يقام حاليا معرض "مهراجا.. روعة القصور الهندية" حاليا بمتحف فيكتوريا وألبرت بوسط العاصمة البريطانية، فبمجرد عبور الحاجز الذي يفصل مدخل المعرض عن بقية الأجزاء تتجلى أمامنا صورة بديعة لموكب المهراجا التقليدي. على مساحة ضخمة من قاعة العرض وضع مجسم لفيل ضخم مكسو بقطع القماش الموشى والمطرز، وعليه القلائد الذهبية، وفي أذنيه وضعت حلقات من الذهب، ويحمل مقعد السلطان المحلى بالجواهر، وحول الفيل وضعت القطع الرئيسية التي يحملها حرس المهراجا في المواكب الرسمية من المظلة الموشاة التي تظل المهراجا إلى المراوح الضخمة، وهناك أيضا مجسم ضخم لحصان وضعت عليه كسوة من المخمل الأحمر، وجمل عنقه بقلائد الذهب، على الحائط في الخلفية يعرض فيلم سينمائي بالأبيض والأسود لموكب مهراجا هندي. الجزء الأول من المعرض وفق صحيفة "الشرق الأوسط" اللندنية يحمل عنوان "المشهد الملكي"، ويستكشف فكرة الملكية في الهند ودور المهراجا كزعيم ديني وعسكري وسياسي وكراع للفنون، غطي المعرض الفترة الزمنية من القرن الثامن عشر والتي شهدت أفول مجد المهراجا وبداية النفوذ البريطاني بالهند. التغيير الذي شهدته الهند بعد دخول البريطانيين هو تغيير في موازين القوى وأيضا في الذائقة التي تأثرت بشكل واضح بثقافة المحتل البريطاني، فنرى إلى جانب العرش والأسلحة الخاصة بالمهراجات، قطعا تشير إلى تأثير البريطانيين، مثل طاقم طعام مصنوع من الكريستال الأزرق، وأيضا مقعد على الطراز المصري الحديث صمم للمهراجا نواب من أودا. وكتصوير لتأثير المهراجات وسلطتهم يقدم المعرض ملمحا من الاحتفال التقليدي الضخم الذي يقام بمناسبة استقبال المهراجا للرعية المعروف باسم "دوربار"، عبر لوحات ضخمة وبعض اللقطات السينمائية ومجسم لمقعد المهراجا، ويضم قطعة من السجاد الوثير ومقعدا أرضيا، بينما تظلل المهراجا في مجلسه هذا مظلة من القماش الأحمر الوثير مطرزة بخيوط الذهب. المعرض يقدم نحو 250 قطعة، بعضها استعاره المتحف من المجموعات الخاصة والمتاحف الدولية، وبعضها من المجموعات الملكية في الهند ويعرض للعامة للمرة الأولى، ومن تلك القطع ثلاثة عروش وهودج مطعم بالفضة وأسلحة مرصعة بالجواهر وقطع مجوهرات نادرة. وقد قدمت الهند عددا من اللوحات النادرة والملابس التاريخية. المعرض يطوي الأزمان عبر مجسمات وقطع نادرة ومجوهرات بديعة التصميم، والملاحظ في أجزائه الأولى هو الولع الشديد بالتاريخ، وتتضح فيه فخامة قصور المهراجات والبذخ الشديد الذي كان سمة للبلاط في تلك القصور. يدعم المعرض - وفق المصدر نفسه - مكبرات صوت تذيع أصوات مسيرة موكب المهراجا، ويزيد عليها بعرض اللقطات السينمائية النادرة لأشهر الحكام والمهراجات في الهند في تلك الفترة.