أنا ضد فكرة العزل السياسي الجماعي والحرمان من الترشح للانتخابات بشتي أنواعها ومستوياتها, دون حكم قضائي, وإلا كان ذلك انتهاكا لحقوق الإنسان. واذا كانت بعض الثورات قد أصدرت قانونا للغدر ومارست العزل السياسي فهل كانت كل تلك الثورات علي حق في كل تصرفاتها, وهل ظروفنا مثل ظروف تلك الثورات جميعا؟ وهل كانت ثورة 23 يوليو بكل إنجازاتها العظيمة التي شهد بها العدو قبل الصديق معصومة من الخطأ؟! إن الفيصل في هذه القضية هو صندوق الانتخاب, فالشعب المصري بوعيه وذكائه الفطري سيسقط كل من يري أنه أسهم في إفساد السياسة, فضلا عن أن العزل السياسي الجماعي كفيل بأن يحدث انقساما خطيرا في المجتمع في وقت نحن في أمس الحاجة فيه الي وحدة الصف لنجتاز هذه المرحلة الانتقالية بسلام, وأخيرا كان قانون الغدر الذي أصدرته ثورة23 يوليو قد ضيق الخناق علي عدد محدود جدا من الأفراد ولم يكن عزلا سياسيا جماعيا. د. شعبان عبدالعزيز عفيفي مصر الجديدة