كانت الجماعة وأقصد بها جماعة الاخوان متلهفة قبل فوز الدكتور مرسي بالرئاسة علي إزاحة الدكتور كمال الجنزوري ووزرائه من الحكم وتحويل مجلس الشعب الي خميرة عكننة تطرد النوم من عين الحكومة لدرجة توجيه961 استجوابا إليها في أقل من أربعة أشهر وهو عدد لا يقل كثيرا عن عدد كل الاستجوابات التي قدمت في تاريخ البرلمانات المصرية! اليوم مضي أكثر من ثلاثة أسابيع منذ قدمت وزارة الدكتور الجنزوري الانتحارية استقالتها وكان ظننا من ظروف اجتماع التوديع الذي عقدته وتبادل القبلات والمشاعر العاطفية لزملاء عملوا في أشق الظروف, أن كل شيء جاهز في الجانب المنتظر وإلا فيم كان تعجلهم علي خلع الجنزوري والتضييق عليه؟ إلا أن الواضح وكما أعلن الدكتور مرسي للمواطنين المصريين الذين التقاهم في أديس أبابا إنه منذ أسبوعين وهو دائم التفكير في تشكيل الحكومة ولا يريد أن يتسرع. وهو مايؤكد أن هناك فرقا بين الذي يجلس علي شاطيء الحكم يفتي وينتقد وبين الذي ينزل بحره ويواجه المسئولية والمشاكل والاختيار. وبخبرة مراقب طويل للحكم في مصر أقدر الصعوبة الكبيرة التي يواجهها رئيس الدولة في اختيار رئيس الوزراء, خصوصا ان أمامه حاجز العهد السابق الذي لا يريد الاختيار منه مما يوحي أنه سيختار إسما جديدا لرئاسة الوزراء هابطا من خارج العمل الوزاري. وهذا لم يحدث في السنوات الستين الماضية سوي مرة واحدة مع الدكتور عاطف صدقي الذي كان يرأس الجهاز المركزي للمحاسبات قبل توليه الوزارة. وقد ساعدته الظروف وجعلته يحقق أطول فترة رأس فيها شخص الوزارة منذ وزارة مصطفي فهمي في بداية القرن العشرين بالاضافة الي أنه كان ناجحا. مصر تبحث عن رئيس وزراء قوي الشخصية قادر علي حسن قيادة الوزراء قادر علي فرض رأيه عندما يريد وقبل ذلك هناك أهداف محددة لوزارته يتضمنها خطاب التكليف الذي يوجهه له الرئيس! [email protected] المزيد من أعمدة صلاح منتصر