هذا هو الدور الحقيقي الذي يجب ان يقوم به بيت العائلة.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.