تحت عنوان المصاحبة اللفظية في القرآن الكريم ودورها الرائد في توجيه المعني والتفسير.. دراسة تركيبية دلالية في ضوء معطيات علم اللغة الحديث منهجا ونظرية وتطبيقا صدر هذا الكتاب حديثا عن المجمع العلمي لبحوث القرآن والسنة للدكتور أشرف محمد السعدي عضو لجنة الإعجاز اللغوي بالمجمع العلمي لبحوث القرآن والسنة, يتعرض هذا الكتاب لظاهرة لغوية فريدة, أصبحت نظرية رائدة في تحديد معاني الألفاظ والتراكيب في علم اللغة الحديث, وبخاصة لدي علماء الغرب من اللغويين, وهي المصاحبة اللفظية التي غفل عنها بعض مفسري القرآن الكريم في تفسيراتهم, وبعض مترجمي معاني القرآن الكريم في ترجماتهم, فوقعوا في أخطاء تفسيرية وترجمات غير صحيحة, جرت علي القرآن الكريم بالباطل- شبهات, هو منها براء. وحدد الكتاب مفهوم المصاحبة, ومكوناتها, والقيود والضوابط التي تحكمها, ومداها, والفرق بينها وبين المصاحبة النحوية والتعبير الاصطلاحي, وأشكالها التركيبية التي تظهر فيها. وبين المؤلف أن مفهوم المصاحبة, هو مصاحبة لفظ للفظ أو لعدد من الألفاظ المعينة في عدة سياقات طبيعية ومقبولة; لارتباطات دلالية مع إمكانية التنبؤ بهذا التصاحب علي نطاق واسع أو ضيق, ينظر إليها غالبا علي أنها وحدات معجمية مفردة, ينتج عنها معني خاص ودلالة جديدة. كما أوضح دور ظاهرة المصاحبة اللفظية الرائد في تغيير المعني للتعبير عن دلالات جديدة مستحدثة للتعبير عن منهج الإسلام وأحكامه في رسالة سيدنا محمد صلي الله عليه وسلم وأشكال هذا التغيير وآثاره, وكيف أن الوقوف علي معرفة هذا الدور يساعد علي التوجيه الصحيح لتحديد معاني الألفاظ القرآنية, ومن ثم معرفة المعاني القرآنية المقصودة, والأحكام المفروضة, والتفسير العام للآيات, وترجمة كل هذا الترجمة الصحيحة إلي اللغات المختلفة. كما بين الكتاب علميا دور المصاحبة في التمييز الدلالي بين الألفاظ القرآنية المشتركة لفظيا( شكلا), والمتعددة معني, وشبه المترادفة, والمتضادة, وكذلك دورها في تحديد المعاني المتضادة لألفاظ الأضداد القرآنية والتمييز بينها; ومن ثم أصبح لزاما علي المهتمين بتفسير القرآن الكريم ومعرفة أحكامه وترجمات معانيه; ضرورة فهم نظرية المصاحبة اللفظية غير المعقدة. وأكد المؤلف أن للمصاحبة اللغوية دورا رائدا في إنتاج الدلالة والتطور الدلالي وتغير المعني, للتعبير عن المعاني الجديدة المستحدثة في الإسلام وذكرها القرآن الكريم, مثل: كلام الله, كتاب الله, نورا مبينا, البيت المعمور, ليلة القدر, اللوح المحفوظ, دار السلام, رسول الله, روح القدس, يوم البعث, سبيل الله, أصحاب الشمال, اليوم الآخر, فك رقبة, اهدنا الصراط المستقيم, يهدي قلبه, ألا بذكر الله تطمئن القلوب....إلخ, كما أن للمصاحبة اللغوية دورا رائدا في صناعة التلطف في التعبير وتجنب ألفاظ اللامساسTaboo وبخاصة في التعبير عن العلاقة الخاصة بين الأزواج ومستلزماتها في القرآن الكريم, ومن أمثلتها: قوله تعالي: أو لامستم النساء( النساء/6), ودعا المؤلف في كتابه المجامع اللغوية- وبخاصة اللجان العلمية المختصة بوضع معاجم المصطلحات للعلوم التجريبية والإنسانية إلي أن تستعين بالمصاحبات اللفظية في وضع المصطلحات العلمية العربية كمقابل تعريبي للمصطلحات الأجنبية المراد ترجمتها أو تعريبها.