شهدت المناطق الأثرية في مصر, عمليات سرقة ونهب بعد اندلاع ثورة يناير, فقد استغل اللصوص حالة الانفلات الأمني, وباتوا ينقبون عن الآثار في كل مكان. إلا أن سرقة الآثار زادت بشكل ملحوظ في الشهور الأخيرة, و بالرغم من المحاولات المستمرة لشرطة الآثار و للعاملين بالآثار للتصدي لتلك المحاولات كما حدث في منطقة صان الحجر و أسوان و إسنا و القليوبية و الفيوم غيرها- أن معدل سرقة الآثار زاد بنسبة 90% عما كان عليه قبل ثورة 25 يناير, هذا ما أكده الدكتور يوسف خليفة رئيس الإدارة المركزية للمضبوطات و المقتنيات الأثرية و الأحراز, و الذي قال أنه لا خوف علي الآثار الموجودة داخل المخازن أو في المتاحف, فكل هذه الآثار مسجلة و من الصعب سرقتها و يسهل تعقبها داخليا و خارجيا,, الكارثة في عمليات الحفر خلسة و التي زادت بصورة كبيرة بعد قيام الثورة و استغلال عصابات سرقة و تهريب الآثار للانفلات الأمني, و أضاف أن المضبوطات معظمها خرج من مناطق آثار مصر الوسطي خاصة الموجودة في أبو صير الملق بمركز الواسطي و سدمنت الجبل بمركز أهناسيا ببني سويف و الفيوم و هي مناطق مليئة بالآثار البكر غير المكتشفة, فهناك عصابات منظمة و متخصصة في الحفر و التنقيب عن الآثار في هذه المناطق و الأهالي تخاف إبلاغ الشرطة عن أعمال الحفر خلسة التي تتم يوميا تقريبا, لأن هذه العصابات مسلحة و أضاف أن معظم الآثار يتم تهريبها عن طريق البحر خاصة الكبيرة منها, و يتم ذلك من خلال أماكن بعيدة عن أعين حرس الحدود, فهناك توابيت كاملة تخرج من البلاد بهذه الطريقة, و البعض الآخر يتم تهريبه من خلال الأنفاق مع غزة, أما القطع الصغيرة كالتماثيل و التمائم فبعضها للأسف يخرج في حقائب بعض الدبلوماسيين التي لا يتم تفتيشها, ونحن نطالب علي الأقل أن تمر هذه الحقائب من خلال اجهزة المراقبة بالمطار, فهناك عصابات منظمة يتم تمويلها بأموال ضخمة و معدات حفر, كما يتم إمدادها بالسلاح, و قد تكون جزءا من شبكة عالمية من مافيا تجارة الآثار, و أكد أن المسئولين و العاملين بالآثار يحاولون السيطرة علي الوضع لكنه زاد بصورة كبيرة خاصة منذ بداية هذا العام حيث أصبحت هذه الأعمال تتم بصورة منتظمة و شبه دورية منذ يناير 2013, و طالب بأن يكون لدي الجهات المختصة منظومة مراقبة حديثة لحماية تلك المناطق الأثرية, و أن يتم توفير طائرة تجوب هذه المناطق بصورة دورية لمراقبتها و الإبلاغ عن أعمال الحفر التي تتم علي نطاق كبير.