هذه قضية, لا يتوقف الحديث عنها مادامت أحزمة العشوائيات تضيق الخناق حول أعناق المدن, وتسرب إلي قلبها المشكلات, قد تظن أنك غير معني بها, إذا كنت تسكن في إحدي الفقاعات السكنية المسورة, لكنه ظن في غير محله, لأن الجميع, أنت وساكن العشش والعشوائيات تتشاركون المساحات المشتركة, الشوارع والمواصلات تتشاركون المدنية بأفراحها وأتراحها ومشكلة المناطق العشوائية في مصر من أكثر القضايا إلحاحا, نظرا لما لها من انعكاسات اجتماعية واقتصادية وأمنية علي المجتمع. السطور التالية لن تكون إعادة أرشيفية لمشكلة متجذرة في قلب مصر, بل ستكون كشفا لوجهات نظر ربما لا تراها الحكومة, رؤي لقلوب وعقول شغوفة بالوطن وترفع لافتة عفوا لن ننتظر فرمانات للعمل من أجل الوطن. تجارب دولية ووجهات نظر لمعماريين مصريين ومن العالم ومحاولات ومبادرات, طرف الخيط أمسكته المهندسة أمنية خليل, المعمارية المصرية المهتمة بمشكلات العمران تقول بشغف: إن مسئوليتنا كمعماريين ليس تحويل طبقة من مستوي اقتصادي لآخر, ولا نحلم بقاهرة باريسية, ولكننا نبحث كمواطنين تحكمنا انسانيتنا لتحقيق حياة اكرم وافضل للشريحة المجتمعية الاكثر تهميشا, واظهار مجهودات سكانها بل تفعيل الامكانات الكامنة والايجابية لديهم. وداخل هذا المفهوم نحو مجتمع أفضل وترفض أمنية شعار ومفهوم الحكومة لحل الأزمة( القضاء علي العشوائيات) وتقول أنها ضد سياسة الإخلاء القصري وتري أنه يجب أن نتواصل مع سكان العشوائيات نستمع منهم للمشكلات الحقيقية ورؤيتهم في التغيير الذي يريدون أن يروه يتحقق. وتشير الي مأساة منطقة الحطابة في منطقة القلعة, فبعض المنازل بها يعيش فيها المواطنون وهي مهدمة ولا يتمكنون من إصلاحها لأن المجلس الأعلي للآثار يمنعهم من ذلك بحجة أنها منطقة أثرية بغض النظر أنهم بالفعل يعيشون فيها حاليا بوضعها المتأزم وأنهم لديهم القدرة المالية علي ترميمها. في نفس السياق اطلق المهندس يحيي شوكت مبادرة بعنوان وزارة إسكان الظل ونشاطها الأول هو مدونة تبحث سبل التوصل إلي مجتمعات عمرانية عادلة ومستدامة من منطلق الحق في السكن وتشير المبادرة في استهلالها إلي أنه سواء الدستور أو السياسات التشريعية أو الاقتصادية أو الادارية لم تراع حق السكن في مصر, وأبرزت وزارة إسكان الظل مؤخرا دراسة ليحيي شوكت بعنوان تأثير سياسات وبرامج البنك الدولي علي العمران في مصر خلصت إلي أنه بالرغم من مليارات الجنيهات التي تنفق علي شكل استثمارات في البنية التحتية, سواء من مصادر محلية أو دولية, إلا أن مدن وقري مصر, تكاد تستمر في النمو والعمل بنفس الأسلوب الذي كانت عليه علي مدي العقود الثلاثة الماضية, مبادرات أخري بعضها اطلقت منذ سنوات عديدة وبعضها جديد, منها مختبر عمران القاهرة للتصميم والدراسات أوCluster والملحق بها مكتبة عمران القاهرة والتي تضم كتبا ومراجع وتقارير وخرائط متاحة لمن يرغب عن موضوعات شتي.