يعلم القاصي والداني أن مصر تمر بأزمة.. وأن الازمة في حاجة الي تكاتف عقلاء الامة لتحقيق العبور الامن الي الاستقرار. ملامح الازمة تتمثل في: مصر قامت بثورة علي نظام أفقد المصريين أدميتهم.. عاملهم كالحيوانات بل أقل قليلا.. لم يضعهم في حساباتة السياسية.. أهتم فقط بنخبة محدودة أغدق عليها بالنعم من أموال وموارد هذا الوطن. الثورة قام بها الكتلة الحيوية في الامه.. تلك الكتلة التي تقع تحت خط الثلاثين عاما من العمر.. هؤلاء الذين أنفتحوا علي العالم ورأوا ببصيرتهم أن تلك الامة لا ينبغي أن تعيش في ظلم وقهر وجهل وظلام. قفز علي تلك الثورة بعض الانتهازيين من القوي السياسية.. سارعوا الي تنظيم صفوفهم للفوز بالسلطة فقد طال الانتظار.. ويبدو أن اللحظه قد حانت.. تركوا الثوار يذبحون في معارك الشوارع وأكتفوا بحصر المغانم. طالت الفترة الانتقالية فدبت الفوضي في المشهد.. دخلت أطراف عديدة تلعب لعبتها فالغنيمة كبيرة.. انها مصر بتاريخها ومكانتها وتراثها ومواردها وأهلها وناسها. أصبح لدينا مشهدين: الاول في القاعات المغلقة حيث يجلس الكهنة يخططون ويتأمرون والثاني: في ميادين وساحات وشوارع محمد محمود وقصر العيني والشيخ ريحان. في الاول قنوات تفتح مع أصحاب مصالح أقليمية ودولية.. أبواب تنساب لاستقبال مبعوثين أمريكيين وأوروبيين بل وأسرائيليين.. الكل يسعي الي الحصول علي تعهدات وتأكيدات وأجابات حول أسئلة كثيره أهمها: ما موقفكم من اسرائيل؟ ماذا ستفعلون ازاء كامب ديفيد ومعاهدة السلام ؟ ما هو موقفكم من المصالح الامريكية في المنطقة ؟ ماذا ستفعلون ازاء الاتفاقيات الامنية مع أجهزة الامن الامريكية سي أي أيه وأف بي أي؟ هل ستتعاونون في ملف الارهاب ؟ في الثاني: شباب غض صغير لم تعركة السياسه بعد يذهب ضحية مؤامرات السياسة فقد ذهب زمن الثورة وجاء زمن تقسيم الغنائم. من يدعون انهم حريصون علي الانتقال السلمي للسلطة من الاسلاميين لم يحركوا ساكنا أزاء الدماء التي تسيل في شوارع مصر.. عيونهم علي السلطة ولا ينبغي أن تحيد عن الهدف فقد حان وقت قطف الثمار. لقد حانت اللحظة الحاسمة لانقاذ مصر من الاعيب السياسة. المزيد من أعمدة جمال زايدة