تحتوي مصر علي العديد من المناطق الاثرية المتخمة بالكنوز فإلي جانب ما تفردت به من آثار فرعونية بهرت العالم كله حظيت بقدر كبير من الآثار اليونانية الرومانية والبيزنطية والقبطية والإسلامية، والتي يتم اكتشاف العديد منها كل يوم مما دعا إلي ضرورة انشاء متاحف متعددة لعرض هذه الاثار. ولكن نظرا للأحداث الاخيرة وسرقة لوحة الخشخاش للفنان فان كوخ من متحف محمود خليل وحرمه جعلنا نتساءل عن مدي تأمين متاحفنا الاثرية ضد المخاطر التي يمكن ان تتعرض لها كالسرقة اوالحريق أو ما شابه ذلك من المخاطر.. لذلك كان لنا هذا الحوار مع رئيس قطاع المتاحف بالمجلس الأعلي للاثار محمد عبد الفتاح للاطمئنان علي حالة المتاحف الاثرية ومعرفة الطرق المتبعة لتأمين هذه المتاحف حاليا. هل نستطيع أن نقول ان متاحف مصر في أمان من أي خطر تتعرض له؟ - نعم المتاحف الاثرية مؤمنه وغير المؤمن منها مغلق لحين تنفيذ مشروع لتطويره وتأمينة بجميع طرق التأمين الحديثة فيتبني المجلس الأعلي للآثار منذ سنوات العديد من المشروعات لتطوير وتأمين المتاحف وفقا لأحدث طرق التأمين علي مستوي العالم ضد السرقة والحريق وتنفيذ خطة شاملة من اجل تأمين المتاحف سواء بامدادها بالافراد أوالأجهزة . هل ازمة سرقة لوحة الخشخاش كان لها تأثير علي إعادة النظر في الطرق المتبعة لتأمين المتاحف؟ - مما لاشك فيه أن هذه الأزمة كان لها تاثير كبير في ضرورة إعادة النظر ومراقبة طرق التأمين واخذ العبرة منها، والتركيز علي شيء مهم جداً أنه علي الرغم من أهمية الطرق الالكترونية الحديثة في تأمين المتاحف إلا انه لا غني عن أفراد الأمن المدربين في حماية هذه المتاحف، فالاجهزة يمكن ان تعطي انذاراً بحدوث الخطر أما من يمنعه فهو فرد الامن المسئول عن حراسة المكان لذلك أعد المجلس الأعلي للآثار حاليا بتوجيهات من الامين العام د. زاهي حواس دورات تدريببة لتدريب كل أفراد الامن التابعين للمجلس علي أحدث طرق التأمين من خلال خبراء من الشرطة كمثل اللواء عادل القرش المستشار الامني للأمين العام للمجلس الأعلي للأثار اللواء علي حافظ، وكذلك عن طريق عدد من الاثريين للتعرف علي قيمة الاثار وكيفية المحافظة عليها وبذلك سيتم رفع مستواهم الامني والثقافي والاثري وهذه الدورات ستستمر حتي يتم تدريب كل أفراد الأمن في المتاحف علي مستوي الجمهورية بل وسيتم تكرارها كل فترة لإمدادهم دائما بما هوجديد في مجال الامن والحراسة . اذا ما هي الطرق المتبعة الآن لتأمين المتاحف؟ - هناك متابعة دقيقة جداً من جانب وزير الثقافة الفنان فاروق حسني والامين العام للمجلس الأعلي للآثار د. زاهي حواس لعملية تأمين المتاحف ومراجعة مدي سلامة الطرق المتبعة لتأمين كل المتاحف علي مستوي الجمهورية سواء التابعة لقطاع المتاحف أولا، لذلك تم تشكيل لجان من جهات متعددة " الامن القومي ، شرطة السياحة والاثار، بعض الخبراء في مجال الأمن " من أجل معاينة المتاحف كلها ودراسة أوجه القصور بها منذ أكثر من أسبوعين لوضع تقرير حول الامن بالمتاحف لوضع خطط شاملة لتأمين المتاحف سواء بالافراد أوالاجهزة الالكترونية والكاميرات ووضع حلول ومقترحات جديدة لطرق الامن هذا بالاضافة إلي تقارير يومية من المتاحف يتم امداد الامين العام ورؤساء القطاعات بهذه التقارير حتي يتم متابعة الوضع الأمني بصورة مستمرة يومية، كما انه تم تزويد المتاحف التي تحتاج لعدد كبير من أفراد الامن بعدد اضافي من افراد الامن كالمتحف المصري بالتحرير ومتحف محمد علي بالمنيل، كذلك قمت بتشكيل لجان منذ فترة طويلة لمراقبة الاداء الأمني بالمتاحف وتحديد اماكن القصور بها والاتفاق مع . ما عدد المتاحف التي تم تطويرها وتأمينها وفقا لأحدث طرق التأمين الحديثة؟ - قطاع المتاحف يضم عدداً كبيراً من المتاحف لعرض جميع الاثار المعبرة عن كل الحقب التاريخية التي مرت بها مصر ويمكن تقسيم هذه المتاحف إلي " متاحف قديمة يتم تطويرها، ومتاحف جديدة، ومتاحف في خطة التطوير " بالنسبة للمتاحف القديمة التي تم تطويرها فهنا يقوم المجلس الأعلي للاثار منذ سنوات بعمل مشاريع ترميم وتطوير وتأمين للمتاحف الرئيسية الاربعة وذلك بإمدادها بأحدث طرق التأمين والعرض ونري ذلك واضحا في المتحف القبطي الذي تم بناؤه عام 1910 م حيث تم تزويده بكل الامكانيات الخاصة بالمراقبة والأمن من خلال شركات متخصصة في هذا المجال وتغير فتارين العرض بأحد الطرق لعرض القطع الاثرية، وكذلك المتحف اليوناني الوماني الذي تم تطويره أيضا وأخيرا متحف الفن الاسلامي بباب الخلق والذي افتتحه الرئيس حسني مبارك شهر أغسطس الماضي بعد ترميمه وتطويره تطويراً شاملا وفقا لأحدث طرق العرض والتأمين والتكييف فأصبح تحفة معمارية تضاهي المتاحف العالمية في الامكانيات وأسلوب العرض وتوسيع أماكن العرض أما المتحف المصري بالتحرير فيشهد حاليا مشروع تطوير لم يسبق له مثيل بدأ منذ عامين حيث يتم الآن تغيير بعض الفتارين غير المؤمنة بفتارين جديدة حديثة علي مستوي عال من الجودة وتقوم شركة ألمانية عالمية بهذه العملية فتم تغيير فتارين قاعتي المومياوات وفتارين ليويا وتويا بفتارين علي أعلي مستوي وفتارين قاعة الذهب بفتارين مؤمنه تماما، وتغيير الدهانات بالاضافة إلي عمل بعض التغييرات بمسار الزيارة والخروج فسيدخل الزائر من الباب الرئيسي للمتحف ويخرج من باب جديد من الجهة الغربية للمتحف بها مجموعة من البازارات والكافتيريات علي أعلي مستوي وستكون الحديقة المتحفية في الجهة الشرقية المواجهة لميدان التحرير وكما تم استبدال الأسوار المبنية من الطوب بأسوار مبنية من الحديد وذلك حتي يري السائر من الخارج المتحف كما يجري حاليا إعداد مشروع إضاءة للمتحف بصورة راقيه وتسليط الأضواء علي القطع الأثرية ليكون المتحف في صورة مبهرة ليلا، واقامة قاعة للمؤتمرات بالمتحف وتحديث المنظومة الالكترونية للأمن أما المتاحف الجديدة فهي متاحف يتم انشاؤها من خلال منظومة متكاملة تتبناها وزارة الثقافة من أجل زيادة الوعي الاثري لدي الأطفال والشباب لربطهم بتاريخ بلدهم لذلك يقوم قطاع المتاحف بإنشاء عدد كبير من المتاحف الإقليمية علي مستوي كل محافظات الجمهورية من الإسكندرية حتي أسوان، ولا يوجد قلق علي هذه المتاحف لان بناءها تم وفق احدث الطرق وامداده بتصميمات حديثة وعرض متحفي وفقا لأحدث التقنيات العالمية واضاءة حديثة وجميع طرق وأجهزة الامن الحديثة علي مستوي العالم ومن المتاحف التي تم الانتهاء منها متحف العريش، ومتحف السويس الذي سيتم افتتاحه قريبا، متحف امنحت بسقارة، ومتحف سوهاج، ومتحف شرم الشيخ والذي سيفتتح نهاية 2011،، متحف اخناتون في المنيا وهومن أهم المتاحف التي سيتم افتتاحها العام القادم حيث يحكي قصة اخناتون وعبادة الاله الواحد والمتحف تم بنائه علي شكل أشعة الشمس، ومتحف المنصورة حيث قام المجلس بشراء قصر الشناوي بالمنصورة وترميمه وتحويله لمتحف لعرض عدد كبير من التحف الاثرية وسيكون أول متحف بالمنصورة وسيتم افتتاحه العام القادم ايضا، أما المتاحف التي لها مشروعات ترميم ولكن لم تنفذ بعد فنظراً لكثرة المشاريع التي يتبناها المجلس حاليا فهناك بعض المتاحف القديمة التي تحتاج للترميم والتطوير ولكن سيتم تنفيذها من خلال مرحلة جديدة بعد الانتهاء من بعض المشروعات . إلي أن يتم مشروعات الترميم لهذه المتاحف كيف سيتم تأمينها؟ - إلي ان يتم ذلك تتم مراجعة طرق التأمين بها وعمل كاميرات المراقبة وامدادها بعدد من أفراد الأمن وتزويدها بكاميرات مراقبة اضافية واجهزة اطفاء إلي ان يتم البدء في مشروع الترميم والتطوير وجاء علي رأس هذه المتاحف متحف أسوان، ومتحف الاسماعيلية، ومتحف الشرطة بالقلعة ومتحف كهف رومل بمرسي مطروح، ومتحف الوادي الجديد، وتم اغلاق متحف المضبوطات الاثرية حتي يتم تنفيذ مشروع الترميم له، وكذلك متحف المجوهرات بالقلعة والذي بدأ تشوين آثاره من أجل التحضير لتنفيذ مشروع الترميم والتطوير، ومتحف المركبات الملكية بالقلعة تم إلغاءه ونقل اثاره لمتحف المركبات ببولاق ومتحف الحضارة ومتحف شرم الشيخ .