جاءت موافقة المجلس العسكري علي تشكيل حكومة إنقاذ وطني بعد قبول استقالة حكومة الدكتور عصام شرف لتدخل البلاد اختبارا جديدا في كيفية اختيار الشخصيات القادرة علي إدارة شئون البلاد خلال الأشهر السبعة القادمة حتي تسليم السلطة لرئيس مدني مع نهاية يونيو.2012 وتأتي صعوبة الاختيار من تجربتنا مع حكومة الدكتور شرف الذي جاء من ميدان التحرير وحمله شباب الثورة علي الأعناق ولكن أداء حكومته لم يكن متناسقا مع رتم الأحداث السريعة والمتلاحقة مما أدي إلي المطالبة برحيله. ولهذا يجب أن يكون عضو حكومة الإنقاذ عقلانيا ومتأنيا بعيدا عن الأهواء والمصالح والموائمات السياسية حتي تكون اسما علي مسمي وتكون قادرة علي إنقاذ البلاد من حالة الإنهيار التي تمر بها الآن. وفي رأيي أنها يجب أن تضم شخصيات من ذوي الخبرات المختلفة وألا تكون مرشحة لأي انتخابات قادمة سواء برلمانية أورئاسية لسببين مهمين: أولهما هوالإنشغال بالحملات الإنتخابية, وثانيهما وهو الأهم أن المنافسة العادلة تقتضي ألا يكون أي مرشح في موقع قيادي يسمح له باتخاذ قرارات تساعده في حملته الانتخابية بالتفوق علي منافسيه مثلما كان يحدث مع النظام الفاسد قبل ثورة25 يناير. وأطالب الشباب الذي نجح في مليونية إنقاذ الوطن وكشف زيف سارقي الثورات ومدعي البطولات الوهمية بأن يعمل علي حماية مصر وممتلكاتها في هذه المرحلة الحرجة من تاريخها لإنقاذ البلاد وإتاحة الفرصة أمام الحكومة الجديدة للعمل علي إعادة الأمن ونمو الاقتصاد والانتقال السلمي بالبلاد إلي الحكم المدني الديمقراطي.