مصر رايحة فين سؤال بات يطرح نفسه علي كل فئات المجتمع المصري, ومنهم الفنانيون والعاملون بصناعة السينما, والبعض كان يملأه التشاؤم خصوصا مع تصاعد أحداث التحرير, ونزول الآلاف إلي ميدان العباسية, طلبا للاستقرار وتأييد المجلس العسكري. , وخوف الكثيرين من انقسام المجتمع ما بين مؤيد ومعارض, ولكن يبدو أن الأجواء الايجابية لانتخابات المرحلة الأولي, وحجم الإقبال ومشاهد الطوابير التي اصطف فيها المصريون رجالا ونساء وشبابا, جعل البعض منا يقف ليلتقط أنفاسه, ويري أن مصر مقبلة علي مرحلة جديدة من الايجابية والرغبة في إرساء ديمقراطية حقيقية, نتجاوز بها أخطاء الماضي, لذلك اختلفت رؤي الكثير من الفنانين بعد إجراء الجولة الأولي من الانتخابات, فنون الأهرام تستطلع آراء العديد من الفنانين والنجوم والكتاب حول رؤيتهم لما هو قادم والأحداث التي تشهدها مصر. في البداية أكد الفنان محمد هنيدي أن ما شاهده من مدي إقبال المصريين علي التصويت كان مفاجئا لنا جميعا ولكن يبدو أن ذلك جاء لرغبتنا في ضرورة أن تخرج مصر من منطقة الجمود, وأن تتحول لبلد ديمقراطي, لأن مصر تستحق ذلك, والمصريون شعب مبهر, وعن نفسي وبرغم تأزم المواقف في الفترات السابقة إلا أنني كنت متفائلا بأن مصر تسيير نحو الطريق الصحيح. نفس الحال بالنسبة للنجم أشرف عبدالباقي والذي أصر علي الذهاب إلي اللجنة الانتخابية مع عائلته.. أشرف قال: إنه في الفترة الماضية كان يخشي علي مصر ولكن المصريين أخرجوا أفضل ما فيهم, ومارسوا ديمقراطية تبدو أنها أصيلة في نفوسهم وكانت تحتاج فقط إلي فرصة حقيقية, وهذا ما شاهدته المرحلة الأولي من الانتخابات, وأتمني أن تشهده باقي المراحل. الفنان الكبير عزت العلايلي صرح سينزل قطعا للإدلاء بصوته في الانتخابات البرلمانية في المرحلة الثانية, حيث اعتبرها خطوة البداية في الحياة السياسية المصرية التي مادام حلم بها الشعب المصري لاستقرار أوضاع البلاد..وان ما حدث من رقي وتحضر في طريقة تعاطي المصريين مع الأمر أبهره., برغم أنه كان يخشي كثيرا نظرا لعدم استقرار الأوضاع, وخوفنا جميعا علي أن تذهب مصر في طريق عدم الاستقرار أو الفوضي, نظرا لتصاعد حدة الخلافات السياسية بين أطراف العملية السياسية والأحزاب المختلفة من ناحية والمجلس العسكري من ناحية أخري, ولكن يبدو أن الأجواء الايجابية وما شهدته الجولة الأولي جعلنا جميعا نلتقط أنفسنا ونري الأمر بصورة أكثر تفاؤلا. أما المخرج الكبير داود عبدالسيد, والذي ذهب للإدلاء بصوته في المرحلة الأولي, فقال لم أكن يوما من المتشائمين بمستقبل مصر, لأنني دائما ما كنت أراهن علي الشعب المصري والذي يملك أصالة وتحضر, مدفون بداخله بفعل فاعل. وأضاف داود هذا ما تأكد لي بعد مرور المرحلة الأولي من الانتخابات ويكفي مشهد الناس وهم ينظمون أنفسهم, ويلتزم كل شخص بدوره,أما المشهد الذي يحتاج لأن يسجل حقا وكان جديدا علي المصريين هو الإقبال الكبير للسيدات من جميع الشرائح العمرية علي الانتخابات, وإصرار الكثيرات منهن علي الصمود برغم الازدحام وطول الانتظار حتي يدلين بأصواتهن.. وأجمل شئ أن تري كل مصري يرغب من داخله في أن يشعر انه فاعل ومؤثر في مصير بلده. وبرغم أن الفنان خالد صالح كان متشائما, ويخشي علي مصر من أن تكون قد دخلت نفقا مظلما, بسبب الأحداث التي مرت بها مصر في الأسبوعين الماضين, وكان خالد يشعر بقلق بالغ إزاء انقسام المصريين إلي فريقين,إلا أنه في المرحلة الأولي من الانتخابات أصر خالد علي الذهاب للإدلاء بصوته إيمانا منه بضرورة تحول مصر إلي الديمقراطية, ومثله مثل الكثيرين منا فاجأته الروح الايجابية للشعب المصري,ويكفي ما شاهده من تكاتف المصريين بجميع فئاتهم, حيث لم يسأل أي فرد عن دينه أو انتمائه الكل يحترم الآخر ويرغب في مساعدته, ومن يملك الوعي, كان يأخذ بيد الآخر ويقوم بتوعيته وأهم ما خرجت به كيف أننا شعب صبور وحمول, فلم يفارق أحد مكانه إلا بعد الإدلاء بصوته, حرصا منهم علي مستقبل هذا البلد وكل ما أتمناه أن يستوعب السياسيون, تلك الروح وذلك الحرص ويتعاملوا علي أن البلد أمانة بين أيديهم. ولها شعب يخاف عليها.