خططت لزيارة' أجرا' حيث الرمز تاج محل رمز الحب الخالد, ولكن صديقي بيجاي الملحق الصحفي الهندي بالقاهرة إقترح زيارة جايبور, والتي تكون مع دلهي وأجرا ما يعرف بإسم' المثلث الذهبي'. وaبما أنني لم أسمع في حياتي بتلك المدينة, فقد توكلت علي الله ووصلت ليلا ولم أستطع أن أري شيئا. في الصباح الباكر فوجئت بأن الحياة اصبحت لونها بمبي. فقد قام المهراجا رام سينغ الثاني( كأننا في فيلم خيالي) بطلاء المدينة كلها بذلك اللون الوردي الذي يدل علي الترحاب في الحضارة الهندية, استعدادا لزيارة أمير ويلز للمدينة في عام.1876 وكما رأينا في فيلم علاءالدين الذي أنتجه والت ديزني, فإن القرود تطير فوق سطوح منازل المدينة الوردية وتسرق الموز ولا أحد يطاردها. وجايبور عبارة عن إناء هائل تختلط فيه جميع ألوان الطيف: من فقر وجمال وغني وصوت الأذان والرهبان البوذيين بأثوابهم البرتقالية وتوابل وزيوت وتوك توك وسيارات فاخرة وأبقار وقرود وفيلة وكوبرا. كل هذا تراه في لحظة واحدة وأنت تحاول عبور الطريق لدخول قصر الهواء,أوHavaMaha الذي يتكون من سبعة طوابق تقوم علي لاشيء,أي دون أي أساسات. كلمة جايبور تعني' مدينة جاي', وهو المهراجا ساواي جاي سينج الذي شيد المدينة في عام1727, وقامت عائلته ببناء العديد من القصور أهمها' قصر المدينة', المفتوح لزيارة الجمهور علي الرغم من أن المهراجا يقيم فيه مع عائلته. أما باقي القصور المفتوحة فهي' قصر الهواء'و'قصر العنبر' علي قمة التل خارج حدود المدينة, ثم أعجب تلك القصور وهو' قصر المياه' المقام علي سطح بحيرة بأساسات عمقها سبعة أدوار تحت الماء, وكان المهراجا ينتقل للإقامة فيه في فصل الصيف. ولا يفوتني أن أذكر' جانتار مانتار' مرصد المدينة الذي ضمه اليونسكو لقائمة التراث العالمي. وقد أنشأه المهراجا بجانب قصر المدينة لأنه كان يهوي علوم الفلك والتنجيم. ولما كان الشئ بالشئ يذكر, فقد ذكرني' جانتار مانتار' يأن المدينة كلها قد تم تشييدها بناء علي قواعد الهندسة المعمارية الهندية المعروفة بإسم' شيلبا شاسترا'. نعود إلي قصر العنبر, وهو قصر هائل تم بناء المدينة حوله, ويمكنك أن تصعد إليه بثلاث طرق: إما سيرا علي الأقدام أو بالسيارة أو علي ظهر فيل. الفيل يأخذ شخصين وسائقا ويسير في موكب مهيب مع أصدقائه الفيلة, وبالرغم من أنه لا توجد موسيقي فإنك تسمع العزف وإيقاع الطبول رغما عنك مع تمايل الفيلة في الظريق الصاعد ثم في بهو القصر. وقبل الصعود, أو في جايبور بجانب قصر المدينة, أو في الأزقة_ في كل مكان, ستصادف بكل تأكيد عازف الناي الهندي الشهير وحية الكوبرا تتراقص أمامه, وقد تنقض عليك فجأة في سرعة خاطفة لا بمكن حتي التفكير في تجنبها( كما حدث معي) ولكن العازف يبتسم مطمئنا ويخبرك أنها لم تكن لدغة وإنما علي العكس كانت قبلة.