«يقدر ثمن هذا التاج الذي يتوسط تلك المائدة، وهو نسخة عن تاج إحدى ملكات بريطانيا نحو مليون يورو(5400000 درهم)».. يقول آلريش أكرمان من شركة روب بركينغ الألمانية المتخصصة في صناعة الأواني الفضية الفخمة، والمنظمة لمعرض «تيجان ملكية من العالم» بالتعاون مع مجموعة «ريفولي» في «دبي فستيفال سيتي» والذي يستمر لغاية 18 الجاري. يضم المعرض 35 تاجاً تعود لملوك من مختلف أنحاء العالم بينها 5 أصلية أما الباقي فهي نسخة طبق الأصل عن تيجان موجودة في متاحف أو أماكن خاصة حول العالم. يوضح أكرمان ل «البيان» أن المجموعة المعروضة هي جزء من مجموعة خاصة تضم 100 تاج يملكها يورغين ابلير أحد أهم صائغي الذهب في ألمانيا. ومن بين التيجان الأصلية التي ضمها المعرض تاج نادر للدالاي لاما وتاجان لمهراجا وتاج لأحد ملوك نيجيريا وتاج الفرعون اخناتون يعود تاريخه إلى 1349سنة قبل الميلاد. يروي أكرمان انه كان في زيارة لصديقه الصائغ، عندما اكتشف انه يملك مجموعة مذهلة من التيجان جمعها خلال 50 سنة من العمل. كان يورغن عام 1950 في زيارة إلى النمسا عندما استفزته رؤية احد الصائغين يرمم تاجاً يعود إلى الرايخ الألماني بطريقة سيئة، فبادر إلى تقديم خبرته مقابل السماح له بإعداد نسخة طبق الأصل للتاج يحتفظ بها لنفسه. وبدأت مع هذه الحادثة عملية جمع التيجان. وبلغ شغف الصائغ بالتيجان إلى حد استخدام المواد عينها في النسخ التي كان يسمح له بعملها، من ماس وذهب وأحجار كريمة نفيسة ونصف كريمة، وصولاً إلى الفضة والبرونز، وحتى الريش، وكان يعاونه على صناعتها عدد من التلاميذ الذين كانوا يقومون بعملهم مجاناً. ويلفت اكرمان في هذا السياق إلى أن التيجان لم تكن تصنع فقط للزينة، إنما كدلالة على عظمة العرش ومنح صاحبه قامة أطول تظهر تفوقه على العامة. كما تدل على ثقافة البلد الذي ترمز إليه والحقبة التي صنعت خلالها، فيظهر على سبيل المثال الفرق بين تاج صنع لمهراجا هندي من الذهب الخالص والأحجار الكريمة التي تبدو رديئة لأنها غير مصقولة باحتراف وبين تاج احد ملوك بريطانيا صنعت في القرن الثامن أو التاسع عشر، والتي تظهر مهارة صائغي تلك الحقبة والغنى الذي ولده الاستعمار، وبين تاج مصنوع من اللؤلؤ والخزف يعود إلى أحد ملوك نيجيريا، وآخر يحمل ريشة يخص أحد زعماء هنود أميركا الشمالية الحمر. وبدأت «روب بركينغ» بعرض المجموعة المستعارة قبل 5 سنوات، فانتقلت من ميونيخ إلى برلين وموسكو ونيويورك وكييف ومكسيكو سيتي ودبي. واحتوى كل معرض على مجموعة مختارة من التيجان المئة. ولفت إلى أن المجموعة التي اختيرت لتعرض في دبي ضمت تيجاناً لدول لها نوع من الارتباطات الثقافية والاجتماعية والسياسية، ويضم المعرض تيجاناً خاصة بالعرش البريطاني والسلاطين العثمانيين ومهراجا الهند وشاه إيران. وردا على سؤال حول صعوبة نقل مثل هذه القطع حول العالم، أشار آكرمان إلى أن التعاون مع جمارك دبي أسهل بكثير مما هو عليه في روسيا مثلاً، والسبب يعود إلى ثقافة البلد القائمة على التهذيب والكرم والثقة بالتعاون من الشريك.