«التعليم» تحسم موقف الطلاب غير المستلمين ل«التابلت» من الامتحانات    الحكومة: وقف تنفيذ قطع الكهرباء عن الكنائس خلال احتفالات العيد    انطلاق امتحانات النقل الأزهرى للمرحلتين (الابتدائية - الإعدادية) بمعاهد مطروح الأزهرية    تعرف على سعر جرام الذهب عيار 21 اليوم 20 أبريل 2024    محافظ دمياط: نتعاون مع «الإسكان» لتحقيق محاور الاستراتيجية التنموية    الزراعة: 15 توصية لمربي ومنتجي الثروة الحيوانية والداجنة    شعبة المخابز: غدا تطبيق مبادرة خفض أسعار الخبز السياحي    القابضة للمياه: المخطط العام ركيزة أساسية للتطوير لضمان مستقبل مستدام للخدمات    دعاء عبدالهادي: العالم لديه ثقة في الاقتصاد المصري ويدرك الفرص الواعدة المنتظرة    أسيوط تستعد لتنفيذ المرحلة الثالثة من الموجة ال 22 لمواجهة البناء المخالف    شكري‬⁩: ⁧‫مصر‬⁩ ستواصل جهودها من أجل التوصل إلى وقف فوري لإطلاق النار في غزة    حذرنا مرارا وتكرارا.. سامح شكري: قلقون من التصعيد القائم في المنطقة    الإعلام الأمني العراقي: تشكيل لجنة فنية عليا للتحقيق في أسباب الانفجار بمعسكر كالسو    دخول 250 شاحنة مساعدات لغزة واستقبال أعداد من الجرحى والحالات الإنسانية    تونس تؤكد دعمها للشعب الفلسطيني في الحصول على حقوقه    مشاهدة مباراة الأهلي ومازيمبي اليوم السبت| بث مباشر    مواعيد مباريات السبت 20 أبريل والقنوات الناقلة.. الأهلي يواجه مازيمبي وأرسنال وسيتي وتشيلسي    العطار: سندفع الشرط الجزائي لفيتوريا الأسبوع المقبل.. وعاشور لم يتم إيقافه    معلق مباراة ريال مدريد وبرشلونة في الدوري الإسباني    لتجنب تكرار سيناريو صلاح.. ميدو ينصح توتنهام: تعاقدوا مع مرموش    «يد الأهلي» يواجه أمل سكيكدة الجزائري بكأس الكؤوس    خلال 24 ساعة.. تحرير 452 مخالفة لغير الملتزمين بارتداء الخوذة    مصرع عاطل فى مشاجرة مع زميله بسبب الخلافات المالية بالقليوبية    قيمتها 35 مليون جنيه ..«الداخلية»: ضبط مخدرات مع عناصر إجرامية بالإسماعيلية    «هربًا من الحرّ».. غرق 3 عمال أثناء الاستحمام في النيل بأطفيح والبدرشين    وفاة سيدة وإصابة طفلة في حريق منزل ببني سويف    مشوفتش عشيقة المدير نهائيًا.. أقوال شاهدة في قضية رشوة أسوان الكبرى.. فيديو    مصرع 3 أشخاص وإصابة 8 آخرين في حوادث طرق شمال المنيا    اليوم .. اجتماع هام لوزير التعليم استعداداً لامتحانات الدبلومات الفنية    مواعيد وأسعار تذاكر عروض أفلام سينما الشعب    إياد نصار: بحب الناس بتناديني في الشارع ب «رشيد الطيار»    ناقد: صلاح السعدني ترك بصمة واضحة وقدم أكثر من 200 عمل فني    مفتي الجمهورية: الواقع يملي علينا التعاون لتوحيد الرؤى بين مؤسسات الفقه والإفتاء    فيلم فاصل من اللحظات اللذيذة يحقق مفاجأة في دور العرض.. تفاصيل    "رسم علم مصر" ورشة فنون تشكيلية بمكتبة الطفل بالأقصر    عبد الغفار يشهد توقيع مذكرة تفاهم بين أمانة الصحة النفسية و«أوتيزم سبيكس» العالمية    نجاح إعادة كف مبتورة لشاب عشريني في مستشفيات جامعة المنوفية    وزير الأوقاف ومحافظ جنوب سيناء يهنئان أسقف السمائيين بشرم الشيخ بالعودة من رحلة علاجية    منصة للأنشطة المشتركة بين مصر وألمانيا.. حصاد أنشطة التعليم العالي في أسبوع    بالفيديو.. ناقد فني عن صلاح السعدني: ظنوه «أخرس» في أول أعماله لإتقانه الكبير للدور    أمين الفتوى: تسييد النبي فى التشهد لا يبطل الصلاة    فضل الذكر: قوة الاستماع والتفكير في ذكر الله    فريدة الشوباشي: الولايات المتحدة الأمريكية سبب خراب العالم كله    أسعار السلع التموينية اليوم السبت 20-4-2024 في محافظة قنا    منها زيادة الوزن.. خبراء يحذرون من أضرار الحليب المجفف    بروتوكول تعاون بين جامعة طيبة وجهاز المدينة الجديدة لتبادل الخبرات    كوريا الشمالية تختبر صاروخا جديدا مضادا للطائرات    مدير كلية الدفاع الوطني التنزاني يشكر مصر على ما تقدمه من دعم لدولته    كيف أدعو الله بيقين؟ خطوات عملية لتعزيز الثقة بإجابة الدعاء    يُغسل ولا يُصلى عليه.. حكم الشرع تجاه العضو المبتور من جسد الإنسان    مشتت وفاصل ..نصائح لتحسين التركيز والانتباه في العمل    ابسط يا عم هتاكل فسيخ ورنجة براحتك.. موعد شم النسيم لعام 2024    أدعية الرزق: أهميتها وفوائدها وكيفية استخدامها في الحياة اليومية    خالد منتصر: ولادة التيار الإسلامي لحظة مؤلمة كلفت البلاد الكثير    العميد سمير راغب: اقتحام إسرائيل لرفح أصبح حتميًا    سيف الدين الجزيري: مباراة دريمز الغاني المقبلة صعبة    ناقد رياضي شهير ينتقد شيكابالا وتأثير مشاركاته مع الزمالك .. ماذا قال؟    آلام العظام: أسبابها وكيفية الوقاية منها    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



الأزمات الطائفية تشتعل.. بالتدخل الخارجي لاحل إلا علي أرضية وطنية .. بمشاركة الأغلبية المسلمة
نشر في المساء يوم 14 - 04 - 2013

هو مفكر مصري.. قبطي معتدل.. أحبه المسلمون قبل المسيحيين لوسطيته ولحبه لهذا الوطن العظيم.. دائماً كان حمامة سلام بين عنصري الأمة.. يرفض التدخل الخارجي في المشاكل الطائفية.. يقول ان مشاكل الاقباط لا تحل إلا علي أرضية وطنية وبتطبيق القانون علي الجميع لانه يعي تماماً أن التدخل الخارجي يزيد هذه المشاكل اشتعالاً يقف بشدة ضد الكيان الصهيوني ويصف من يطلب حق اللجوء لإسرائيل بانه بائع لنفسه ودينه ووطنه.
هو جمال أسعد النائب الأسبق بمجلس الشعب الذي حاورناه وتحدث معنا في كل ما يدور علي الساحة السياسية وايضا تكلم عن فتنة الخصوص وما تلاها من أحداث أمام الكاتدرائية.. وإليكم نص الحوار.
* ما رأيك في أحداث الخصوص وما تبعها في الكاتدرائية؟
** أحداث الخصوص تدخل في إطار الاحداث الطائفية المتكررة منذ عقود لها أسبابها التاريخية ونتيجة طبيعية للمناخ الطائفي والذي لم نعالجه فتحول الي سلوك طائفي الذي أفرز ما يسمي الفرز الطائفي وهو اننا نتعامل كمسلمين ومسيحيين وليس كمصريين ومصريين.
* ما خطورة هذا الفرز الطائفي؟
** الفرز الطائفي خطورته الحقيقية انه لم نعالجه واستهنا به رغم التحذير فتحول الي خطوة في طريق الفتنة الطائفية خاصة أن ثورة 25 يناير كان يجب أن تكون أول الطريق الحقيقي للقضاء علي هذه المشكلة وجدنا التوحد المصري الذي كان موجوداً اثناء الثورة بين كل المصريين يقل تدريجيا بعد دخول زخم الانتفاضة الشعبية بدأت تعود التناقضات الطائفية مرة اخري فوجدنا أحداثاً طائفية متراكمة ومتصاعدة بسرعة أكبر من الفترات السابقة.. والأهم أن الخطورة ليست في أحداث الخصوص إنما ما تبعها في الكاتدرائية.
* لماذا؟
** لان الكاتدرائية المرقسية هي رمز الكنيسة المصرية الوطنية.. وهي والأزهر الشريف صناعة مصرية يعتز بها كل المصريين مسلمين ومسيحيين ولذلك عندما نجد الاستحلال عملية الاعتداء علي الكاتدرائية بهذه الصورة هنا نقطة الخطر وجرس الانذار والضوء الأحمر الذي يجب أن نتوقف عنده.
* ماذا يعني لك الاعتداء علي الكاتدرائية ومن قبله مشيخة الأزهر في أسبوع واحد؟
** اعتقد أن هذا الاستحلال وهذا التطور الخطير في الاعتداء علي هذين الرمزين المصريين هو نتاج لاشياء كثيرة منها حالة الفوضي المستشرية في كل مناحي الحياة.. فوضي أمنية.. فوضي أخلاقية.. فوضي سياسية.. فوضي اقتصادية.. حالة الفوضي هذه أثرت علي تطبيق القانون فتم اسقاط القانون وعلا شأن القانون الخاص.. فرأينا من يحاصر الاتحادية والمحكمة الدستورية ومدينة الإنتاج الإعلامي وأيضا هناك من قام بالضغط علي القضاء للافراج عن متهم بعينه والقانون في غيبة مما شجع المتطرفين من هنا وهناك نتيجة للخطاب الديني المتشدد والمتطرف فأصبحت المؤسسات الدينية في مهب هذه الممارسات الطائفية.. ويجب أن نعي أن هذه الخطورة
* ما هي هذه الأشياء؟
** الشيء الأول: هناك مخطط صهيوني ظهر من خلال أحد الإسرائيليين يدعي "أودين" وكان ذلك عام 1983 حيث قام بتقسيم منطقة الشرق الأوسط علي أسس طائفية فقسم مصر إلي مسلمين ومسيحيين وقسم السودان الي شمال وجنوب والعراق الي 3 دول كما يحدث الآن بالضبط.
والشيء الثاني: في اكتوبر 2010 قبل الثورة بشهرين أعلن رئيس المخابرات العسكرية الإسرائيلية بكل وضوح - وهذا مثبت ومسجل - أن إسرائيل تفتخر بأنها ضربت العلاقة الإسلامية المسيحية في مصر بحيث انها أثرت علي هيبة الدولة حتي عندما يأتي خليفة "مبارك" لا يجد دولة يحكمها.. وهذا الكلام خطير جداً كيف يغيب عن ناظرينا وهذا الكلام يجب ان نربطه بالدعوات من المتاجرين بالقضية القبطية سواء بالداخل أو الخارج الذين يضخمون من فكرة هجرة الأقباط خوفاً من الاضطهاد في ظل حكم الإسلام الحالي.. كما أن هناك دولاً تفتح باب اللجوء السياسي والديني للاقباط مثل السويد.. والاخطر للاسف حدث الأسبوع الماضي.
* ماذا حدث الاسبوع الماضي؟
** إسرائيل الصهيونية اعلنت فتح باب اللجوء الديني للاقباط وهذه دائرة الخطر الحقيقية وعندما يتم مهاجمة الكاتدرائية معني هذا ان كل هذه الدوائر الجهنمية سوف تستغل هذه الحادثة لتؤكد ان هناك اضطهاد الاقليات الدينية في مصر واننا لابد ان نفرغ مصر من اقباطها حتي يتم إدانة النظام الإسلامي الموجود بحجة أنه يرفض الآخر.. كما يكون مبررا للتدخل وكاترين آشتون طلبت الحماية الداخلية للاقباط وهناك من يطالب بالحماية الدولية وتدويل القضية وهناك من يطالب برفع دعوي للمحكمة الجنائية الدولية وهذا هو الخطر الحقيقي الذي يجب أن نتنبه إليه.
* هل أسباب الأحداث الأخيرة ترجعها إلي الخطاب الديني المتشدد من هنا وهناك؟
** نعم الخطاب الديني المتشدد ولكن لكي اكون منصفاً وأنا لا أتحدث كمسيحي والكل يعلم مواقفي انني اتحدث كمصري وطني يخاف علي وطنه فبعد وصول الإسلاميين وتيارات تقول انها إسلامية وهي لا علاقة لها بالثورة أو السياسة جاءت بدعاوي وتصريحات وفتاوي لا علاقة لها بالإسلام وصحيح الإسلام والمقاصد العليا العظيمة للإسلام كمن يدعو لعدم المعايدة علي القبطي لانه كافر وأن المسيحية كفر وأشياء لا تليق بالإسلام وهذه الممارسات ينهي عنها الإسلام وينهي عنها رجال الدين المسلمون المعتدلون وهذا الخطاب من حيث الشكل يولد تطرفاً آخر في المواجهة.
* ما علاقة التعليم بالطائفية؟
** الطالب غير المسلم لا يري نفسه ولا يحقق ذاته وكأنه غريب في مدرسته.. فمثلا في طابور الصباح هناك قرآن كريم نعم مطلوب وحديث شريف نعم أنا لا أنكر هذا لكن يجب أن يكون هناك آية من الانجيل حتي يشعر الطالب المسيحي انه في مدرسته فلا يشعر بحالة الاغتراب في وطنه وبالتالي تولد الطائفية والتطرف.. وأيضا الإعلام.
* ماذا عن الإعلام؟
** للأسف الإعلام يعالج المشكلة الطائفية علي طريقة الخبطات الصحفية وهذا لا يصلح لانه يجب معالجة هذه المشكلة في الإعلام بطريقة توافقية تجعلنا نحفظ ونصون ثروات الوطن.. يعني التعليم والإعلام وأيضا دور المسجد والكنيسة وقبلهم تطبيق القانون وحتي هذه اللحظة لم يطبق القانون في اي حادثة طائفية بعد ثورة 25 يناير.. واسقاط القانون في مواجهة الحوادث الطائفية زاد الأمور اشتعالاً.
* ماذا تقول للاقباط الذين يطالبون بالتدخل الأجنبي؟
** الذين يطالبون بالتدخل الاجنبي من الاقباط هم المتاجرون بالمشكلة القبطية ويستفيدون مادياً وإعلامياً ويتخيلون انهم ابطال ويزعمون انهم زعماء في نظر الأقباط فلا يعالجون المشكلة معالجة سياسية علي أرضية وطنية ولكن يعالجونها بمزيد من الطائفية فتتضخم المشكلة.
حل المشكلة ليس بالتدخل الخارجي أو تدويل القضية ولا بحماية دولية علي الاطلاق.. لان هؤلاء يزايدون للاستفادة وفي نفس الوقت هم مرتبطون بهذه الدوائر الاجنبية التي تريد تدويل القضية حتي تضع لها قدماً في هذا الوطن خصوصاً في ظل الظروف التي تعيشها مصر حالياً.
* وماذا تقول لآشتون التي طلبت تدخل قوات حفظ السلام؟
** أقول لآشتون أنا ضد هذا الكلام لانه التاريخ يقول والواقع يثبت أن التدخل الخارجي لحل مشكلة الاقباط في مصر يعقد المشكلة ويزيدها اشتعالاً لان مشكلة الاقباط لا تحل إلا علي أرضية وطنية سياسية وليست طائفية ومن كل المصريين لان اذا لم يقتنع المواطن المسلم قبل المسيحي ان هناك مشكلة يساهم في حلها فلن تحل لان القانون بمفرده لن يحل وأيضا القرارات الجمهورية بمفردها لا تحل لكن هي الارادة السياسية والشعبية هي شريك في حل المشكلة واذا تدخل الخارج فهذا يشجع علي عدم حل المشكلة لهذا فيجب ان يكون الحل علي أرضية وطنية سياسية داخل مصر وعن طريق المصريين مسلمين ومسيحيين ولابد من التشارك والتوافق والتوحد والاتحاد بين كل المصريين حتي تحل مشاكلنا جميعها وأولها المشاكل الطائفية للاقباط.
* ماذا بعد وصول الإسلاميين للسلطة؟
** بعد وصول الإخوان للسلطة قلت هذا هو الظرف التاريخي المناسب لحل مشاكل الاقباط لان الإخوان يدعون انهم يملكون الشارع وهو من أتي بهم كان المفروض أن يقنعوا الاغلبية التي أتت بهم وتثق بهم بأن يحلوا مشاكل الاقباط كمواطنين مصريين لانها مشاكل مصريين تحل عن طريق المصريين وتحقق المواطنة وهذا دورك كسلطة وليس كمعارض.. فانت عندما كنت معارضا كنت تتحدث عن الإسلام الذي يقبل الآخر ودورك الآن وأنت في السلطة وإسلامي تملك الشارع أن تحول هذه الشعارات النظرية إلي واقع عملي وان تطبق القيم العليا للدين العظيم.
* ما رأيك في هجرة الاقباط المصريين إلي إسرائيل وطلب اللجوء الديني؟
** كلام خطير جداً.. القبطي الذي يريد ترك مصر يذهب إلي أي بلد إلا إسرائيل لان من يفعل ذلك بائع لنفسه ولدينه ولوطنه واخلاقياته وإنسانيته.. والقبطي الحقيقي مهما عاني من اضطهاد لا يترك وطنه والكتاب المقدس يأمرنا أن نحب أعداءنا.
* ما رأيك فيمن يسيئون إلي الإسلام من أقباط المهجر؟
** هناك بعض رجال الدين في المهجر وبعض القنوات والمحطات الفضائية تسيء للإسلام في مواجهة قنوات إسلامية تسيء للمسيحية وكلاهما مرفوض وهذه ليست مسيحية وتلك ليست إسلامية ولا علاقة لهما بالإسلام او المسيحية وكل هذا متاجرة واسترزاق وأكل عيش وحرق اوطان.
* ما رأيك في تعامل الحكومة وخاصة وزارة الداخلية مع أحداث الخصوص والكاتدرائية؟
** منذ 28 يناير 2011 انهار الأمن وانكسر وحتي هذه اللحظة لم يستعد قواه وللاسف الجميع ساهم في هذا فهناك بعض التيارات الإسلامية تصفي حساباتها الشخصية مع الأمن كأمن لأن الأمن في ظل النظام السابق كان أداة بطش للإسلاميين مما جعل الامر يصبح قضية شخصية بينهم وبين الأمن لدرجة أن أحد أعضاء مجلس الشعب المنحل طلب في المجلس سجن الضابط الذي عذبه في نفس الزنزانة التي سجن بها إذن هم شخصوا القضية فبدأت عملية تصفية حسابات حتي وصلت القضية لدرجة من يطالب بداخلية موازية ولجان شعبية بديلة وميليشيات موازية وهذا هو الخطر الحقيقي علي الوطن.
* هل هذه الممارسات لها تأثير سلبي علي أداء الشرطة؟
** لاشك أن أحداث الكاتدرائية أكدت ان الشرطة كانت مقصرة تماماً.. وأنا مستغرب جدا من ان الشرطة واقفة مع الشباب الذي يقذف بالحجارة.. فهل دورها حماية الشباب الذي يقذف بالحجارة!!
الشرطة أيضا قذفت بقنابل مسيلة للدموع داخل الكاتدرائية وهذا معناه أن هناك جيشا داخل الكاتدرائية وهذا المنظر يؤكد الفتنة الطائفية ويثير نفوس الآخرين بأن تتسرب لديهم أن هناك ترسانات أسلحة داخل الكاتدرائية.. فكان المنظر سيئاً جداً ونتائجه وخيمة جداً.
* ما رأيك في رد فعل الرئاسة حول الاحداث؟
** الرئيس مرسي اتصل بالبابا وقال له ان الاعتداء علي الكاتدرائية هو اعتداء عليه شخصياً ولكن هذا في الاطار النظري والرد العملي كان يجب علي الرئيس ان يقوم بزيارة علي أي مستوي الي الكاتدرائية مثلما زار طلبة الازهر في حادث التسمم علي اعتبار أن الجميع مصريون وكلهم أبناؤه والأهم في تدخل الرئيس هو تطبيق القانون ودون تطبيق القانون لن تسلم مصر لان المتطرف هنا وهناك سيفعل ما يريد لانه يعلم انه بمنأي عن القانون.
* ماذا عن رد فعل مجلس الشوري؟
** ما حدث في مجلس الشوري مكلمة كل طرف يريد أن يزايد علي تابعيه.. التيار الإسلامي يزايد علي المسلمين بأنه يدافع عنهم ضد المسيحيين والاعضاء المسيحيون يزايدون دفاعاً من المسيحيين.. رأينا مشهداً سياسياً محزناً وكأنه مجلس طائفي وهذا معناه أن الجميع متطرفون ولا توجد سياسة.. والمفروض ان يكون هناك حوار سياسي واذا كان مجلس الشوري بهذا المنظر فماذا يفعل المواطن العادي.
* ما رأيك في أداء الرئيس مرسي حتي الآن؟
** كنت أتمني أن يكون الرئيس مرسي رئيساً لكل المصريين لكن الواضح أن التركيبة التنظيمية لجماعة الإخوان المسلمين تجعل عضو الجماعة ليس لديه القدرة علي التحرر من التبعية الإخوانية.. والدكتور مرسي تربي في حضن الإخوان وولاؤه كله للإخوان وبايع مرشد الإخوان ورشحته الجماعة ونجحته الجماعة وهذا لا ضير فيه بل بالعكس هذا وفاء.. والجماعة توقفت عند موضع المعارضة ونسيت انها في السلطة وفي السلطة يجب ان نفصل ما هو تنظيمي وما هو في السلطة.. ويبدو ان الرئيس مرسي والإخوان نسوا انه أصبح رئيساً لمصر أي لكل المصريين وليكن ولاؤه للإخوان كما يريد ولكن ليس علي حساب كل المصريين.
* ما رأيك في أداء حكومة د. هشام قنديل؟
** حكومة د. هشام قنديل لا تدخل في اطار التقييم لأن الشيء الذي يقيم هو الذي يملك الحد الأدني من الامكانات المتاحة التي يمكن من خلالها أن نقيمه ود. هشام علي المستوي الشخصي ليس له علاقة بالملف السياسي ولا الاقتصادي وهما الملفان المهمان الآن بالتالي الاختيار لم يكن موفقا.
* وما رأيك في أداء جماعة الإخوان السياسي؟
** جماعة الإخوان قبل وصولهم للسلطة كنا نتصور من خلال عمرهم التنظيمي وانضباطهم وحركتهم الاجتماعية والتحامهم بالجماهير أنهم لديهم الخبرات والامكانيات السياسية لإدارة السلطة.. فقد أعلنوا بعد الثورة انهم لن يكون منهم رئيس للجمهورية وانهم لن يغالبوا بل سيشاركون ولكن من الواضح أن المشهد السياسي وتدني الحياة الحزبية بوجود احزاب قديمة ديكورية وأخري جديدة ورقية وأيضا تشتت شباب الثورة أغري الإخوان باعتبار انهم تنظيم لديهم قدرة علي حشد الجماهير باسم الدين أغراهم ان يسيطروا علي المشهد ويختطفوا الوطن بكامله.
* ما رأيك في الأداء السياسي للمعارضة وخصوصاً جبهة الانقاذ الوطني؟
** الإخوان بالغوا في حجم جبهة الانقاذ.. والواضح أن الإخوان طبقوا نظرية أن أوجد عدواً حتي لو لم يكن هناك عدو.. فالشارع الآن سبق جبهة الانقاذ وسبق المعارضة وسبق الإخوان.. سقف الشارع الآن تجاوز كل الاسقف السياسية وبالتالي الجميع يسير وراء الشارع وهذا هو المتغير الحقيقي والثورة الحقيقية.
المعارضة بما فيها جبهة الإنقاذ متحدة شكلاً ولكن في الواقع مفتتة والصراعات قائمة.. المشكلة الكبري ان الإخوان ليس لديهم رؤية سياسية متكاملة وايضا المعارضة ليس لديها رؤية سياسية بديلة وتكتفي بنضال الصالونات.
* ما رأيك في مواد الدستور الذي تم الاستفتاء عليه؟
** الدستور في كل بلدان العالم يجب أن يكون توافقياً لانه يحكم كل الناس ولا يمكن لفصيل واحد ان يضع دستور يحكم به كل الفصائل ولذلك لابد من اعادة صياغة المواد المتفق علي ضرورة تعديلها وها هو رئيس الوزراء يشكل لجنة لحصر هذه المواد وهذا معناه أن هناك مواد متفقاً علي تعديلها.
* ما رأيك في مادة العزل السياسي في الدستور؟
** العزل السياسي لا يجب أن يكون في الدستور لانه قانون انتقالي والذي يجب عزله هو المدان قضائيا او عليه جريمة ولا يجب عزل فلان بدون حكم قضائي لان هذا ليس شغل قانون ولا دستور ولا ديمقراطية ولكن تصفية حسابات والاهم الآن في ظل هذه الظروف أن يكون هناك توافق وطني فلا يجب أن نستعدي كل الناس حتي لو كانوا من الحزب الوطني.
* هل تتوقع أن يحصل التيار الإسلامي علي ذات الاغلبية في البرلمان السابق؟
** من حيث المسار العام التيار الإسلامي اسهمه قلت وهذا واضح جداً ولكن هذا لا يعني انه لن يحصل علي الاغلبية لان العاطفة الدينية لاتزال مسيطرة علي الناس والدليل اصرارهم علي الغاء الحظر علي استخدام الشعارات الدينية اثناء الانتخابات وهذا يدل علي انهم يريدون الحصول علي الاغلبية بأي وسيلة حتي لو كانت مخالفة للدستور أو ضد سلامة الوطن.
فاستخدام الشعارات الدينية في ظل الظروف الطائفية في الخصوص والكاتدرائية مصيبة في حق الوطن.. وأنا أتوقع حصول التيار الإسلامي علي الاغلبية ولكن ليست الاغلبية الكبيرة.
* هل ستخوض الانتخابات القادمة؟
** لا لا.. أنا بطلت انتخابات.. لا المناخ ولا الظروف ولا القدرة المالية تسمح بذلك فأنا سوف أقوم بدوري سواء داخل مجلس الشعب أو خارجه لمصلحة هذا الوطن العظيم وهذه الجماهير الوفية.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.