تعتبر طبيعة الدراسة في كلية الألسن صعبة بالنسبة للمبصرين.. فما بالنا إذا كان الدارس طالب كفيف, ألا يستحق تذليل العقبات التي تواجهه في أثناء العملية التعليمية حتي لا تتضاعف معاناته, ألا يستحق جزءا من اهتمام الدولة متمثلة في وزارة التعليم العالي التي من واجبها إمداد كلية الألسن بجامعة عين شمس بكافة الوسائل المساعدة لأكثر من40 طالبا كفيفا.. السطور التالية تحمل صرخات من الطلبة المكفوفين بكلية الألسن, نتمني أن يسمعها المسئولون. في البداية تقول سمر فرج صلاح- طالبة بالفرقة الثانية شعبة انجليزي- إن أهم ما نحتاجه في العملية الدراسية هو الكتاب الإلكتروني, مع ذلك فهو غير متوافر حتي الآن في الكلية, أضف إلي ذلك عدم توافر مراجع أجنبية كافية سواء داخل مكتبة الكلية أو علي شبكة الإنترنت, وأيضا ضعف إمكانات معمل الحاسب الآلي الموجود من أجهزة حاسب ووصلات إنترنت, وعدم توفير الملازم في نسخة الكترونية لأن أغلب الدكاترة يقومون بطرح الملازم بطريقة ورقية من دون مراعاة لفئات المكفوفين الذين يدرسون في الكلية الذين من حقهم توفير نسخة صوتية إلكترونية من الكتب والملازم, وهذا ما يجعلنا نتساءل مرارا وتكرارا لماذا لا يتم تطوير المكتبة الإلكترونية الخاصة بخدمة الطلبة المكفوفين في كلية الألسن التي أنشئت منذ عام1981 لكي تناسب التطور التكنولوجي الحادث في العالم, وهذا يعتبر مطلب جميع الطلبة في الكلية ونادينا به أكثر من مرة ولكن دون اهتمام من أحد, والغريب إننا إذا ذهبنا إلي المكتبة العامة للكلية نفاجأ برد ثابت من القائمين عليها أنتي طالعة تعملي ايه هنا في مكتبة تحت خاصة لك, وهو يقصد طبعا المكتبة التي لا يوجد بها كتب ولا مراجع تخدمنا كمكفوفين. وتطالب سمر جميع المدرسين في الكلية بالتعامل مع المكفوفين عن طريق الوسائط الإلكترونية التي تكون أسهل وأيسر لهم مثل شبكة الإنترنت والبريد الإلكتروني وشبكات التواصل الاجتماعي مثل الفيس بوك وتويتر, وذلك لأن أغلب المدرسين يرفضون التعامل معنا في تسليم الأبحاث بالطريقة الإلكترونية ويطلبونها ورقيا, وهذا الأمر شاق جدا بالنسبة لنا. وتلخص إيمان إبراهيم علي- طالبة بالفرقة الرابعة انجليزي- مشكلتها الرئيسية في الطباعة وتقول إن طباعة المحاضرات بطريقة برايل غير متوافرة بصورة كافية في الكلية لأن الموظف المسئول عن الطباعة يحضر يومين فقط في الأسبوع ونحن نحتاجه في كل أيام الدرسة الأسبوعية وهي5 أيام, لذلك نستعين بدلا من الموظف بالزملاء المتطوعين والذين قد يتغيبون في بعض الأيام مما يسبب مشكلة كبيرة لنا في طباعة بعض المحاضرات, وأيضا نعاني من عدم وجود مسئول عن كتابة المحاضرات وتوزيعها علينا لأن التسجيل قد تحدث به مشكلة في بعض الأحيان.. ونتمني أن يكون كاتب المحاضرات معيدا في الكلية أو من خريجين كلية الألسن لكي يكون متخصصا وفاهما للمواد الدراسية. ولم تختلف المشكلات التي تواجه أحمد حمدي خلف طالب بالفرقة الثانية انجليزي- عن المشكلات السابقة ويضيف عليها عدم توافر نظام محدد لطريقة الامتحانات التي تتخلل نصف العام ونهايته, ويطالب أحمد بوضع قواعد لطريقة هذه الامتحانات حتي يتمكن هو وزملاؤه من اجتيازها من دون مواجهة عقبات تؤدي إلي التعثر فيها, ويطالب أحمد أيضا بضرورة اهتمام أساتذة اللغات الفرعية التي يدرسها كل قسم بجانب المادة الأساسية بفئة المكفوفين داخل الكلية من حيث طرح الملازم بطريقة برايل أو من خلال الحاسب الآلي حتي يتم التعامل معها بصورة أفضل وأسرع. ويري فريد محمد عادل طالب بالفرقة الرابعة قسم اسباني- أن حل90% من مشكلات الطلبة المكفوفين يكمن عند المسئولين في الكلية نتيجة لتصرفاتهم الخاطئة, فعلي سبيل المثال كنا نعاني من عدم وجود موظف في مكتبة الكلية للمكفوفين إلا يومين فقط في الأسبوع, فقامت إدارة الكلية بتعيين موظفة مبصرة وموظف آخر مبصر أيضا يتواجدون في المكتبة طوال أيام الأسبوع ولكن دون جدوي لأنهم الاثنان لا يجيدون فنون الحاسب الآلي أو التعامل معه وبالتالي لا يستطيعون طباعة ما يلزمنا علي طريقة البرايل. ويطالب فريد إدارة الكلية بحل مشكلة المكتبة من خلال توفير شخص محترف يستطيع التعامل مع الحاسب وطباعة ما يلزم الطلبة علي طابعة البرايل سواء كان موظفا أو متطوعا من الجمعيات الأهلية.