خطفت رجلي إلي لندن لأطمئن علي قريبي وصديقي صلاح دياب ناشر المصري اليوم, بعد إجرائه عملية جراحية استمرت أربع ساعات, ومن حسن حظي أنه عند وصولي كان قد اجتاز مرحلة التذبذب التي استمرت معه نحو أسبوع, ومن تاني يوم إسترد لياقته تحولت غرفته رقم305 بمستشفي لندن كلينك إلي منتدي سياسي, ووجدت نفسي وأنا الذي ابتعدت عن مصر3500 كيلومتر غارقا في مناقشات مشاكل الوطن. إستعدنا الشريط من بدايته وكان هناك متحمس بقوة للفريق أحمد شفيق وقد قلت له إنه يوم كانت المعركة بينه وبين مرسي لم نكن قد جربنا الإخوان في الحكم, ولذلك راهنا عليهم وخفنا من احتمالات التعرض لحمامات الدم لو نجح شفيق, فقد كان مرسي يمثل إطلالة القادم الجديد مع الثورة في مواجهة ماض مكروه. وقلت إن أهم مافي التجربة أن شفيق الذي ليس له تاريخ سياسي ولم يكن منتميا لحزب أو تنظيم, استطاع في ثلاثة شهور فقط أن يبني تنظيما انتخابيا لم يقمه حزب الوفد بكل تاريخه القديم وأن يواجه الدكتور مرسي الذي تدعمه شبكة قوية منتشرة في كل مصر, وأن ينتزع أصوات أكثر من12 مليون مصري, وهو أمر يدل علي العقلية التخطيطية المميزة لشفيق. الماضي ذهب والمهم الحاضر الذي نعيشه وقد لخصه أحدنا في حكم ثبت حتي الآن ضعفه وعدم قدرته, ومعارضة أضعف ومفككة دخلت معركة الرئاسة علي أنها نهاية الكفاح ولم تواصل المشوار. وهي إحدي ثمار حكم مبارك الذي بنجاح كبير جرف الأرض المصرية من شخصياتها القوية واستبعدت الثورة باقي القادرين الذين في الغربة. لهذا أضاف ثالث فمن المتناقضات أن الشارع المصري يشهد اليوم حركة معارضة قوية لنظام الحكم ليست لها قيادة. وقال رابع لا أستطيع تسميتها معارضة ولكن أسميها حركة إحتجاج أو تمرد أو غضب ولكنها في كل الأحوال كالسيل المتدفق الذي لا تحكمه قيادة موجهة. والمشكلة هكذا إتفقنا أننا أمام نظام حكم يصعب إستمراره علي ماهو عليه, ويصعب العثور في الوقت الحالي علي بديل جاهز بعيدا عن الجيش! [email protected] لمزيد من مقالات صلاح منتصر