ضربت الإصابات وبقوة أغلب لاعبي الفريق الأول لكرة القدم بالنادي الأهلي في الأشهر القليلة الماضية, وبسببها فقد الفريق العديد من عناصره المؤثرة وقوته الضاربة في بعض المراكز, حتي أنه دفع ثمنها غالي بالخروج من بطولتين هذا الموسم في أقل من شهر واحد حيث ودع دوري الأبطال الإفريقي وكأس مصر, ومع تعدد الإصابات, بل وتكرارها مع اللاعب الواحد تحول الأمر إلي ظاهرة ربما يجب الوقوف أمامها من أجل المناقشة الموضوعية, ومن ثم البحث عن الأسباب لعلاج تلك الظاهرة التي يجب أن يتم القضاء عليها. وهنا يجب الإشارة إلي أن الإصابات أنواع منها قدرية التي يتعرض لها اللاعب خلال المباريات بعنف من المنافسين أو القيام بحركة خاطئة فجائية وفي عكس الإتجاه السليم للمدي الحركي لعضلات الجسم, والنوع الثاني الذي يكون للعلاج الخاطيء أو الحمل الزائد علاقه به ويكون سببا في إصابة اللاعب دون أن يكون له ذنب, وهناك أمثلة تجمع بين النوعين من الإصابات فتكون الإصابة قضاء وقدرا ثم يتم تشخيصها وعلاجها بشكل خاطيء, وفي النهاية يدفع اللاعب الثمن ويخسر الفريق جهود لاعبيه بدون ذنب. فاجأة وبدون سابق انذار فقد الفريق جهود ثلثي لاعبيه المدافعين بداية من محمد نجيب ومرورا برامي ربيعة وصولا إلي شريف عبد الفضيل, كما أثرت الإصابة وبشكل كبير علي محمد بركات رغم أن إصابته لم يكن لها دخل بالملعب وتعرض لكسر في الذراع في معسكر الفريق وأيضا المحترف الموريتاني دومنيك داسيلفا الذي خضع للعلاج التأهيلي من الإصابات أكثر من الفترة التي لعبها مع الفريق ونفس الأمر بالنسبة للبرازيلي جونييور الذي يلعب مباراة ويصاب أمامها بضعة أخرين, كل هؤلاء اللاعبين تختلف حالات إصاباتهم وظروفها ولكن ما يجتمعا أمامه هو طريقة العلاج والظروف المحيطة بها والتشخيص المبدئي, وبطبيعة الحال يتحمل هنا الدكتور ايهاب علي المسئولية الطبية بداية من تشخيص الإصابة وتحديد مدة الغياب عن الملاعب وطريقة العلاج والتأهيل, وللحق فأن الجهاز الطبي لا يعتمد علي الكشف فقط بل يعتمد وبشكل كبير في تشخيصه علي الأشعات والأساليب الطبية الحديثة. والسؤال الذي يفرض نفسه حاليا هو ما مدي تحمل الجهاز الطبي لما يحدث للاعبين من إصابات في بعض الحالات التي يجب أن يتحمل نتيجتها ايهاب علي وحده ومنها إصابة رامي ربيعة التي قام بالأشراف عليها وعلاجها ثم قرر الدفع به في التدريبات وتأكيده علي أنه جاهز وتم تأهيله بدنيا ولكن مع أول مشاركة فعلية في لقاء طوخ الودي أنتكس اللاعب وعاودته الإصابة لينكشف قصور طبي واضح في جهاز الأهلي الطبي, ومع دومنيك فقد تكررت بشكل ملفت إصابة اللاعب في العضلة الخلفية, ورغم أن الجهاز الفني حذره من قبل القيام بحركات فنية معينة تعرضه للإصابة إلا أن من باب أولي كان يفترض أن يتم علاج اللاعب وبشكل تام للقضاء علي مشكلة مزق العضلة الخلفية, أما محمد بركات فرغم أنه تعرض لكسر في يده ولكن الجهاز الطبي صنع حالة قلق حول اللاعب بتصريحاته التي تغيرت وتبدلت أكثر من مرة فتارة اللاعب جاهز ومرة يشارك بواقي بلاستيكي وأخر بمعاودة الشرخ, فأصبح كسر بركات اشهر من إصابات أخري اكثر خطورة. وإذا كان الجهاز الطبي يتحمل مسئولية كبيرة في تفشي ظاهرة الإصابات فأن الجهاز الفني تقع عليه مسئولية مماثلة لا سيما فيدالجو مخطط الأحمال الذي من المفترض أن ينحصر دوره في تأهيل اللاعبين بعد واثناء الإصابات من خلال وضع البرامج التدريبية علي ضوء الإصابات وقوة كل لاعب البدنية, وهنا يجب الوقوف عند حالات الإجهاد التي يتحدث عنها الجهاز الفني عقب كل مباراة أو عدة تدريبات قوية, ووقتها يكون اللاعبين أكثر عرضة للإصابات. ورغم أن الأجهزة الفنية تكون مسئولة عن اللاعبين داخل الملعب فبيجب الإعتراف بأن اللاعب تقع عليه مسئولية أخري في تحمله لإصاباته فغياب الثقافة الطبية وعدم الوعي بحجم وأضرار الإصابات قد يطول بمدة العلاج والتأهيل, كما أن التحركات داخل الملعب يجب أن يكون لها وعي وعقل بحيث يجنب اللاعب نفسه شر الإصابات قدر المستطاع, وحتي لا يهدر جهده في العلاج ويضر فريقه بحرمانه من جهوده خلال الموسم, فكم من اللقاءات تأثر بها الفريق بسبب إصابات لاعبيه. ومع تفشي الظاهرة والبحث عن أسبابها فهل السبب هو استعجال الجهاز الطبي في التشخيص والعلاج أم اللاعب نفسه يكون متعجل العودة, أو ربما يكون للجهاز الفني دخل بطلب إعداد المصابين بشكل سريع, عموما في النهاية مطلوب تحديد المسئولية حتي يتم القضاء علي تلك المشكلة التي من شأنها إهدار جهد فريق كامل وإدارة تسعي لحصد البطولات.