انتهي قطاعا المشروعات والمتاحف بالمجلس الأعلي للآثار من مشروع ترميم وإعادة توظيف متحف المجوهرات الملكية بالإسكندرية.. ذلك المتحف الذي يعد نموذجاً فريداً ومميزاً للمباني المصرية المستوحاة من الطراز الأوروبي فقد تعرض القصر نتيجة العوامل الطبيعية والصناعية لتلف بعض أجزائه مما دعا إلي ضرورة تنفيذ مشروع ترميم متكامل لهذه التحفة المعمارية النادرة بالإضافة إلي إمداده بأحدث طرق العرض العالمية . بداية يقول اللواء علي هلال رئيس قطاع المشروعات بالمجلس الأعلي للآثار ان مشروع ترميم متحف المجوهرات وإعادة توظيفه يعتبر من أهم المشروعات التي انتهي منها قطاع المشروعات هذا العام وقد وصلت تكلفة المشروع 45 مليون جنيه حيث شملت ترميم القصر ترميما شاملا فلم يتم ترميمه منذ عام 1986 وتوظيفه كمتحف للمجوهرات الملكية وذلك طبقا للقرار الجمهوري رقم 173 لسنة 1986 بتخصيص القصر متحفاً للمجوهرات الملكية لأسرة محمد علي لما له من قيمة معمارية وفنية متميزة فقد تشبع بالرطوبة وسقطت أجزاء من الجدران والأسقف فكان لابد من مشروع ترميم بالإضافة إلي قرب القصر من البحر مما يعرضه للعديد من العوامل البيئية التي تؤثر عليه وحدث صدأ في المعادن التي تجمع الزجاج المعشق مما كان يعرضها للهلاك لذلك كان لابد من القيام بمشروع تطوير وترميم شامل للمبني وتزويد المتحف بأحدث الطرق العالمية للعرض واتخاذ جميع الاحتياطات الأمنية من خلال وسائل الإنذار والأمن ضد الحريق ويضيف محمد عبد الفتاح رئيس قطاع المتاحف بالمجلس الأعلي للآثار بان ترميم متحف المجوهرات وإعادة توظيفه جاء ضمن منظومة متكاملة تتبناها وزارة الثقافة من أجل زيادة الوعي الاثري لدي الأطفال والشباب وربطهم بتاريخ بلدهم لذلك يقوم قطاع المتاحف بإنشاء عدد كبير من المتاحف الإقليمية علي مستوي كل محافظات الجمهورية من الإسكندرية حتي أسوان بالإضافة إلي ترميم المتاحف الموجودة في هذه المحافظات وتزويدها بأحدث الطرق العالمية للعرض من هذه المتاحف متحف الفن الاسلامي بباب الخلق والذي انتهي القطاع من مشروع ترميمه وتزويده بأحدث الطرق لعرض مقتنياته فمن المقرر افتتاحه قبل نهاية هذا العام وكذلك المتحف المصري بميدان التحرير نقوم حاليا بمشروع ضخم لتنسيق الحديقة المتحفية وذلك لأهميتها لضمان راحة الزائرين فسيتم تغيير مسار الزيارة والخروج فسيدخل الزائر من الباب الرئيسي للمتحف ويخرج من باب جديد من الجهة الغربية للمتحف به مجموعة من البازارات والكافيتريات علي أعلي مستوي وستكون الحديقة المتحفية في الجهة الشرقية المواجهة لميدان التحرير ويتم الآن استبدال الأسوار المبنية من الطوب بأسوار مبنية من الحديد وذلك حتي يري السائر من الخارج المتحف كما يجري حاليا إعداد مشروع إضاءة للمتحف بصورة راقية وتسليط الأضواء علي القطع الأثرية ليكون المتحف في صورة مبهرة ليلا أما بالنسبة لمتحف المجوهرات الموجود بالإسكندرية فقد انتهي القطاع نهائيا بالتعاون مع قطاع المشروعات من مشروع متكامل لترميم القصر وتزويده بأحدث الطرق العالمية لعرض مقتنياته وتزويده بفتارين عرض علي أحدث التقنيات العالمية والتي لأول مرة يتم استخدامها في تاريخ المتاحف في مصر ومن المقرر افتتاح هذا المتحف في أوائل شهر نوفمبر المقبل تاريخ القصر وعن تاريخ القصر تحدثنا نبيلة حبيب مدير عام المتاحف التاريخية فتقول يعد متحف المجوهرات الملكية نموذجاً فريداً ومميزاً للمباني المصرية المستوحاة من الطراز الأوروبي فهو في الأصل قصر أنشأته الأميرة فاطمة الزهراء ابنة السيدة زينب فهمي وبنت الأمير علي حيدر ابن رشدي حيدر وحفيدة مصطفي بهجت فاضل باشا شقيق الخديوي إسماعيل وحفيدة محمد علي باشا لابنه إبراهيم، ويطلق عليها لقب النبيلة وليس الأميرة وذلك لان جدها مصطفي بهجت فاضل ولد في نفس العام الذي ولد فيه شقيقه الخديوي إسماعيل لكن من أم أخري وكان من المفروض أن يكون قام مقام للخديوي إسماعيل ولكن فرمان وراثة الحكم جاء من السلطان العثماني بأنه لأكبر أبناء الخديوي إسماعيل وليس إخوته لذلك اعترض مصطفي بهجت فاضل علي هذا الفرمان مما جعل الخديوي إسماعيل يقوم بطردهم من مصر وإلغاء الألقاب لهم ولقب الإمارة ولكن عادت النبيلة فاطمة إلي مصر تعلمت بمدارس الراهبات ذات الإدارة الفرنسية وتزوجت سنة 1930 من محمد فائق بك ورزقا بثلاثة أطفال "فاضل والتوأم فايز وفايزة " وقد اشتهرت باسم/ فاطمة حيدر وهو الاسم الذي اعتمدته لنفسها وأصبح الحرفان الأولان منه (FH) علي أماكن كثيرة في القصر وعلي مقتنياتها كعادة ملوك وأمراء الأسرة العلوية، ولقد بدأت والدتها في بناء القصر عام 1919 ثم أكملت فاطمة البناء والتأسيس عام 1923وظلت تقيم في القصر حتي عام 1964 فأخذت رئاسة الجمهورية للقصر وأصبح مقرا لها حتي تم نقل المقر إلي قصر رأس التين وصدر القرار الجمهوري رقم 173 لسنة 1986 بتخصيص القصر متحفاً للمجوهرات الملكية لأسرة محمد علي لما له من قيمة معمارية وفنية متميزة في هذا الوقت انتقلت إلي مصر الجديدة حتي وفاتها عمارة القصر بدأ بناء القصر علي يد السيدة زينب فهمي حيث قامت ببناء الجزء الغربي لكن لم تستكمله بسبب وفاتها فقامت النبيلة فاطمة باستقدام الفنان الإيطالي المعماري "انطونيولاشياك" لعمل التصميمات والزخارف علي الطراز البيزنطي ورسمت علي جدران قاعات القصر أبهي اللوحات الفنية ذات المستوي الرفيع وحليت جدرانه وأسقفه بلوحات فنية وزيتية تصور قصصاً تاريخية ومشاهد طبيعية متنوعة. أما نوافذ القصر فقد زينت بلوحات فنية من الزجاج الملون والمعشق بالرصاص والتي تمثل أيضاً قصصاً تاريخية رسمت بالأسلوب الأوروبي. والزخارف المنتشرة في جنبات القصر مستوحاة من فن الباروك والروكوكو. أما الأرضيات فهي إما منفذة بأنواع الرخام الملون أوالباركيه التي تختلف في التصميم من قاعة إلي أخري بأشكال هندسية زخرفية. وقد صنعت من أخشاب ثمينة مثل " الأرو- الماهجوني- البلوط- البلسندر- الورد- الجوز التركي وغيرها" وأرضيات الحمامات وخاصة الحمام الرئيسي مغطاة بقطع القيشاني الملون صغيرة الحجم "الفسيفساء" منفذة علي شكل لوحات لرسومات نباتية وأشكال هندسية وباقات الزهور والأكاليل والأشكال الآدمية، ويتكون القصر من جناحين الجناح الشرقي وهو عبارة عن قاعتين وبهو والجناح الغربي والذي يتكون من طابقين الطابق الأول ويضم أربع قاعات وبهوا وحماما والطابق الثاني ويضم أربع قاعات ملحق بها أربعة حمامات يتوسطها بهو كبير.ثم البدروم ويتكون من ثلاث حجرات ومطبخاً ودورات مياه وكان مخصصا لخدمة أصحاب القصر وتوجد بالقصر حديقة بها نباتات نادرة ونافورة رائعة. تطوير المتحف يوضح الاثري عادل عبد الستار رئيس الإدارة المركزية لقطاع المتاحف بأنه تم إعداد المتحف وتطوير القصر وترميمه طبقا لأحدث التقنيات العالمية باعتباره مبني أثريا تابعا لقطاع الآثار الإسلامية والقبطية ثم توظيفه كمتحف لعرض مجوهرات الأسرة الملكية باستخدام أحدث طرق العرض العالمية فسيتم عرض مجموعة كبيرة من اللوح الزيتية في فتارين مزودة بأجهزة إنذار لمنع محاولة أي شخص لمس المعروضات هذا بالإضافة إلي عدد كبير من مجوهرات الأسرة الملكية ويوجد بالمتحف أيضا فترينة لعرض شجرة العائلة من خلال الصور المرسومة علي ميداليات وتم تنسيق الموقع الخارجي للمتحف بما يتناسب معه كأثر وإضافة كوبري زجاجي جديد لأول مرة في مصر من الزجاج المعالج يمكن أن يتحمل 40 فرداً في نفس الوقت يقفون عليه والهدف من هذا الكوبري استمتاع الزوار بزيارات حمامات القصر المصنوعة من الفسيفساء دون إلحاق الضرر به. ويضيف أحمد شرف مدير عام المتاحف الإقليمية بان إعادة الحياة للمتحف يعتبر من المشروعات المهمة التي تم الانتهاء منها هذا العام وذلك يرجع إلي أهمية هذا المتحف بما فيه من مجوهرات مختلفة صُممت في أرقي بيوت الأزياء المتخصصة علي المستوي الدولي المرتبطة بأسرة عريقة ظلت علي عرش مصر فترات عديدة وتركت وراءها آثارا لا تحصي فهم أصحاب حضارة عريقة لذلك تم تزويد المتحف بفتارين لعرض الصور لأول مرة تستخدم في المتاحف المصرية مصنوعة بطريقة خاصة جدا من زجاج شفاف نقي للغاية لا يمكن رؤيته بالعين المجردة بالإضافة إلي نظام حديث من الإضاءة يجعل من عرض المجوهرات متعة نفسية للزائر سيناريوالعرض يوضح شرف بان المتحف يعرض بعض المقتنيات لبعض أفراد العائلة المالكة باستخدام نظام المجموعات الأثرية بالإضافة إلي نظام الوحدة الزخرفية وتضيف نبيلة حبيب بان سيناريوالعرض للمجوهرات الملكية تم تقسيمه علي قاعات القصر والتي تشمل أربع عشرة قاعة عرض متحفي تتكون من 33 فترينة تبدأ رحلة الزائر من السلم الصاعد بالجناح الشرقي والمؤدي إلي بهو المدخل حيث يواجه تحفتين نادرتين الأولي تاج الأميرة شويكار زوجة الملك فؤاد الأول والثانية تاج وطقم من الحلي النادر للملكة ناريمان الزوجة الثانية للملك فاروق ثم يسار الغرفة باب يؤدي إلي القاعة الرئيسية حيث فاترينة واحدة بها العديد من الصور الملونة بالمينا تمثل شجرة الأسرة العلوية وأهمها صورة لمحمد علي والي مصر ولوحة من الرخام للملك فؤاد صورة للأميرة فاطمة ووالدتها وصورة للخديوي إسماعيل وأبنائه الستة وزوجاته ، أما الممر الواصل بين جناحي القصر فيحده من الجانبين عشر نوافذ ضخمة من الزجاج الملون والمعشق بالرصاص.واحتلت بداية الممر فترينة تحتوي علي نيشان محمد علي باشا الوشاح الأكبر لنيشانه وفترينة بها قلادة محمد علي أعلي القلائد في تاريخ مصر وقلادة الملك فؤاد وهي من الذهب الخالص مكتوب عليها اسمه بالإضافة إلي مجموعة من الأوسمة والنياشين الخاصة به أما القاعة الرابعة بها مجموعة عديدة من الأوسمة والنياشين والأنواط والشارات الملكية وأكياس للنقود من الذهب وعملات ذهبية. أما القاعة الخامسة فهي قاعة متنوعة علب من الذهب وأدوات زينة للأميرة نازلي والحلي الخاص بالأميرة فايزة والأميرة فوزية بنتي الملك فؤاد ومن أجملها علبتان للحلوي من الذهب والمينا عليها التاج الإيراني..أما القاعة السادسة فهي خاصة بأدوات الزينة والإكسسوار للأمراء والأميرات البعض منها للأمير محمد علي توفيق والأمير يوسف كمال والأمير الهامي حسين ورقية حليم والأميرة فوزية.ثم القاعة السابعة وبها ما يزيد علي 173 قطعة من الحلي وأدوات الزينة والإكسسوارخاصة بالأميرة فايزة وفوزية وأجمل ما فيها خطاب من الذهب أرسله إسماعيل شيرين زوج الأميرة فوزية لها لتهنئتها بعيد ميلادها .أما القاعة الأخيرة في الطابق الأول فهي قاعة الكئوس وتعرض كأسين في غاية الروعة الأولي لعصر الملك فؤاد وتصور مناظر سياحية وطبيعية في مصر وتزن أكثر من 6 كيلوذهب، أما الكأس الثانية فترجع إلي عصر الملك فاروق وتزن أكثر من 15 كيلوذهب. وتضيف نبيلة حبيب بان الطابق الثاني يضم خمس قاعات تتوسطهم قاعة التتويج وبها ثلاث فتارين بكل منها طاقم الزفاف والتتويج من مجوهرات الملكة فريدة أجمل ما فيها ووسام الكمال من الطبقة الأولي للملكة فريدة والملكة نازلي والملكة ناريمان ووسام الكمال من الدرجة الثانية لزينب الوكيل زوجة مصطفي النحاس ونيشان الكمال من الطبقة الثالثة للسيدة أم كلثوم فمن المعروف أن من تملك هذا الوسام تسمي صاحبة العظمة أما الأخيرتان فيعرضان لطاقم تتويج الملك فاروق القلادة الملكية والنيشان والوشاح الأكبر. ثم القاعة العاشرة تعرض إكسسوارات ملكية وأدوات زينة للملك فاروق والملكة فريدة بالإضافة إلي أدوات المائدة الملكية من الذهب المرصع والبلاتين والفضة وأطقم الكوكتيل، ولعل من أجمل هذه الأدوات طاقم كوكتيل من صينية وقارورتين وكئوسًا والجميع من الذهب تزن أكثر من 6 كيلوات بالإضافة إلي عدد كبير من أظرف الكئوس المصنوعة من الذهب والألماس والياقوت والفيروز وكذلك طقم سبوع الملك فؤاد أما القاعة الحادية عشرة فتعرض أدوات مكتبية خاصة بالملك فاروق منها المقلمة والمحبرة ونظارة معظمة وعلب للختامة والسجائر وعلبة كبريت من الذهب وغلاف مصحف من الذهب وبعض الهدايا وعصا المر شاليه المرصع بالألماس والياقوت، أما القاعة الثانية عشرة وهي "قاعة المنشآت الحضارية " فتعرض لأدوات البناء لوضع حجر الأساس لمنشات حضارية. اقامتها الأسرة العلوية وجددتها وأهمها قصعة ومسطران من النحاس أوالخشب لوضع حجر أساس القصر العيني وكوبري قصر النيل وقناطر نجع حمادي... ثم فترينة تعرض عملات ملكية من الذهب والفضة، وكذلك ميدالية بناء القناطر الخيرية وهي الوثيقة الوحيدة التي كتب عليها الميلاد الحقيقي لمحمد علي 1170 ه وميدالية خزان أسوان وميدالية قناطر أسيوط أما القاعة الثالثة عشرة "قاعة الممتلكات الملكية" وهي تعرض الممتلكات الملكية من أجملها شعلة من الفضة مطعمة بالذهب والعاج وشخشيخة الأمير احمد فؤاد من البلاتين و شطرنج للملك فاروق رائع من الذهب والألماس هدية من شاه إيران،وشطرنج آخر مصنوع في الهند أما القاعة الرابعة عشرة فهي تعرض الهدايا أومقتنيات ملوك وأمراء الأسرة العلوية وفترينة أخري تعرض مجموعة رائعة من الساعات المرصعة بالألس والأحجار الكريمة وعددا من الساعات رائعة تكون بغطاءين الأول يكون عليه اسم صاحب الساعة والغطاء الثاني صورة لأحد أفراد الأسرة المالكة وتوجد ساعة لنابليون غاية في الروعة من الداخل بها ورقة ملونة بنفس حجم الساعة مسجل بها جميع معارك نابليون توجد فترينة بها صورتان للملك فاروق والملك فؤاد من الفضة الخالصة ويضيف عادل عبد الستار بأنه يتم تزويد المتحف بتكييف الهواء مركزياً وبمكتبه وكافتيريا ومعمل للترميم مزود بأحدث الأجهزة العلمية وكذلك قاعة محاضرات. كما تم تحديث شبكة الإنذار والحريق وتأمين المتحف بأحدث أجهزة الكشف عن الأسلحة والمتفجرات وكاميرات المراقبة وأجهزة لمكافحة القوارض والحشرات.