لم أذهب إلى ميدان التحريرمنذ شهر تقريبا، وكنت أذهب كل جمعة لرصد ما يدور فيه، ثم أمضى فى طريقى للعمل مارا بشارع طلعت حرب، وشاء القدر أن أمرمن الميدان، ذاهبا إلى وزارة الصحة لأخذ تقرير أحتاجه فى تحقيق صحفى. كان من المفترض أن أمر بشارع قصر العينى ثم أدخل فى أول شمال، حيث تقع وزارة الصحة،لكن فوجئت بحواجز خرسانية تغلق الشارع، ولكى أذهب إلى الوزارة لابد أن أمر بميدان (سيمون بوليفار)، وهناك وفى بداية الشارع المؤدى للسفارة الأمريكية وجدت الشارع مغلقا أيضا بحواجز خرسانية، بينما الناس يدلفون فى فتحة سور مدرسة تاريخية محترقة ومهدمة،بعد الخروج منها وجدت سيارة متفحمة وأسلاكا شائكة وحواجز خرسانية وعساكر يرتدون الأسود، سمعت رجلا فى الخمسينيات من العمر يقول وهو يحنى رأسه للمرور من الفتحة "خربوها ولاد الكلب"، لم أعرف من يقصد،كان نفسى أستوقفه وأسأله من هم، لكن الموقف لا يحتمل. وأخيرا دلفت فى شارع قصر العينى ثم الشارع المؤدى إلى وزارة الصحة،على ناصية الشارع وجدت تعزيزات من قوات الداخلية ورتبا كثيرة أقلها نسور تتلألأ فى ضوء الشمس، وعندما وصلت لبوابة الوزارة عرفت لماذا توجد كل هذه القوات، حيث يوجد مدخل بوابة مجلس الشعب.. المهم دخلت الوزارة ولم أستطعأخذ التقرير الذى ذهبت من أجله؛ لأن الموظفة المسئولة فى إجازة، وغالبا فى مصر عندما يغيب الموظف لا يحل مكانه آخر لماذا؟! لا نعرف؟! وعدت من حيث أتيت.. شارع قصر العينى ثم الولوج من خلال فتحة سور المدرسة ثم ميدان (سيمون بوليفار) ثم ميدان التحرير،ونزلت إلى النفق المؤدى إلى محطة المترو، كان مظلما تماما لا ترى المارين فيه..فقط تسمع أصوات أقدامهم وهمسات خافتة، وعلى جانب النفق الأيمن لفت انتباهى وقوف شاب مع فتاة، كانا يقفان بشكل مريب، اقتربت منهما ومعى بعض المارة لنفاجأ بأن شابا فى العشرينيات من العمر يقبل فتاة فى نفس عمره تقريبا، ولولا تدخل أهل الخير واحتواء الموقف كانت اشتعلت الأمور.. لا تعليق. إظلام بعض أنفاق محطة مترو السادات (التحرير)، وتحديدا الأنفاق المؤدية لميدان التحرير خطأ بالغ الخطورة، يوفر مناخا مريحا لارتكاب مصائب وجرائم وأفعالا لا أخلاقية.. أين إدارة مترو الأنفاق، خاصة إدارة الكهرباء المسئولة عن الإنارة؟! هل ليس لديهم علم بهذه الأنفاق المظلمة؟! ألا يعلمون أن الأنفاق المظلمة أصبحت مأوى للباعة الجائلين وركنا مفضلا لممارسة ظاهرة التحرش؟!.. ما رويته فى هذا المقال دارت أحداثه فى الساعة الواحدة والنصف ظهرا، وسجلته بكاميرا الهاتف. لحظة: رغيف الخبز حائر بين الحكومة والخبَّاز.. والمواطن يشتكى الإثنين لله..! لمزيد من مقالات على جاد